23 ديسمبر، 2024 11:11 ص

خارج النص الاول – 4

خارج النص الاول – 4

في جلسة مع بعض الاصدقاء كنا نناقش الاوضاع في البلد … و نحاول ان نرسم صورة وردية بعد معاناة السنوات العجاف وكان احدنا يرفع والاخر يكبس , وطبعا البعض منا انزوى بنفسه بعيدا عن المشهد السياسي وابى ان يشاركنا واكتفى بالتعليق الساخر واللاذع حتى تفتقت في ذهني فكرة انشاء البرلمان الشعبي وهو ان نجمع نخبة من كافة طبقات الشعب وبعدد متساو من اطباء ومهندسين واساتذة جامعات ومدرسين وموظفين وطلبة جامعة وطلبة الاعدادية ومن العمال والكسبة واصحاب البسطيات والتجار طبعا واستثنيت العسكريين لاسباب فنية ولاعتقادي الراسخ ان واجبهم هو حماية الوطن والامن الداخلي ولايجوز اشغالهم بامور السياسة ( ودوخت الراس) انتبه الجميع لهذا الطرح حتى الذين لم يشاركونا النقاش منذ بدايته .سالني احدهم ماهو المعيار لاختيار هؤلاء الاشخاص؟ اجبته على الفور ليس هناك معيار لبعض الطبقات مثلا العمال والكسبة واصحاب البسطيات وما علينا سوى ان ننتقي ( الخوش ادمي بيهم ) اما البقية فعلى سمعتهم المهنية اما الطلبة فيجب ان نختار المتفوق فيهم مع مراعاة ان نختار ايضا بعض الطلبة الكسالى والذين يجيدون التهرب من الدوام والذين لديهم خبرة في الغش بالامتحانات , المهم يجب ان تشارك جميع طبقات الشعب حتى الذي لايجيد التكلم بالعربية من اهلنا الاكراد او التركمان … قال البعض من الاصدقاء وكيف سنتصل بكل هؤلاء من الشمال للجنوب ؟ بل من الذي سيدفع نفقات السفر والسكن والخ الخ…؟ قلت لهم على الفور الذي يحب العراق عليه ان يضحي اول الامر وبعدها ستسهل الامور ,قاطعني احدهم بخباثة…. يعني بعدين ايصير اللغف … قلت له ان شاء الله واحتدم النقاش بيننا وانشغل البعض بترشيح بعض الاسماء وتزكية بائع الخضروات الذي نتسوق منه وبعض اصحاب البسطيات في باب المعظم وبغداد الجديدة ومدينة الصدر والدورة وتعالى صوت فلان وعلان واختلف قاسم مع عبد العباس ومجيد مع علي على ترشيح بعض الاسماء وهنا قطعت عليهم النقاش عندما تعالت الاصوات وقلت لهم كفى يمعودين اتركوا هذه الامور لي وانا ساختار المناسب قاطعني احدهم على الفور ودون تردد… ( ومنو خلاك مسوؤل حتى تقرر بمفردك ) هذه مسوؤلية امة وشعب ووطن ونحن سنحاسب امام التاريخ ان اخفقنا ثم ان العمل الجماعي مبارك وعلينا ان نختار الان اللجان المختصة لتدرس التفاصيل ثم ترفعها لنا للمناقشة ثم علينا ان ننتخب الان متحدث رسمي ليكون الواجهه امام الراي العام والاعلام وماكو غيري يصلح لهذه المهمة !!!! والاهم من كل هذا يجب ان نعين رئيسا مؤقتا للبرلمان الشعبي واني ارشح فلان .. واشار اليه بيده , وفلان محد ينكر اخلاقه ووطنيته ! قلت له وانا ماذا ساكون وانا صاحب الفكرة ؟ قال ستظل معنا تعمل لان الوطن محتاج لكل جهد ( وخلف  الله عليك لان جمعتنا لمصلحة عامة) .
واندفع الاخوان بحماس لتوزيع الادوار فيما بينهم وكاني غير موجود ودون ان يسألوا عن واجبات  هذا البرلمان وطبيعة عمله  والسند القانوني  الذي يعتمد عليه وهنا تذكرت كلمات المنلوجست العراق الراحل عزيز علي في اغنيته في اربعينات القرن الماضي ( انعلبوا الفن يابو ابو الفن مكدر اكولن بغلتي ببريجي والمن اكولن ونسكت احسن)….. وماهي الا لحظات احس فيها بام الجهال تناديني اشبيك اكعد يمعود بسم الله الرحمن الرحيم خير ان شاء الله هم كابوس اجاك …. تحسست وضعي وحمدت الله وايقنت فعلا لن تقوم لنا قائمة حتى في منامنا واننا سائرون الى مجهول ربما سيقذفنا الى خارج النص والعياذ بالله .

* مستشار اعلامي ورئيس تحرير سابق
[email protected]