23 ديسمبر، 2024 7:18 ص

خاينين .. العهد !

خاينين .. العهد !

وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ • ‎وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ •
(قرآن كريم) 

مغالطة مفضوحة ومنطق قريب من السخرية والاستهزاء  ما صرّح به السيد رئيس البرلمان من شمال الوطن ، حول الإجراءات والضمانات التي يجب توفيرها ( للسادة النواب ) لكي يعودوا لممارسة أعمالهم بحرية تامة وبدون إملاءات من احد – حسب وصفه – وكأنه يجهل ان جميع من تحت قبة القهرمان – بما هو بشخصه – يُدار بالرموت كونترول من الزعيم في الداخل والولي والراعي من خارج الحدود في الإقليم والعالم .. كما ان مشروع هيبة الدولة الذي تتباكون عليه إتضح انه غير موجود منذ التغيير ، لان الدولة في العراق كتل سياسية  حزبية وعرقية وليست دولة قائمة بمؤسسات !
وتناسى السيد الرئيس أيضاً ، ان الجماهير خرجت مُذ تموز ٢٠١٥م وأعتصام البعض من النواب اخيراً هو لأجل إستعادة حرية الإرادة لممثلي الشعب من زعماء الكتل والكيانات ، لكي يفوا بعودهم لجماهيرهم ومراعاة مصالحهم وليس مصلحة الحزب او الكيان  ،  وإعلان الثورة على مبدأ المحاصصة الذي دمّر العباد والبلاد  .وأخيراً : فالتغيير الذي حلم به العراقيون ووُعِدوا به، لا يزال بعيد المنال ولم تفّوا لا الحكومة ولا أنتم بما وعدتم الشعب به ، وأما ما حصل حتى الآن، فلم يكن سوى مداورة أقرب إلى المناورة والخداع ..  فليس استبدال وزير بآخر بتغيير، إنْ لم يكن تغيير مناهج وسياسات وإنْ لم يتّسم بمساءلات ومراجعات في إطار من الشفافية وتلبية احتياجات الناس واستعادة المال العام المنهوب منذ اكثر من عقد من السنين ..سيادة الرئيس : اما تشعرون بالحرج حين ينعتكم المراقبون والمؤسسات الاممية بأنكم فاشلون وفاسدون ؟! هل ان الشعب العراقي رأى منكم خيراً طول هذه السنوات الماضية ؟!هل لكم من اعذار لكي تتشبثوا باستقتال بكراسي المسؤولية وإداؤكم دون خط الصفر وباعتراف كبار الوجوه كالسيد المالكي : قال كلنا فاشلون بامتياز ويجب ان نتنّحى ؟!ماقمتم  به -برلمان وحكومة – لايعدوا ان يكون نوع من القشمرة والخداع لشعب ضاق بكم ذرعاً ولم يبق في قوس صبره منزع ..  فإذا ظل التغيير فوقياً، فإنه سيكون إجراءًا تجميلياً وليس علاجياً، أو دواءًا ناجعاً لمعالجة الأمراض التي يعاني منها المجتمع العراقي مهما سيطلق عليه من تسميات . . إنْ لم يذهب إلى الجوهر والمضمون والمحتوى .. أي إلى شرعية الإنجاز، وليس الوعود والعبارات الإنشائية والتوافقات الشكلية ، والمهم ليس الحديث عن التغيير، بل السير في طريقه بخطىً حثيثة، وفي سياقات وخطط ومدّة زمنية محدّدة .. والتنازل عن بدعة الحصص والامتيازات للزمر الحاكمة وترك الامر لأهل الخبرة والكفاءة من أبناء العراق .. لأنكم خائنون للعهد   فَاسِقُون كاذبون !لك الله ياشعبي المنكوب