19 ديسمبر، 2024 12:25 ص

“خارج نطاق الابيض والاسود ” (1) الشعب اللبناني بحاجة الى مساعدات انسانية رحمانية عفيفة..لا الى نظارة مايا خليفة !

“خارج نطاق الابيض والاسود ” (1) الشعب اللبناني بحاجة الى مساعدات انسانية رحمانية عفيفة..لا الى نظارة مايا خليفة !

كانت تتلقى اشعارا بوصول المعلومات التجسسية التي ترسلها من بيروت الى تل ابيب عن طريق الاذاعة الاسرائيلية عبر بث اغنية “جانا الهوا جانا،ورمانـا الـهـوى رمـانا” لعبد الحليم حافظ ،الاغنية التي لحنها بليغ حمدي وكان يؤديها ما يسمى بالعندليب الاسمر على المسارح المصرية قبل أن تتحول الى أبرز أغنية في فيلم “ابي فوق الشجرة “الذي يضم اكبر عدد من القبلات في تأريخ السينما العربية بأكثر من 50 قبلة فقط لنادية لطفي بخلاف ميرفت امين وهي البطلة الثانية في الفيلم ..متى كان ذلك ؟ بعد هزيمة 1967 النكراء أمام الكيان الصهيوني المسخ بعامين وتحديدا سنة 1969 ولما يندمل الجرح العربي بعد بضياع الاقصى والقدس والضفة الغربية والجولان وسيناء ومقتل وأسر الآف الجنود العرب على الجبهات السورية والمصرية والاردنية ، وقد عرض هذا الفيلم في سينما اطلس ببغداد يومها، علما أن الفيلم حقق أعلى نسبة من الايرادات وصلت آنذاك في عموم الوطن العربي الى 900الف جنيه مصري لأن اثارة الغرائز الجنسية كانت محاولة محمومة لمحو الهزيمة النكراء من الذاكرة العربية كليا !
المعلومات كانت تحصل عليها من خمس بيوت للدعارة تمكنت من اقامتها في لبنان وفي كل بيت كاميرات مراقبة وتسجيل مهمتها الايقاع بالمسؤولين والسياسيين وكبار الموظفين والمصرفيين ورجال الاعمال العرب وتصويرهم بأوضاع مخلة وخادشة للحياء بغرض ابتزازهم وتجنيدهم لاحقا والا فالفضيحة المدوية لامحالة حتى نجحت الجاسوسة الاشهر في العالم اليهودية “شولاميت كيشك كوهين “المعروفة لبنانيا بـ” شولا كوهين ” والملقبة اسرائيليا بـ” لؤلؤة الموساد” بتسريب مئات الاسرار والوثائق وتهريب ملايين الليرات من البنوك اللبنانية ما أدى الى إشهار تلكم المصارف إفلاسها تباعا – تماما كما يحدث اليوم في لبنان طبق الأصل -اضافة الى تهريب أغنى اغنياء اليهود من العراق وسوريا ولبنان عبر الجنوب اللبناني الى اسرائيل وهكذا لسنين متواصلة بالتعاون والتنسيق بين كازينو لبنان للقمار ،وحانة”رامبو باب” في شارع الحمرا،وعندما ألقي القبض على الجاسوسة كوهين حكم عليها بالاعدام شنقا حتى الموت الا أن – الكيان الصهيوني – بادلها يومئذ بثلاثة ضباط سوريين كان قد أسرهم خلال هزيمة حزيران المذلة فعادت الى الكيان المسخ وعدوها بطلة وطنية من الطراز الاول الى حين وفاتها عن عمر ناهز الـ 100 عام ” والبغادة عندهم مثل شهير في هذا المجال يقول “بـربوك ..ما يغرك ” ومثل آخر جميل نصه “الموت ما يخذ حطب لم ..ياخذ ورد جوري ويشتم ” بمعنى ان الكثير من الشرفاء يموتون مبكرا فيما يظل بعض العابثين على قيد الحياة وهم يزدادون عبثا وافسادا حتى يختم على احدهم بسوء الخاتمة،وفي هذا قال النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم حين سئل عن أيُّ النَّاسِ خيرٌ ؟ قالَ :” مَن طالَ عمرُهُ ، وحَسنَ عملُهُ “، قيل : فأيُّ النَّاسِ شرٌّ ؟ قالَ :” مَن طالَ عمرُهُ وساءَ عملُهُ”.
اليوم والأمس تركت العديد من الصفحات اللبنانية والعربية وبعضها عراقية وهي تنشر صور الممثلة الاباحية الاميركية من أصل لبناني” مايا خليفة ” وفي إحداها تظهر صورة خليفة وهي نصف عارية مرفوعة في واحدة من التظاهرات اللبنانية على اكتاف الشباب المتظاهر الغاضب من هيروشيما مرفأ بيروت التي أسفرت عن مقتل 200 شخص بينهم أجانب وسوريون واصابة اكثر من 5000 الاف آخرين وتشريد نحو 300 الف انسان واخراج نصف مستشفيات بيروت من الخدمة ،وبعضهم يقول “خليفة اشرف من ساستنا !” و” مايا وطنية انسانية شريفة – ألبها على بلدها “لبنيييين” واللبنانيين – ” .
القضية وما فيها أن مايا هذه قررت أن تعرض نظارتها التي كانت تظهر فيها بأفلامها الاباحية للبيع بمزاد eBay للتجارة الإلكترونية بـ 500 الف دولار لتحويل المبلغ الى ضحايا انفجار مرفأ بيروت بزعمها وحسب ادعائها وهذا هو سر الاعجاب والتعاطف حتى أن أحدهم وصفها بالمؤمنة لأنها تحب وطنها وحب الوطن من الايمان ، فيما تمادى آخر قائلا ” مايا خليفة اشرف وانزه واطهر ممن يخون بلده ويسرقه “، وماهكذا تورد ياسعد الابل ، اذ ان الشر والفسق والفجور والانحطاط والمخدرات وسرقة المال العام منظومة شر واحدة يكمل بعضها بعضا ، وما هؤلاء الا ” ذرية بعضها من بعض ” ولايمكن وبأي حال من الأحوال أن يقاس أحدهم بمثله ابدا للمفاضلة ، وانما يقاس الشيء عند التفضيل بنقيضه تماما فيقال “هذا انسان صالح وذاك انسان طالح ..هذا متعلم وذاك جاهل ..هذا شجاع وذاك جبان ..هذا نزيه وذاك خائن ..هذا كريم وذاك بخيل” ولانفاضل بين سيء وأسوأ كالمفاضلة بين كلب نابح وآخر أشد نباحا وفيهما قال الشاعر قديما :
مات في القرية كلب فاسترحنا من عواه ..خلف الملعون جرواً فاق بالنبح اباه !
والا صرنا كمن يستجير من الرمضاء بالنار، وجل الساسة الفاسدين المعروفين بالفساد في عموم الوطن العربي ولا اقول كلهم ،إما أنهم يديرون أماكن للرذيلة والقمار والخمور واللهو والعبث وتجارة الرقيق الابيض والمخدرات وسواها ،أو أنهم يحمونها مقابل نسبة معينة ،أو انهم بمثابة زبائن دائمين هم وحاشيتهم عليها ينطبق عليهم المثل القائل ” مال الخسيس للفطيس” أو ” اللي يحصله من الحرامي يروح لفتاح الفال “، أو أنهم قد تورطوا ساعة نزوة ولحظة ضعف بشرية ببعض رذائلها يوما وسُجل لهم ما يخشونه من مقاطع فيديوية في غرف النوم الخاصة لحساب جهات ما تجعلهم رهائن تحت رحمتهم الى ما لانهاية ينفذون كل ما يقال لهم بالحرف الواحد وزيادة !
واقول ان المخلوقات التي ستشتري نظارة مايا خليفة لاتستحق الاحترام مطلقا كذلك من يثني على خليفة ويحاول اظهارها بمظهر الابطال ، وكان الأولى بهم أن يحولوا تلكم المبالغ الى ضحايا لبنان مباشرة بدلا من شراء نظارة – ملوثة بكل ما تعني كلمة التلوث الاخلاقي من معنى – !
عن أية وطنية تتحدثون ،وعن أية انسانية تتكلمون، انتم بهذا الهراء تشجعون على الاباحية وتظهرونها بمظهر الشرف والوطنية والانسانية فيما المواقع الاباحية وهي بالملايين تسرق أموالكم وتضيع عافيتكم ، وتدمر شبابكم وتدعوهم الى الانحراف والاغتصاب والانتحار والرذيلة والضياع والخيانات الزوجية والطلاق والمخدرات والخمور والقمار والربا والسرقة والاختلاس والتهتك بكل اشكاله وصوره ..ومايا خليفة هذه عميلة صهيونية من الطراز الاول وافلامها تنتجها شبكات صهيونية ، وزوجها المفترض يهودي ، كما ان أصلها غير معروف حتى الآن وهي التي ادعت بأنها من اصول لبنانية ولا احد يعرف حقيقتها ولا هويتها ولاعائلتها ولابلدها اساسا ولا من يكون والدها ولا والدتها ،وهي التي مثلت بعض افلامها بالحجاب الاسلامي تحقيرا له وتشهيرا به، وهي التي اعلنت مرارا احتقارها للعرب والمسلمين ، ولولا خشيتها من ردور الافعال الكبيرة لربما عرضت – حجاب افلامها للبيع في المزاد العلني – بدلا من نظارتها ولا استبعد ان تفعل ذلك ابدا !
ولايفوتني التذكير بأن استخدام فروج النساء من قبل الموساد أشهر من نار على علم وهنالك قسم متخصص ووحدة كاملة في الموساد لتدريب وتجنيد ما يسمى بـ” فتيات اسرائيل” مهمتها الايقاع بالضحايا الشبقيين من كبار المسؤولين العرب وسواهم في شراكها ومنطلق عملهم يحوم حول ضعاف النفوس أمام”الجنس والمال ” للحصول على المعلومات الحساسة ناهيك عن تدمير الاخلاق وشراء الذمم ونشر الرذيلة وبث الشائعات والفتن ،ومن ثم وعندما تقع كارثة ما بسببهم يصار الى إعلان هؤلاء عن التبرع والتعاطف مع الضحايا ليتحول دواعر بني صهيون بنظر المغفلين الى ابطال ووطنيين من الطراز الاول كما تحولت مايا خليفة وقبلها شولا كوهين، الى بطلتين بنظر من يرتدي النظارة السوداء التي تعميه عن رؤية ولو ربع الحقيقة كاملة كما ينبغي لها ان ترى ،أقول ذلك كله للكف عن الهراء ورؤية الواقع على حقيقته بعيدا عن الابيض والاسود وبلا رتوش ! اودعناكم اغاتي