17 نوفمبر، 2024 8:40 م
Search
Close this search box.

خامس الفصول الاربعة …!

خامس الفصول الاربعة …!

هل يصح أن تلجأ ميليشيات معروفة – في منطقة الوجيهية بمحافظة ديالى – بمناسبة احياء ذكرى عاشوراء الى أن ترغم أصحاب المنازل السنة على أن يرفعوا اعلاما فوق ابواب منازلهم تحمل رموزا لاتعبر عن هويتهم المذهبية ! ؟

كما اجبرتهم ايضا على ان يدفعوا ثمن تلك الاعلام ..!

هل يمكن القبول بسلوك قهري -مثل هذا- يمارس من ملة ضد ملة أخرى؟

وهل يمكن القبول باية تبريرات تمنح الشرعية لمثل هذه الاعمال ؟

يذكر بهذا الصدد في عام 2010 حدث اشتباك مسلح في ناحية برطلة ذات الهوية المسيحية والتابعة اداريا لمحافظة نينوى(10كم شرق الموصل)بين عدد من الشباب المسيحيين رفضوا تعليق رايات ولافتات على جدار الكنيسة قامت بها مجموعة من القومية الشبكية(تدين بالمذهب الشيعي) تعيش في الناحية الى جوار المسيحيين،وكانت تحتفل باحدى المناسبات الخاصة بها.ولولا تدخل السلطات ورجال الدين والوجهاء من كلا الطرفين لتهدئة النفوس والمشاعر المتتأججة لتطور الأمر في حينها الى نزاع دموي لاتحمد عاقبته .

الاستمرار بهذا النهج سيفضي إلى نتيجة لامفر منها،ستؤدي في نهاية الأمر إلى تعميق مشاعر الكراهية وتغذية دوافع الانتقام لدى الطرف الآخر المرغم على الرضوخ.

ومن الوارد هنا ان هذه الممارسات ستدفع البعض إلى أن ينتظر اللحظة التي تتوفر فيها فرصة أن يرد بمثل ماوقع عليه من قهر.

في هذه المهزلة العراقية من سيكون الرابح فيها،والتي -كما نعتقد -لايمكن لاي عاقل ان يخمن نهاية فصولها، ويبدو لنا أنها ستستمر في دورانها مع دورة الفصول الاربعة، هذا إن لم تزيد عليها فصلا دمويا خامسا ؟

بكل تأكيد لارابح ولامنتصر ولابطل في هذه الحرب..الاثنان خاسران ،الاثنان ضحيتان ،الاثنان سيتبادلان موقع القاتل والمقتول ،الضحية والمجرم ،وليس بينهما من سينال درجة اعلى من الثاني ،كلاهما سيخوضان في بركة الدم حتى قمة رأسيهما،ولن يكون أمامهما اية فرصة لكي يدفعا عن نفسيهما تهمة القتل .

فمن الرابح اذن ؟

اذاكان لابد مما هو بد ،فإن الرابح هنا سيكون طرفا ثالثا،يحرص على أن يقف بعيدا عن ساحة القتال،وعلى أن لايتورط في الاقتراب مسافة تضعه في مرمى مايتطاير منها من شظايا .

وفي اللحظة التي سيصل فيها الطرفان المتقاتلان الى الاعياء التام ،انذاك سيتقدم الطرف الثالث بكامل قدرته التي احتفظ بها لمثل هذه الساعة، لتكون فرصة رسم اللحظة القادمة ملك يديه ،فقط .

أحدث المقالات