تعطلت لغة الكلام وأنا أهم بكتابة خاطرتي , فجف قلمي من مداده , أردت أن أكتب لك سيدتي بعيدك الأغر , وهل يستطيع القلم أن يخوض البحر , فأنت سومر وبابل وأكد , وأنت دجلة والفرات , وأنت الورود وأنت الشجر , وأنت الشمس وأنت القمر , أنت بغداد الرشيد , وأنت الجبل والهور والنهر , أنت أمجادي وعراقة أمتي , وأنت حضارتي وتأريخي وبطولاتي وانت روحي عند السفر .
مليكتي الغالية, واميرتي الجميلة , ومعشوقتي , ست الحبايب أمي الغالية , يامن صبرت وصابرت وجاهدت وأجتهدت وجمعت وفارقت , يامن تحملت وحاملت وقارعت , يامن ولدت ودفنت , ورضت وأرتضت , وفرحت وحزنت , أمي وطني
مازلت طفلآ وفراقك أهرمني , مازلت طفلآ وفراقك أرهقني
أمي أنعى اليك وطني , وأسمحي لي أمي أن أعزي وأقول لوالدة الشهيد حميد وهي تصرخ على وليدها الشهيد , وتسحب أشلائه بيديها , وتجمع جسده الطاهر بيديها , وتأن بألم وتقول حميد , حميد , حميد , أرجع ياولدي لأزفك يوم الخميس , لعروسك الجالسة تنتظر العريس , ما أقول لها وحميد مخضب بالدماء , فقد سلبوه الحياة من لا يستحقوا الحياة , سرقوا شبابه وأحلامه وأماله , سرقوا روحه وجعلوا جسده أشلاء محطمة , تصرخ أم حميد ( دلل لول يالولد يأبني دللول – عدوك عليل وساكن الجول – دللول يمة ) .
ست الحبايب أم حميد , لقد قتلوا حميد وأستباحوا روح حميد , ومزقوا جسد حميد , فدتك روحي , فما أقول لأم حميد , سوى أعلمي ياسيدة الصبر كلنا حميد
أمي أعذريني بعيدك عيد الربيع , فكل أيامنا دماء وكل أرضنا كربلاء.
ملاحظة – (حميد أستشهد بالعمليات الأرهابية يوم 19-3-2013 , وأم حميد جمعت جسده الطاهر بيديها وسحبته ونادته ولكنه ودعها وأرتحل , وهي تقول دللول يالولد يابني – الفاتحة لروح الشاب حميد وكل شهداء العراق بيوم الربيع )