22 نوفمبر، 2024 5:49 م
Search
Close this search box.

خاشقجي أكبر فرصة استثمارية للدول الكبرى

خاشقجي أكبر فرصة استثمارية للدول الكبرى

أكبر مسرحية سوف تدر بأرقام فلكية من المال على مخرجيها ومنتجيها والمعدين لها ، بل وحتى المؤيدين لها .

لم يتغير شيء في السياسة التي تتعامل بها الولايات المتحدة الامريكية مع السعودية منذ الأزل، ألا وهي الابتزاز المالي والسياسي وهي التي وصفها ترامب إبان حملته الانتخابية بالبقرة الحلوب التي يجب حلبها مادامت تعطي الحليب.

نعلم أن الكونغرس الأمريكي كان قد أقر قانون “جاستا”، الذي اعتبر أنه موجه ضد السعودية بالتحديد لابتزازها مالياً بمبالغ طائلة تحت غطاء حق ذوي ضحايا أحداث سبتمبر 2001 برفع قضايا للحصول على التعويضات ضد الذين خططوا ونفذوا لهذا العمل الإرهابي، ولم يستطع أوباما حينها أن يوقف هذا المشروع رغم أنه عرقله، ما جعل المئات من أهالي الضحايا يتوجهون إلى محكمة “منهاتن” في نيويورك لرفع دعاوى جماعية ضد السعودية بتهمة تمويل الإرهاب والمطالبة بالتعويضات.

لكن مع كل ذلك فقد أكد خبراء أن قانون “جاستا ” سوف يكلف السعودية مبالغ طائلة قد تصل الى ما يفوق 3 تلريلون دولار كتعويض لعائلات الضحايا والمصابين في هذا الحادث، وقد تحول الموضوع الى استثمارات 420 مليار دولار والجميع يعلم ان هذه المبالغ مقابل حماية السعودية .

لكن الولايات المتحدة الامريكية لم ولن تكتفي فسرعان ما عاد ترامب بمطالبة السعودية علناً اجور مقابل حماية الولايات المتحدة للسعودية ، وكرر ذلك 3 مرات في اسبوع واحد ، الى ان جاء الوقت المناسب الذي قد يكون من ضمن (التخطيط الانعكاسي اي هو جر الخصم لفعل شيء يريد خصمه توريطه فيه ) فان خاشقجي كان في امريكا وكان هناك علم مسبق لدى الامريكان بأنه ممكن تصفيته من قبل النظام السعودي بل كان ممكن مراجعة السفارة السعودية في امريكا بدل تركيا .

فكان مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا اكبر فرصة استثمارية للولايات المتحدة وبريطانيا بل حتى فرنسا والمانيا وكندا واغلب الدول ، تحاول استثمار هذه القضية ، بل أن تركيا من اكبر المستثمرين وسوف تكون اكبر المستفيدين .

لكن هنا لابد من النظر إلى الواقع الحالي التي تعيشه فعلاً السعودية فهي على خلاف حاد مع إيران، ولديها مشكلة في اليمن فهي غاصت في المستنقع اليمني ولم تعد قادرة على الخروج منه، ولم تكن بأفضل حال مع تركيا، السعودية ايضاً متورطة في سورية وبشكل واضح وفاضح وهي لا تخفي ذلك، ولديها خلافات حادة مع روسيا وخاصة في ملفات الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية السورية، بالرغم من أن الطرفين يحاولان التغطية على ذلك منعاً لتدهور العلاقات ، ولديها خلافات مع دول الاتحاد الأوروبي ، كل هذه المشاكل والخلافات ستجعل السعودية في موقف محرج جداً .

الجميع يريد استثمار الفرصة ويأخذ غنيمته حتى الدول الصغرى والدول العربية سوف تحاول استغلال الفرصة ، وهنا سوف نتوجه لمعرفة ما أذا كان هناك اوراق لدى السعودية تستطيع العب فيها والتأثير على الدول الكبرى ؟

على حد علمي أن الدولار الامريكي فاقد القيمة في الحسابات الاقتصادية فهو غير مسنود في الذهب بل أن سنده الوحيد هو النفط أي أن السعودية لاتبيع نفط لكل دول العالم الا مقابل عملة الدولار وهذا ضمن اتفاقية امريكية سعودية فاصبح السند للدولار هو النفط السعودي ( البتر ودولار ) وهنا تستطيع السعودية أن تفك ارتباط نفطها بالدولار وباعتقادي سوف تأثر ما لايقل عن 25% في قيمة الدولار عالمياً .

أيضاً يوجد في السعودية نحو 18 % من الاحتياطي النفطي العالمي، وهي أكبر مصدر للنفط، بحسب منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ويمنح ذلك الرياض قوة كبيرة وتأثيرا على الساحة العالمية.

وكتب تركي الدخيل مدير عام قناة “العربية” السعودية قد حذر في مقال من أن فرض عقوبات على بلاده قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية على العالم كله وكتب يقول إذا كان وصول سعر البرميل إلى 80 دولارا قد أغضب ترامب، فلا يجب استبعاد أن يقفز السعر إلى 100 و200 وربما ضعف ذلك .

وقد وقعت الرياض اتفاقا لشراء أسلحة من الولايات المتحدة قيمته 110 مليارات دولار، مع احتمال ارتفاع القيمة إلى 350 مليار دولار خلال عشر سنوات. ووصف البيت الأبيض الاتفاق بأنه أكبر اتفاق منفرد في تاريخ الولايات المتحدة.

ومن بين الدول الأخرى التي تمد السعودية بالسلاح بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وهدد الدخيل في مقاله أنه في حالة فرض عقوبات فإن الرياض سترد بالتوجه لروسيا والصين للحصول على ما يلزمها من السلاح.

ومن الناحية الامنية :هددت السعودية بقطع التعاون الامني المشترك ضد الارهاب وقالت أي اجراء يتخذ ضدنا سوف يكون تبادل المعلومات من الماضي ، ودافعت رئيس الوزراء البريطانية عن الإبقاء على علاقة وثيقة مع السعودية رغم اتهام قواتها بارتكاب جرائم حرب في اليمن، مشيرة إلى أن الرياض “تساعد في أن يظل الناس في الشوارع البريطانية آمنين”.

والسعودية هي اكبر دولة تسيطر على الارهاب وهي من تزود جميع الدول المتحالفة معها بالمعلومات عن الارهاب فقالت سوف لن نزود هذه الدول باي معلومة اطلاقاً في حال اقرت أي عقوبات ضدنا .

أما من ناحية التحالفات الاقليمية : فأن السعودية تتعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ والتمدد الايراني وتخوض معارك طاحنة بالنيابة سواء في سوريا او اليمن وحذر الدخيل في مقاله من أن أي عقوبات أمريكية ستؤدي إلى تحسن العلاقات مع روسيا واتفاقات سلاح جديدة واحتمال “تقارب مع إيران وربما مصالحة معها”.

أما من الناحية التجارية :فسوف تقرر السعودية حرمان الشركان الامريكية التي بلغت قيمة تجارة السلع والخدمات الامريكية مع السعودية 46 مليار دولار في 2017 بفائض لصالح الولايات المتحدة قدرة 5 مليار دولار ، وتقدر وزارة التجارة الأمريكية أن التجارة الثنائية مع السعودية وفرت نحو 165 ألف فرصة عمل في الولايات المتحدة خلال عام 2015.

وفي اعتقادي أن السعودية من اكثر الدول تستطيع توظيف الارهاب سياسياً تستطيع أن تأثر في جميع دول العالم لأنها تحتضن المذهب الذي ينتمي اليه المتطرفين وتستطيع التأثير فيهم بسهولة ، فقد وضفت الجماعات الارهابية في افغانستان ، وفي سوريا والكثير من الدول ، أذا امتلكت القيادة السعودية الشجاعة فأن لديها الكثير الكثير من الاوراق تستطيع التأثير فيها .

وما خاشقجي الا فرصة استثمارية يستطيع استغلالها كل من يريد أن يحصل على غنائم من السعودية وايضاً تستطيع اعداء السعودية أن تستثمر موضوع خاشقجي، الموضوع ليست جريمة قتل خاشقجي فأن 100 خاشقجي يقطع ارباً في اليمن كل يوم،و الاف الصور البشعة في سوريا لشخص يأكل كبد انسان وأخرين يقطعون مثل النعاج وأبشع جرائم الانسانية من حرق وذبح واغتصاب في العراق ، واغلب مخابرات الدول مشتركة في مسرحية داعش ، لكن مسرحية خاشقجي استثمارية واعتقد سوف تحصد مبلغ مالي لا تستطيع أي مسرحية في العالم أن تصل الى هذا الرقم الفلكي الذي سوف تحصل علية امريكا وبريطانيا وتركيا وبقية الدول .

أحدث المقالات