21 مايو، 2024 4:46 ص
Search
Close this search box.

خاف الله ربك.. PUPIL يحبك

Facebook
Twitter
LinkedIn

أرجع بذاكرتي إلى أيام چنت جندي مقاتل ، واگف بگراج النهضة والدنيا دا تمطر قهر وطين، ماكو باصات للناصرية، طلاب على جنود على مرضى على كل شي.الوجوه تعبانة واللعنات مكبوتة.لازم أرجع لوحدتي العسكرية اليوم لأن آخر يوم بإجازتي والسيطرات والإنضباطية على طريق الناصرية ما يرحمون إذا أضرب يوم على الإجازة، وكل ما نشوف باص نركض ركضة سلوگي ورا أرنب…فوق بحيرات البول إللي يشتهر بيها گراج الناصرية، لازم اصعد قبل الليل.نوصل للشارع بكل قذارة، الأرنب ماكو والسلوگي ماد لسانه نص متر ويلهث من التعب والجوع. لازم أصعد قبل الليل لان سواق الريم ما يتأمنون بالليل وهمين طريق الناصرية مو امين بالليل بسبب عصابات البدر . وهناك أشوف باص دا يتحرك وچان واگف ختلة بزاوية بگراج النهضة ، أركض وألزگ عالباب عبالك باب الجنة إللي راح يخلصني من جحيم الإنتظار، يمشي الباص وآني لازم بالباب جوا المطر والبرد، والناس يركضون حتى صار الباص بنص الگراج، والحظ الخايب طلع الباب يفتح عالبرة يعني أول ما فتح الباب وگعت، بس قاومت بعد ما تذكرت بذيچ اللحظات أغنية (إحنا مشينا للحرب) وصرت أردد وي نفسي ” عاشگ يدافع من اجل محبوبته” ما أعوف الباب…ما أعوفه…وصعدت .الكراسي أربعة صفوف الأولى محجوزة لـ(جماعة) السايق حتى بالطريق ما ينعس ولازم يسولف وي الحليوات.حصلت كرسي بنص الباص، گعدت. والعجيب أن الباصات بذاك الزمان چان بيها طبيعة مطاطية إشگد ما يصعدون الناس يكبر الباص ويتوسع. صار الباص مشهد سينمائي بائس…وجوه عليها كل شي.عيون تتكلم دون حرف،ناس تتفل عليمن ما أعرف.گعدت،وهناك صعد بالسيارة واحد عمره فوگ الخمسين وما أعرف شلون ما ماخذيه بالجيش الشعبي..شاد راسه بوصله خضرة ولابس عباية سودة …وصلوات على محمد وعلى آل محمد…يمشي وصلوات رگع .وگف بنص الباص يعني يمي تماما، وخطب خطبة عن مصيبة آل البيت لحد هسة متعجب شلون حافظها بالضمة والكسرة والسكون وبصوت رادودي ..وگال بعد ما خلصت الخطبة وأسترجع لسانه ولهجته الإعتيادية ” إذا ما أصعد بهذا الباص ترى بنص الطريق راح ينگلب الباص وفوگ العشرة راح يموتون..والعباس إذا ما اصعد ترى تندمون ولا ترضى عنكم أم البنين” وباوع علي وآني بملابسي العسكرية وكمل كلامه” وباچر راح ترجعون فوگ أول تاكسي من الجبهة بتابوت بارد وبعدكم ما ملحگين تاكلون كليچة الحجية لو تسولفون شسويتوا بالإجازة وي الگلب”..نفسي وهوست..وصرت أشوف نفسي فوگ التاكسي ملفوف بالعلم وبباب بيتنا والحجية شاگة زيگها للعباس…والگلب من شباك بيتهم دا تبچي لان چنت مواعدها بخبر حلو من أرجع بالإجازة الجاية.وما تحملت،گمت من مكاني وصحت على هذا إللي خوفني ” مولانا يمعود نعلة على روح إللي ما ينطيك مكانه…تعال وأگعد بمكاني وأدعي لي ما تجيني طلقة قناص وأرجع أشوف الگلب” …نزلت وگعد (السيد) بمكاني وراحوا وآني مثل زرزور مبلل جو المطر، عيون دا تبچي ما اعرف من الفرح لأن هربت من الموت لو ما ناطي مكاني للسيد، لو من الفرح لان راح أرجع وأشوف الگلب لأن بعد بالعمر بقية.وأنتظرت الباص القادم، وما صعدت إلا بعد ثلاث ساعات من صار الليل لأن الناس ما يحبون السفر بالليل مثل ما گلت، بس ماكو چارة.صعدت،وبالكوت نزلنا السايق لأن ما يگدر يكمل الطريق.الباص بنچر يا جماعة وما عندي سبير…والقايش تگطع…والمرايا إللي يم السايق طاحت من الهوا.وطبعا كلها كلاوات حتى لا نوصل للناصرية بالليل وقطاع الطرق يطلعون علينا، وحتى هو يرجع بسرعة للنهضة ويحمل وجبة جديدة.
هاي اللقطة حضرت بكل تفاصيلها وآني دا أسمع أخبار المدارس بالعراق ، وإن أي مدرس بأي مدرسة بالعراق ما يتجرأ يرسّب أي طالب حتى لو چان D.D.D دچة ودثو ودبنگ..لأن أول ما الطالب يستلم الدرجة ويشوف نفسه راسب يعوف المدرسة ويروح للبيت، بعد نص ساعة المدرس يستلم إتصال على موبايله من بابا او ماما ” شنو إنت ما تعرف هذا منو..والعباس أبو راس الحار إذا ما ينجح إبننا ترى ما تلوم إلا نفسك..شنو إنت جايز من روحك…شنو إنت ما تخاف الله وتحرم هذا السيد من النجاح؟؟؟ شراح تگول لأبو الحسنين باچر من يسالك ليش ما نجح هذا السيد” هذا في المدارس بالمناطق الشيعية اما في المناطق السنية ” أدري داد…والله أروح أشكيك عد ابو صالح (الگيلاني) وبحق الباز الأشهب والقبقاب ..وحگ النعمان…شفت بالحلم واحد نوراني  يگول ألعن اللاعنين من حرم أهل السنة والجماعة من التعليم والنجاح..وداعتك إذا ما نجح ترى إنت وأهلك كلكم مع القردة والخنازير..ياهو أحسن لك الخنازير لو الحور العين؟؟”  وطبعا إذا بالمنطقة الشيعية أو المنطقة السنية…القرار النهائي هو النجاح حتى لا ينزل علينا رب العباد غضبه ويضربنا بتسونامي (ولو ما عدنا لا محيط ولا بحر بس والعباس كل شي جايز وي واحد من روحه جايز) وبعدين ما يفيد الندم وعض الأصابع وخاصة الإصبع البنفجسي الديمقراطي.
وأستمر بفلاش باك وأرجع بعد بذاكرتي إلى أبعد من أيام العسكرية…آني ثاني سنة بالجامعة…واگفين بباب الدكتور محمد نترجاه يعيد الإمتحان لأن كلنا أصفارة…ونغني (خاف الله ربك PUPIL يحبك). وتدرون شنو ؟؟ لحد هسة أحبه الدكتور محمد وأترحم عليه !
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب