19 ديسمبر، 2024 1:56 ص

خارطة طريق وعذاب القبر !!! 

خارطة طريق وعذاب القبر !!! 

لكي تحافظ على حياتك وتستمر بأخذ الاوكسجين وطرح ثاني اوكسيد الكاربون فيما لو كنت مواطنا عراقيا تعيش في هذا البلد, ولم يحالفك الحظ بالوصول الى شواطئ أوربا مهاجرا, ولم تحصل على فرصة اللجوء الانساني من الامم المتحدة بعد سنوات انتظار في دول الجوار, وكان حتما عليك البقاء ,فعليك أن تتبع يوميا خارطة طريق تتضمن عدة نقاط , تصل الى بيتك سالما دون ان نقص بأحد أعضائك , أو أن تجد نفسك جثة هامدة في ثلاجة حفظ الموتى في احد المستشفيات, وتكن محظوظا فيما لو كانت الثلاجة تعمل لا تعاني من انقطاع الكهرباء حتى لا تتعفن جثتك وتصبح رائحتك لا تطاق ؟ .

ومن أهم شروط خارطة الطريق التي عليك تطبيقها بكل حذافيرها , هو ان تحمل كل أوراقك ومستمسكاتك الثبوتية الاصلية لا المستنسخة , وعليك أن تحفظها بجيبك بطريقة تقاوم درجات الاحتراق العالية , خوفا من تعرضك لآشد انواع المتفجرات اشتعالا, فتجد نفسك تعود خلال لحظات الى حفنة من عناصر جسمك الكيمياوية الاولية من اوكسجين وهايدروجين ونايتروجين أما روحك فتذهب الى بارئها تشتكي بأي ذنب قتلت ؟.

وعليك أن تمشي في الشارع بجانب الحائط خوفا من حصول انفجار, فتتطاير الاشياء الغريبة الحادة باتجاة رأسك فتجد فجاة رأسك يذهب بجهة وتشاهد بأم عينيك جسمك يذهب بجهة أخرى وكأنك تشاهد افلام كارتون توم وجيري!! .
عليك قبل الخروج الى العمل صباحا أن تودع عائلتك وان تسامحهم وأن تطلب منهم السماح فقد لا تراهم مرة ثانية, وأن تقبل رأس ويد أمك بكل صدق واخلاص لا كما يفعل البعض رياء, في حفلات الاعراس حينما يستعرض أمام الكاميرات حبه لآمه , وهو في حقيقة الآمرعاق لوالدته جاحد لفضلها, وهو لا يعرف سوى الولاء لزوجته وتقديم فروض الطاعة لها , متأثرا بأغنية نانسي ( الي بيسمع كلمة مرتو شاطر شاطر ) , وعليك وانت تخرج من البيت لا تنس أن تتلوا بعض سور القران حتى أن حصل وطارت روحك الى بارئها يكون أخر كلام الله .
وأنت في الطريق تمتع بالنظر الى جمال الطبيعة , هذا أن لم يكن طريقك كله مطبات وحفر وسيطرات وتضطر الى القفز كالقرد لآجتياز الحواجز , وعليك أن تنصت الى تغريد الطيور الجميل , ان لم تكن سماءك مزدحمة بأصوات الغربان فقط !! وما اكثر الغربان في بلدي ؟ . عليك وأنت تقطع الطرقات أن تحمل معك بعض الخردة لتتصدق على بعض الصبية الذين يملئون التقاطعات فأنت لا تعلم قد يكون اخر عمل لك في الدنيا هو الصدقة , وأحب الاعمال الى الله التصدق على الفقراء . وحينما تصل الى مقر عملك بادر الجميع بأبتسامة عريضة لسببين اولهما انك تعبر عن خلقك العالي وثانيهما لتدريب عضلات وجهك خوفا من مرض العصب السابع المعروف ( ابو اللوة ) , ثم تعود أن تتحمل شتى انواع المعاكسات والمضايقات في وظيفتك ومهما كانت , حتى لو أنك قمت بأنشاء سكن لمبيت موظفي دائرتك الذين يهلون عليك كهلال العيد !! ,وبالرغم انها ليست من مهامك ورغم انك أكملت تجهيزالسكن بكل وسائل الراحة, فأنك تتوقع منهم كلمة شكر لكنك تتفاجأ ببعضهم يطلب منك طلبات غريبة بعيدة عن المنطق والعقل وتصبح خائفا من ان يطلبوا منك أن تجلب لسكنهم الذي أنت جهزته فرقة ام علي للفنون الشعبية لتسليتهم حتى لا يشعروا بالملل والرتابة !! وعليك ان تسكت ولا تناقش او تتذمر

وان تبتسم رغم انك تريد أن تنفجر , غير أن كتاب الشكر والخمسون الفا التي يكافاك بها مسؤولك تهون عليك الامر, رغم أن الخمسين الفا لم تستلمها لحد الان ؟ .

عليك قبل أن تحسب حسابك فيما لو كنت متزوجا ولديك حبيبة احتياط غير زوجتك التي لا هم لها سوى تحويل حياتك الى جحيم !! , أن تجعل ( الباسوورد ) الخاص بحساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي معروفا لدى حبيبتك حتى تقوم بغلق وحرق كل حساباتك بعد رحيلك المفاجئ, حتى لا تكتشف زوجتك حجم الكوارث التي كنت ترتكبها من وراء ظهرها وهي غافلة عنك, ولكي تبقى صورتك جميلة بعين الناس , وحتى لا يكتشف الباسوورد أحد أخوتك فيصادق حبيبتك, ويقنعها انه هو البديل عنك بعد رحيلك, وقد لا يحتاج اصلا لآن يقنعها احد فينغمسون في علاقة جديدة وفاء واخلاصا منهم لروحك الطاهرة التي صعدت الى السماء وتركت كل شئ خلفك دون ترتيب او تحضير لهذه اللحظة , والطامة الكبرى أنهما يحضران الى قبرك لقراءة الفاتحة وهم يضعون أيديهم بأيد بعض ؟.
ثم لا تنس ان تترك اثرا طيبا في دنياك قبل رحيلك , أي عمل مهما كان بسيطا من قبيل صدقة جارية أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعوا له, لآنك يجب أن تتجنب سوء العاقبة, فحينما تحين منيتك بأنفجار مفاجئ هنا أو هناك لا سامح الله, ولم تكن حسبت حسابك لهذا اليوم وكنت من اهل الشمال , فكيف ستتحمل عذاب القبر وأهواله ؟ والمشكلة ألآتعس هي كيف ستتحمل العذاب ألاكبر برؤية ومرافقة بعض الوجوه الكالحة من حكومة ومجالس المحافظات الصومالية معك في قبرك وكيف سترافقهم في اودية جهنم وشوارعها ؟ فأنت في الدنيا قد كرهت ومللت من وجوههم وأشكالهم وتصرفاتهم وأصواتهم , وجزعت من سرقاتهم ونفاقهم , فكيف تتحمل مرافقتهم طوال فترة العذاب المقررة لك في جهنم ؟ فيكون عذابك مضاعفا , فأنت في قبرك تتوقع ألافاعي والعرابيد والتماسيح وكل أنواع العذابات ثم تتفاجأ أن يخرج عليك في قبرك اعضاء الحكومة الصومالية ومجالسها الأبدية, فتبدأ بالصراخ وتتوسل في قبرك أن يعاقبوك بكل انواع العذابات الا مرافقة بعض اعضاء الحكومة ومجالسها !!. اللهم أحشرنا مع الفقراء والمساكين ولا تحشرنا مع الادعياء والمنافقين واللصوص واعضاء مجلس النواب الصومالي؟.

عليك ان تتوقع السئ دائما وكما يقول الانكليز: توقع مالايمكن ان تتوقعه , وفي بلد مثل العراق صار ينشر على موقع وزارة التعليم فيه أن كلية مثل كلية الطب البيطري كلية انسانية ولك ان تتخيل بعد ذلك حجم الكوارث التي يمر بها البلد!!!!! 

أحدث المقالات

أحدث المقالات