22 ديسمبر، 2024 5:01 م

خاطرة مسائية من مدينة الموصل

خاطرة مسائية من مدينة الموصل

الساعة الان تشير الى التاسعة مساءًّ والشوارع في المناطق السكنية في مدينة الموصل شبه خاليه بسبب تغيير الاجواء ودخول فصل الشتاء وبسبب هطول الامطار المتقطعة طوال النهار…
الاجواء خلابة وممتعه جدا حيث انك ترى تلبد الغيوم في السماء وهي حبلى بأمطار غزيرة ربما سوف يكون هطولها في ساعات الليل القادمة اونهار الغد…
المحلات التجارية عامره ببضائعها ومازالت تفتح ابوابها الى ساعات بعد منتصف الليل والسبب يعود لتوفر الامن والامان هنا والقدرة الشرائية للمواطن رغم اختلاف الطبقات المعاشية…..
ورغم ان المدينة يتوفر فيها الكافتريات والمقاهي في جميع احيائها العامة الا انها تعتبر قاسية بعض الشيء على كبار السن وخاصه ابناء الريف منهم الذين يسكنون فيها والذين هاجروا قراهم واريافهم لأسباب عدة واصبحوا اليوم لا يستطيعون الحصول على جلساتهم المسائية القديمة ((التعليلة الجماعية)) حتى يتناولون اطراف الحديث مع ابناء جيلهم ويتسامرون فيما بينهم بحكايات الماضي وقصص ذلك الجيل الذي عاش طفولته مع وسائل الحياة البدائية وذلك لعدم توفر الامكانيات المادية الموجودة حاليا وعدم امتلاكهم ادوات واجهزة العصرنة الحديثة الالكترونية منها او الكهربائية…
ورغم ان نمط البناء التقليدي في القرى والارياف قد اختلف اليوم كلياً واصبح الطراز المعماري الجديد يدخل في كل تفاصيل البيت الريفي واصبحت المواد الانشائية الحديثة تدخل ضمن كل مراحل البناء الحديث هناك.. وكل هذه التغيرات اعطت نكهة جديدة للسكن في الريف فمساحة الارض الواسعة والبناء على الطراز المعماري الحديث وجلسات السمر اليومية حتى وان كان بين افراد العائلة فقط فان له ميزة خاصة وطعم خاص وانت تجلس على مدفأة حديثة وصوت الرعد والمطر تسمع اصواته خارج المنزل..
وربما هناك بعض المعاناة لبعض من الاشخاص  الذين يرغبون بالجلسات المسائية مع ابناء اقاربهم او جيرانهم بسبب استخدام اجهزة الموبايل بشكل مفرط لدى البعض الا ان جمالية الطبيعة والاجواء هناك تعطي ميزة خاصة لهذه الجلسات…

اما هنا وانت تتجول في مدينة الموصل تجد الاماكن الترفيهية العامة مفتوحة امامك على مدار الليل والنهار ولكن ضجيج واصوات بعض الشباب وهم يلعبون الدومينة  ورائحة ودخان النرگيلة الكثيف يضعك امام شعور مقرف لا يناسب اعمار الاشخاص الكبار الذين يبحثون عن راحتهم النفسية.

واما في الوضعية العامة فإن جمالية المدينة بشوارعها وطرقها الحديثة واجوائها الجميلة التي تبعث الى الروح الهواء النقي وانت تتجول في الاماكن العامة والمولات والاسواق الكبيرة التي تم انشائها وفق نظام التسوق العائلي الجديد…

جميلة يامدينة الموصل بأهلك الكرام وزوارك الطيبين.وطيبتك تكتمل مع عذوبة مياه دجلة وهو يجري بين جانبيك الايمن والايسر قاطعا جسورك الستة..