حينما تسمع أو نسمع مصطلح – مصاص الطاقة – تتبادر الى أذهاننا أشياء كثيرة وربما لايعرف البعض ماذا نعني بمصاص الطاقة ولأي شيء نرمز بهذا الكلام؟ من أجمل الأشياء للأنسان أن تكون لديه طاقة جبارة لعمل كافة الأشياء التي يحلم بها أو ينوي إنجازها، وهذا مايُشار إليه بالمعنويات أو القابلية الروحية لأنجاز الهدف المقرر تحقيقة في كل زمان ومكان. المعنويات أو الطاقات البشرية هي الرافد الأكبر في تحقيق النصر في كافة المجالات . المعركة العسكرية لايمكن أن تتحقق إذا لم تكن هناك – طاقة أومعنويات لدى المشتركين في تلك الحروب وقد تؤدي حالة إنهيار طاقة واحدة لجندي أو عسكري أو مقاتل واحد الى تدمير جيش كامل . عندما يكون في محيط حياتك شخص يمتلك قابلية – إمتصاص الطاقة- فأنه يتعامل معك بطريقة سلبية يستنزف من خلالها كل المعنويات التي تتمتع بها وهو بالتالي يهدر وقتك لصالحهِ بطريقةٍ أو أخرى. من الصفات التي تدخل ضمن هذا السياق في مصاص الطاقة أن يكون أما عنيداً أو ثرثاراً أو عبوساً أو واقعي أكثر مما يتطلبهُ الظرف الذي تعيشه ويضاف الى ذلك البخيل . الشخص العنيد يمتص طاقتك حد النفاذ ويجعلك عصبي المزاج ومضغوط عليه لدرجة تتمنى لو أنك لم ترهُ في حياتك . الثرثار لايمل الكلام والحوار بلا سبب وليس بحاجة الى أي نصيحة وإن كانت مثمرة لذلك يجب الأبتعاد عنه لكي لاتتحول حياتك الى جحيم وتهدر وقتك معهُ بلا فائدة . أما العبوس فهو من أخطر مصاصي الطاقة على الأطلاق لأن مجرد النظر إلى وجهه العبوس تشعرك بالجحيم وكأنه يمتص كل ذرة من ذرات طاقتك . الواقعي ينظر الى الأشياء بطريقة لاتقبل الحلم أو الخيال مهما كان نوع ذلك الحلم وشرعيته . لابأس أن يتخلل الواقع فسحة من الأمل أو الخيال أو الطموح القانوني الشرعي وإن كان صعب المنال .
الشخص الواقعي – أكثر من الحد المطلوب – يجعلك تنزوي في ركن من أركان التشاؤم المقيت لا بل يجعلك تشعر أن كل شيء في هذا الكون صعب المنال لايمكن الوصول إليه إلا بطريقة معينة خالية من الحلم والأمل مهما حاولنا . أما الشخص البخيل فهو لايعترف بالمجاملات والمشاعر إلأيجابية وينظر الى كل الأشياء بطريقة مادية لاتقبل طريقاً آخر . ألأبتسامة في نظرهِ نوع من الأسراف والكلمة الطيبة هي جزء من نفاد رصيد لايرتد إليهِ بمصلحة مادية صرفه . ومن هنا فأن صحبته تسحب منك أي روح معنوية أو طاقة كامنة في روحك . من خلال ماتقدم هل يمكن ان نطلق على حكومتنا في العراق بأنها – تمتص الطاقة الكامنة في روح كل الشعب العراقي؟ – حينما يذهب الطالب للدراسة في إحدى الكليات يحلم بالتخرج وتكوين حياة سعيدة مرفهة بعد التخرج والحصول على عمل مناسب، بَيْدَ أنه يجد نفسه بعد التخرج خالي الوفاض يتسكع في الطرقات لايجد مكانا للعمل مالم تكن لديه إرتباطات معينة في جهات معينة أو مالاً مناسباً لشراء إحدى الوظائف . من هنا كانت الدولة من مصاصي الطاقة للطالب حصراً ولفئات أخرى عموماً . المقابلات السياسية المرعبة التي نشاهدها من خلال البرامج السياسية تمتص كل طاقة كامنة في أرواحنا . فهذا النائب يصرخ بأعلى صوته أمام مقدم البرنامج بأنه أخذ كم مليون من الدولارات من جهة معينة – ليسكر القضية ضده لكنه أخذ المال دون أن يسكرها أي القضية – ومرة أخرى يصرخ بأعلى صوته – كلنا فاسدون من أكبر شخص الى ألى أصغر شخص – وهذه الميزانيات الأنفجارية في كل عام نسمع بها ولكن الشعب العراقي يحلم بوظيفة بسيطة مهما كانت والمتقاعد يعود حزيناً لبيته لأن الدولة إستقطعت منه الشي الكثير . أي طاقةٍ تبقى في نفوس العراقيين ومسؤولين كبار يهربون بأموالهم العملاقة ولاتبذل الدولة أي شيء من أجل إعادتهم وإعادة الأموال المسروقة . من يمتص طاقة من؟ كيف سنعيش ومصاصو الطاقة يحيطون بنا في كل مكان ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.