22 نوفمبر، 2024 11:00 م
Search
Close this search box.

خارج النص الاول…

خارج النص الاول…

اختلطت الاوراق علينا في العراق الديمقراطي الجديد … فنحن ومنذ عشر سنوات كنا نحلل الامور ونكتب عما نراه يصب في مصلحة الوطن والمواطن , وفجأة نرى ان عشرات المقالات التي كتبناها خلال تلك الفترة اصبحت حبرا على ورق وكما قال لي احد المواطنين البسطاء ( مو كافي حجي جرايد) واقول نعم كفاية ما كتبناه فقد بات حتى الورق يعاتبنا على فشلنا في تصحيح الاوضاع ويشمئز مما نكتبه.
قال لي احدهم لو كان الامر بيدي لجمعت كل المشاركين في العملية السياسية واقصد الرموز في جلسة علنية على الملأ واسألهم سوآلا واحدا …. ( هل هذا العراق الذي تريدوه ؟ , وكيف يصبح المظلوم كما يدعي ظالما ؟ ) .
ولم اسأل هذا الشخص من تقصد بكلامك ؟ ولكن وكما يبدو ان الجميع ادعوا المظلومية … واصبحوا ظلمة من الدرجة الاولى , ولأن للظلم اشكال فان ابشعه عندما يشعر المواطن انه غريب في بلده ولايستطيع ايصال شكواه الى احد , ناهيك عن هضم الحقوق وعدم الشعور بالامان والنقص الحاد في الخدمات …. ولقد تكلمنا عن ذلك كثيرا حتى اصبح الامر مملا .
وقد يروق للبعض باتهامنا بما يشاء ووفق هواه ونزعته الشاذة ولكن الحقيقة واضحة للعيان كالشمس لايمكن حجبها بغربال , وعليه اتمنى ان يراجع الساسة انفسهم ويعترفوا ولو لمرة واحدة بفشلهم الذريع في لملمة شتات هذا الشعب وتمزيق وحدته . وقد سمعت وبحكم عملي السابق القريب من صناع القرار ان السياسي الشيعي لايطيق السياسين السنة بل ويتندر عليهم في مجالسه الخاصة ويشتمهم في كل صغيرة وكبيرة وكذلك الحال مع الساسة السنة لايطيقون السياسيين الشيعة ولايلتقون معهم خارج العمل إلا ماندر وهذا ينطبق على العرب والكورد ايضا … والغريب ان كل هؤلاء يجتمعون في الولائم الكبيرة ويتبادلون القبلات الحارة فيما بينهم ومن الفم وهذا امر مقزز وتتعالى ضحكاتهم وهم في دواخلهم يضمرون لبعضهم العداء… هذا الامر لم نلاحظه بين عامة الشعب ولم نشعر اننا غرباء في منطقة احادية المذهب , بل ان عملية المصاهرة بين العوائل الشيعية والسنية لم تتوقف بل ازدادت بوتيرة عالية خاصة في بغداد .. ولكل قاعدة شواذ … هذا الامر يدل وبوضوح ان العداء بين هؤلاء ممن يسمون انفسهم قادة العراق هو مرض نفسي وشعور بمركب النقص الحاد في دواخلهم وهم من يؤججون الطائفية لمصلحة بقائهم في كراسيهم … اذن الصراع بين القادة هو صراع الكراسي والسلطة التي تفوح يوما بعد آخر بروائحها النتة على هذا الشعب المظلوم والمغلوب على امره … كنت اعرف نائبا قبل سنوات اتعب الفضائيات من كثرة صراخه وازعج الحكومة من خلال مداخلاته القانونية والاعتراضية وقد سمعت ان بعضهم توسط لاقناعه بالسكوت والهدوء…. ولكن مالذي حصل ما ان تسلم هذا النائب منصبا وزاريا واصبح وزيرا حتى اختفى صوته وشكله من التلفزيون واصبحت كاميرات الفضائيات تبحث عنه دون فائدة مالذي يجري بالله عليكم … وهناك شخص اخر اثبتنا عليه وبالوثائق وقبل سنوات عملية نصب في احدى محطات الكهرباء اصبح في منصب رفيع وسكت عن الكلام واكتفى بدور هامشي من اجل ماذا ومن الذي اسكته؟.وهناك مناضلين كما يدعون كانوا في الخارج يقارعون النظام البائد !!! عادوا بعد السقوط وبعد اقل من سنة رجع هؤلاء الى الخارج بصفة سفراءالى البلدان التي يحملون جوازات سفرها !! معقولة ياعراق يحدث فيك العجب وانت في غفلة من الزمن تعيش خربا .. مهمشا .. ضعيفا تتكالب عليك الضباع من كل حدب وصوب .
وقبل التشكيلة الوزارية الحالية قبل اربع سنوات سالنا احدهم هل يصلح فلان لهذه الوزارة ؟ اجبناه بكل وضوح تعال معنا الى الجامعات العراقية وستجد عقولا وكفاءات تحمل اعلى الشهادات ومن مختلف الاطياف وهي جديرة بان تدير الوزارة وحسب الاختصاص وبمهنية عالية … التفت الينا ساخرا ( هاي وين دتحجون … شنو جامعات ) .هكذا حالنا منذ سنوات … ماذا نفعل بالله عليكم لنصرة العراق , هل نهرب خارج النص ونكون نسيا منسيا .

أحدث المقالات