8 أبريل، 2024 4:47 م
Search
Close this search box.

خاطرة: ماذا لو تعطلت مركبة النجاة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كم هو مهم القانون في حياة الفرد والمجتمع وكم يتمنى المرء ان تطبق القوانين بنزاهة ودون شذوذ
القانون ما هو الا ضوء اخضر الى حياة سوية و مظلة للامن والاستقرار
وخلافه هو ضوء احمر الى جحيم الحياة بكل أنواعها وبؤسها وجهل امة بمستقبلها
ولو تصورنا انعدام القوانين والضوابط في مجتمع ما
وتأملنا ماذا سيسود بين الناس ما الذي كان سيحدث
بالفعل ستسود شريعة الغاب وسثصبح جريمة القتل من أسلحة القوي والسرقة عمل مشروع
وستعاني كثيرا انثى المخلوقات التي لاحول لها ولا قوة مالم يقوم الذكر بحمايتها
وسيشاع القتل والسرقة وكل ما هو منهي عنه في الاعراف
فيما سصبح الحصول على اللقمة والامتيازات باي شكل من الاشكال هو الهاجس الأول
فيما يذيل عمل الاحسان والمعروف وسيتصارع القوي والضعف دون محاسب و رقيب
وسيصبح الغدر امر لابد منه وسيصبح من نصيب الضحية وعندذاك سيتسيد الظلم والجور
وفي سيادة القانون وتسيده ستكون هناك ضوابط للعيش والسلوك والعلاقات بين الافراد
وسنجبل على مساراته حيث ستصبح جزء أساسي من الحياة
فلا يستطيع المرء حيازة أشياء ليست من ممتلكاته وخلاف ذلك فهو سارق
ولا يستطيع ان ينهي حياة شخص بريء ودون استفزاز وخلاف ذلك فهو قاتل
وليس بمقدوره ان يستحوذ على ارض يسكنها ويستثمرها غيره وخلاف ذلك فهو محتل
ويحق للمرء استرداد ما سرق منه وفق تشريعات جماعية وقوى تنفيذية عادلة
ويحق للمرء الدفاع عن نفسه ولايسمى ذلك إرهابا البته والعكس صحيح
وعندها يحاسب الطرف الظالم المتجبر لسلبه حقوق اقرانه واستيطان أراضي الغير بالقوة
ولا يحق للغيرهتهجيره هو وافراد اسرته من ارض اجداده التي ولد وترعرع عليها
هذه هو القانون الذي الفناه وعشنا في ظله
والقانون لايمكن ان يفرض سطوته دون قضاء عادل يفصل بين حقوق الضحية وواجبات المفترس
وبحاجة الى قدرته على ردع المتجاوز المتغطرس عن طريق فرض العقوبات المناسبة
وعند ذاك يسود العدل وتسترد الحقوق ويذهب المعتدي الى جحيم اللعنات
ولا فائدة من اصدار العقوبات فلابد من منفذ يشرف على ما توصل اليه القضاء العادل
وكذلك كبح جماح المعتدي وسالب الحقوق واسترداد حقوق الضحية ليسود السلام وتضيق رقعة الصراع
وكم هو مؤسف وماساوي اذا وجد القانون وانتهك وساد الظلم والفساد ما فائدة مجتمع دون قانون
وما فائدة قانون دون قضاء عادل وسلطة منفذة
فاذا وجد وانتهك القانون يكون مدخلا الى غلبة الظالم وانغلاب المظلوم
و منفذا لتفجر جداول الدماء وتقطيع الأجساد وخراب الامة
و مدخلا الى هدم لاطار الاسري وتشتت حلقاته الداخلية وحلقات المجتمع الأكبر
وسيادة العنف وشيوع الكراهية
ومصدرا للتشاجر والفتن بين الناس والمجتمعات
لا للانتهاك الناتج عن ضيق التفكير والانانية وقلة سعة الصدر وعدم تغليب التأني
وانعدام التسامح في الوقت المناسب والاستجارة بالباطل والشعور بالابهة والغلبة والعنجهية والعجرفة
فالحيدان عن القانون امر ممقوت وواضح كوضوح الشمس لايمكن حجبه بغربال
الأمم دائما تتعالى وتتفاخر بالالتزام به وتطبيقه وتنفيذه ويعتبر مصدر تميزها بين نظيراتها
فعندما يسري القانون على كل كبير شأن وصغيره يكون ذلك محفزا لنجاحاتها وانتصاراتها
ولكن اذا تغاضت السلطتان التنفيذية و القضائية او احدهما عن الانتهاك
وانحازت تحت مفعول ظرف ما الى جانب الفاعل
حينذاك عليهما ان تسألا نفسيهما السؤال الافتراضي الاتي: اذا كان الغبن يمس خصوصية أي منهما ا
أ ذلك الامر يرضيها ام يؤدي الى تبرعم الفساد؟
الجواب لابد للقانون ان يسري ويسري مهما كان الفاعل
هذا ماجعل الحياة في الأمم المتقدمة اكثر رفاها وازدهارا متميزة عن غيرها
وجعل الأمم المتخلفة تسير دائما زاحفة عاجزة لاحول لها ولا قوةا
واذا استجد نمط من أنماط الحياة ظهرت الحاجة الى قوانين جديدة لوقف الاضرار بسير الحياة
وقد تكون هذه القوانين خلافية كما في حالات القتل الرحيم وتبادل الزوجات والاجهاض والمثلية
حينها يطول الوقت في البت بشأنها
ويكون المرجع عادة المتخصصين في القانون في الأمم المتقدمة
وخلاف ذلك تسود الفوضى وظهور الحاجة الى الخلاص
اذن هذا هو دور مركبة النجاة….مركبة القانون في فضاء المجتمع

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب