9 أبريل، 2024 10:19 م
Search
Close this search box.

“خاشقجي” يصرع “هنتجون”

Facebook
Twitter
LinkedIn

المقال الذي كتبه عالم الاجتماع “صموئيل هنتجون 1993 “،ونشرته مجلة “فورين افيرز” الأمريكية،أثار ضجة كبيرة حينها دامت لثلاث سنوات.لمس عصباً في أناس ينتمون إلى جميع حضارات العالم.

بعد هذا الاهتمام و الجدل الذي دار حول المقال،طبع هنتجون كتابه بعنوان “صدام الحضارات”،تناول فيه مفهوم الحضارات ومسالة الحضارة الكونية والعلاقات بين (القوة ـ الثقافة)،وأصل لفكرة أن العالم ما بعد الحرب الباردة متعدد الأقطاب، ويقصد بها الحضارات التي يتكون منها العالم وهي (الصينية ـ اليابانية ـ الهندية ـ الإسلامية ـ الغربية ـ الأفريقية وأمريكا اللاتينية)،وان ما يحكم العلاقة بين تلك الحضارات هو “الصدام” الذي أساسه الثقافة أو الهويات الثقافية ،والتي هي على المستوى العام هويات حضارية.

بينما خالف “فرنسيس فوكاياما” المفكر الأمريكي الجنسية الياباني الأصل نظيره هنتجون،بأن الصراع الحضاري والتنافس ليس ثقافي ولا صراع هويات،بل هو صراع أنظمة اقتصادية لذلك قسم الحضارات حسب كل نظام (شيوعي ـ رأسمالي ـ …الخ).

حادثة قتل وتقطيع الصحفي السعودي المعارض”جمال خاشقجي”،التي روعت العالم بهمجيتها ووحشيتها واستهتارها بجميع القواعد وقوانين ولوائح حقوق الإنسان التي يتشدق بها العالم المتحضر،سيما اسطوانة حقوق الإنسان ذلك الملف الذي سحقت وانتهكت تحت ضلاله سيادة دول وزهقت أرواح ملايين الأبرياء وهجروا من ديارهم،ولعمري أنهم يستخدمون شماعة حقوق الإنسان لأنها لا تضر بمصالحهم الاقتصادية واستحالة تحقيقها بأنظمتنا العربية،بدليل تقطيع خاشقجي!.البعض يعتقد بغباء القيادة السعودية عندما أقدمت على تقطيع خاشقجي، على أراضي دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة وتحت انظار العالم بأسره.

الموضوع ليس غباء بقدر ما هو دهاء ومعرفة بطبيعة الصراع وحقيقة النظام العالمي السائد،الذي اخطأ “صموئيل هنتجون”،وكان نرجسيا ومرهف بالحس الإنساني بتعريفه انه صراع حضارات وتزاحم ثقافي للهويات،فيما كان نظيره “فرنسيس فوكامايا” أكثر واقعية ومس قاع الحقيقة التي وصلت اليها الحضارة الأوربية والأمريكية التي تقود العالم حالياً،عندما عرف الصراع بصراع أنظمة اقتصادية.وألا لماذا يعقد لسان “ترامب” أمام قضية خاشقجي؟ولماذا تمارس دول أوربية مهمة على استحياء وخجل المساس المباشر بالمملكة السعودية؟ ولماذا يقترح!!! “اردوغان” محاكمة الجناة داخل سيادته المنتهكة؟!ولماذا تؤكد بريطانيا العظمى ضرورة الإجابة على أسئلة اردوغان دون أن تقدم هي أسئلة؟!.

لقد كشف العاهل السعودي وولي عهده كذبة حقوق الإنسان!،وان العالم يحكمه المال، لأنهم أدركوا قرب نهايتهم، وهم يتحدون العالم ويستخفون به،ويؤكدون أن الهجوم الحالي على خلفية تقطيع خاشقجي ليس سوى على قيمة صفقات (الرشا) المختلف عليها،والتي تقدمها المملكة السعودية على شكل دفعات تصاعدية يسيل لها لعاب مستهدفيها لتحقيق أطول وقت لتمييع القضية بتقادم الزمن،وضمان بقاءهم بالسلطة!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب