22 ديسمبر، 2024 12:49 م

خبران منفصلان – متّصلان .. وقفة للترقب !

خبران منفصلان – متّصلان .. وقفة للترقب !

a \ لغايةِ كتابةِ هذه السطور , لمْ يصدر أيّ تصريحٍ من البنتاغون ” وزارة الدفاع الأمريكية ” ولا أيّ مسؤولٍ رسمي امريكي حول اكتشاف القوات العسكرية العراقية لثلاثة صواريخ ” نوع غراد ” منصوبةٍ وموجّهة على ” قاعدة الأسد ” الجوية في غرب العراق والتي تعتبر مركز الثقل للقوات الأمريكية .

ومنذُ يومين مرّا على اكتشاف تلك الصواريخ وأنا اتابع شبكتي CNN وFOX NEWS كلّ بضعة ساعاتٍ للتعرّف على ردّ الفعل الأمريكي على تلك الصواريخ التي جرى اكتشافها قبل 15 دقيقة من انطلاقها , ولم أجد أيّ تعليقٍ بهذا الشأن , ويبدو أنّ هذا الصمت الإعلامي – العسكري الأمريكي كأنّه متعمّد لزيادة نسبة إبهامٍ وغموضٍ افتراضيين لردودِ افعالٍ محتملة من الأمريكان , وقد لا يعتبر تصريح الرئيس ترامب في البرنامج الأسبوعي < face the nation – واجه الأمة > الذي تبثه قناة cbs الأمريكية كرّدٍ افتراضي على الصواريخ التي لم تنطلق , والذي ذكر فيه أنّ الولايات المتحدة تريد البقاء في العراق لمراقبة ايران والمنطقة وانها تمتلك قاعدة جوية متكاملة .

تساؤلاتٌ نوعيةٌ جمّة او أقل حول ذلك الحدث , فحيث لا جهة تعلم تفاصيل ما يتواجد في ” قاعدة الأسد ” , وأنّ ما معلن عن عدد الجنود فيها وكذلك التخمينات الأعلامية والتقديرات لجهاتٍ عراقية , فليس ذلك مهماً بقدر اهمية معرفة المعدات والأجهزة العسكرية والدفاعية المعقدة , وليسَ هنالك من معلومةٍ معلنة عن وجود منظومة صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ داخل القاعدة او ربما جلبها بعد اكتشاف ال ” غراد ” غير المحظوظة .! , لكنما الأشد والأهم من ذلك هو عمّا تحسّبت الجهة التي هيّأت وجهّزت تلك الصواريخ لأية ردود افعال امريكية فيما اذا انطلقت الصواريخ بأتجاه تلك القاعدة وتسبّبت بأصاباتٍ دقيقة للجنود الأمريكان فيها .!

B \ إطّلعنا او معظمنا وحتى لو بعضنا للخبر الذي اُذيع يوم أوّل امس , عن قيام القوات الروسية في سوريا بأعتقال ” المئات ” من قيادات الميليشيات الأجنبية ” كالأفغان والباكستانيين ” العاملين بأمرة القيادة الأيرانية , ولا ريب أنّ لذلك دلالات تتلو دلالات سياسية وعسكرية , فمن جهةٍ يعكس احدى جوانب الخلاف ” غير المعلن ” بين موسكو وطهران , كما يبيّن مظهراً من مظاهر الصراع على النفوذ بين ايران وموسكو بعدما غدت تلوح في الأفق إشاراتٌ اوليّة متّقدة لإنهاء الأزمة السورية , سيّما بعدما اضحت تتسابق دولٍ عربية ليس في اعادة فتح سفاراتها في ايران , بل بذلَ مساعٍ خجلى وعجلى لإعادة سوريا الى الجامعة العربية .

الى ذلك , فقد تؤخّر المعضلات الداخلية والخارجية لإدارة ترامب ” كتشييد الجدار الستراتيجي على حدود المكسيك , وما يفرزه ذلك من خلافاتٍ مع الكونغرس , بالإضافة الى التطورات المفاجئة للعلاقة الشديدة التوتر مع فنزويلا ” وخصوصاً بعد تبادل – رئيسها نيكولاس مادورو – لرسائلٍ مع السيد حسن نصر الله رئيس حزب الله في لبنان وما تضمنته من دعمٍ للرئيس الفنزويلي.

وبهذه السياقات ذوات الصلة بالقربى من الأزمات , فبوضوحٍ يلوح أنّ منطقة الشرق الأوسط وبشكلٍ خاص العراق وايران , فتبدو كأنها حبلى بمحموعةٍ توائمٍ من الأحداث المستجدة ومن دونِ أيّ تناغم , بل لتفعيل آليّات التخاصم .!