23 ديسمبر، 2024 6:40 ص

خامنئي يتجرع السم في عيد النوروز الفارسي

خامنئي يتجرع السم في عيد النوروز الفارسي

طالعتنا بعض الفضائيات الطائفية المقربة من إيران بخبر مفاده أن المرشد الإيراني الخامنئي وأثناء إحتفالية عيد النوروز الفارسي تطرق للتظاهرات في العراق وذكر أن أتباع المرجع العربي السيد الصرخي يخترقون هذه التظاهرات وأنهم يطالبون بقطع العلاقات مع إيران ويهاجمون المدعو قاسم سليماني والذي أسماه الخامنئي بالمجاهد . والمتتبع لمرجعية السيد الصرخي لايجد جديداً في هذه التصريحات ، إذ أن مرجعية السيد الصرخي معروفة برفضها ومقاومتها للمشروع الإيراني التوسعي ، وهذا ما ذكره المرجع الصرخي في أكثر من بيان و تطرق له في محاضرات عديدة ولقاءات صحفية أو تلفزيونية ، والشواهد كثيرة منها لقاء سماحته مع فضائية التغيير ومشروع خلاص الذي أطلقه من أجل إنقاذ العراق وطالب فيه بإخراج إيران من اللعبة ، بالإضافة إلى وضوح موقف المرجع الصرخي من تظاهرات أبناء الشعب العراقي ووقوفه معهم حتى أنه وصف نفسه بالناشط والمتظاهر وهو يخاطبهم في أحد بياناته الموجهة إليهم ( أبنائي إخواني أعزائي يا جماهير شعبي العزيز أيها المتظاهرون يشرفني أن أكونَ أحدَكم ومعَكم وفي خدمَتِكم ويشرّفني أن أكونَ أحدَ الناشطين الباذلين كلَّ ما بوِسْعِهم لتأييدِ ونصرةِ تظاهراتِكم المباركة … أتحدث معكم وأنا أحد المتظاهرين معكم وناشط داعم وناصر لتظاهراتكم ) وقد كان السباق للمطالبة بالتغيير الحقيقي والجذري لكل المنظومة السياسية ورموزها . لكن الأمر المريب في تصريحات الخامنئي توقيتها وعلانيتها ، فلم تكن إيران تعلن عن عدائها للمرجع الصرخي عبر قنواتها الرسمية رغم أنها مارست أقسى وأدهى أنواع الإبادة والقتل والإقصاء والحصار لهذه المرجعية العربية ، وكانت كل تلك الأساليب تمارس عن طرق المرجعيات والأحزاب والحركات والمنظمات والفضائيات والمليشيات الإجرامية التابعة لهم وتكون مشاركة إيران فيها بسرية تامة ، أما من حيث التوقيت فلماذا جاءت هذه التصريحات في هذه اللحظات الحرجة من تأريخ العراق والشعب يواصل التظاهرات لإحداث التغيير ؟ سؤال يستحق الوقوف عنده . أعتقد أنها رسالة تهدف إلى ضرب عدة عصافير بحجر واحد ، فهي موجهة أولاً إلى المتظاهرين المطالبين بالحقوق وبالدولة المدنية ، أنه لا بديل لكم عن الحكومات الطائفية التي تخدم المشروع الإيراني لأننا نستطيع أن نصادر التظاهرات منكم ، ورسالة أخرى لمن أراد أن يساير المتظاهرين ويجني من قطاف التظاهرات بعد نضوجها رغم أنه لم يبذل فيها جهداً ، أنكم تحت قدراتنا ونستطيع أن نبيدكم إذا أردتم بيعنا والإستفراد بالغنيمة لكم دوننا وأننا نستطيع أن ندمر تحركاتكم ونقلبها عليكم بأمور مفبركة يستقبلها الشارع ونُسوق لها عن طريق الإعلام الذي نسيطر عليه ، وهي أيضاً رسالة للجهات التي تحمي وتخدم وتنتفع في نفس الوقت من إيران بأننا معكم وسنتدخل في الوقت المناسب لحمايتكم ، وقد تكون في نفس الوقت رسالة لمرجعية السيد الصرخي بأن إيران ستبقى تتصدى لمجابهة المشروع الوطني الذي يقوده المرجع العراقي العربي السيد الصرخي من خلال الكيد لهم وتأجيج الحكومة والمليشيات الطائفية عليهم ، وإذ يمكن تصور أن كل هذه الرسائل قد تنتج ما تصبو إليه بإستثناء الرسالة التي توجه إلى مرجعية السيد الصرخي ، فهذه تبوء بالفشل الذريع ، بل إنها تعطي عكس النتائج المرجوة منها ، حيث ثبت أن المرجع الصرخي وأتباعه لا يهابون إيران وأتباعها رغم كل أساليب العدوان والخديعة والمكر التي استخدمتها إيران ، بل العكس نراهم يزدادون يوماً بعد يوم يقيناً بصحة مواقفهم من المشروع الإيراني التوسعي وأنهم أول من شخص هذا المشروع الإمبراطوري وأول من تصدى له ويزدادون إصراراً على الإستمرار في الطريق ويشعرون بالراحة والأنس لكونهم على النهج السليم ، وهذا ما أشار له المرجع العراقي الصرخي الحسني بقوله : ( الآن ، كل الجهات ، كل الناس ، كل التوجهات ، كل الأحزاب ، كل القوى ، كلها الآن تخاف ترجف وترتعب وترتعد إلا نحن ، نحن في أمان الله ، نحن في مرضاة الله ، الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بهذا الإطمئنان ، بهذه الراحة ، بهذا السكون ، لا يهمنا أتى سفياني أو أتى دجال أو أتى داعش أو أتت قاعدة أو أتى مرواني ، لا يهمنا الجميع ، لا نخاف من الجميع ، نموت نحن مطمئنون على الخير ، نبقى على ما نحن عليه نحن مطمئنون على الخير ، هذه من نعم الله علينا ) .ونحن هنا نحذر أبناء الشعب العراقي سواء المتظاهرين أو غيرهم من الدهاء الفارسي للكيد بهم وضرب التظاهرات والمتظاهرين وتحويل المطالبة بالإصلاح إلى جحيم يكتوي به الناس فعلى الجميع الحذر من المشروع الإيراني ويبقى هدف المتظاهرين هو التغيير الحقيقي الجذري للفساد والفاسدين كأشخاص أو منظومة حكم أو منظومة أفكار .