23 ديسمبر، 2024 12:07 م

رجع صديق لي من زيارة للجمهورية الاسلامية الايرانية استغرقت اكثر من سنة خضع خلالها لفحوصات طبية عديدة اطمئن فيها على صحته واستغل المناسبة للقيام بجولات سياحية لاغلب المدن الايرانية, ونقل لي دهشته الشديدة لنظافة المدن والشوارع والتزام المواطن الايراني بنظافة الحي الذي يقطنه وحرصه على تطبيق التعليمات البلدية والقانون بشكل عام وحدثني عن انضباط سائقي المركبات بنظام المرور وعن الهدوء والامان التي تعيشها المحافظات الايرانية وعدم وجود سيطرات او نقاط تفتيش في الشوارع ولم يشاهد آليات عسكرية داخل المدن او اية مظاهر مسلحة توحي بعدم الاطمئنان …. وحدثني مستغربا مع مقارنته لوضعنا في العراق عمن يدير آلة القتل والدمار باتجاهنا دون ان تمس الجارة الحليفة الشيعية ايران….. فهناك وكما يقول مركز استقطاب الشيعة في العالم وايران وحدها من يجب ان تدافع عن المذهب الذي ادمته العمليات الارهابية على مدى عشر سنوات.. ونحن كما يقول علينا التكفيريين بالروافض في العراق , اليس ايران الشيعية روافض ايضا بنظر هؤلاء المجرمين ؟ اذن لماذا لانشاهد اية عمليات ضدهم لاسامح الله ؟ ولماذا لاتضرب البنى التحتية لديهم مثلما يحصل لدينا ؟ واستطرد صاحبي حديثه المثقل بالهموم قائلا لماذا يقتل ابنائنا دفاعا عن المذهب في سوريا دون ان نجد متطوعا ايرانيا للقتال هناك ؟ ومن المستغرب ان في ايران قوميات واديان ومذاهب عدة دون ان تشعر باي تمايز والغريب ايضا ان الجالية اليهودية في ايران تعيش بأمان وبحرية تامة تمارس طقوسها الدينية وترتدي ازيائها الخاصة وقت ما تشاء … وهؤلاء يهود نعم يهود اذن لماذا نقتتل واخواننا السنة وليس التكفيريين ونحن واياهم ننطق الشهادتين…. ونعيش في وطن واحد منذ مئات السنيين … اليست هذه معادلة غريبة عجيبة ! وسألني هل انتبهت لمئات الآلاف الايرانيين الذين يزورون العتبات المقدسة في المناسبات الدينية ان اغلبهم بل استطيع القول ان اكثرهم من كبار السن ومنهم من فارق الحياة عندنا لعدم تحملهم مناسك الزيارة , اذن اين الشباب الايراني من هذه الزيارات ؟ في حين نرى ان مواكب الزيارات لدينا اغلبها من الشباب المؤمن الذي نذر نفسه قربانا لقضية الحسين عليه السلام متحديا الارهاب والموت , وسألني هل تدري ان الولايات المتحدة الامريكية حين ارادت التحقيق مع زوجات زعيم القاعدة بن لادن بعد مقتله اكتشفت انهم في ضيافة الجمهورية الاسلامية الايرانية ؟؟
وهنا توقف صاحبي عن التساوؤلات حائرا فقلت له لاباس عليك ياأخي الله كريم ولكني اود ان اضيف اليك معلومة قالها مؤخرا وزير خارجية امريكا جون كيري بعد الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي حيث قال (الان استطيع القول ان اسرائيل اكثر أمنا من اي وقت مضى.. ) والحليم تكفيه الاشارة . والحقيقة التي اود ان اشير اليها الان ان علينا كشعب العراق ان لانكون اداة بيد الغير لا ايران ولا السعودية ولا تركيا ولا امريكا حليفة اسرائيل الازلية .. وان لايضحك علينا من كان يستجدي صداقتنا وان تكاتفنا مع بعضنا وحبنا لوطننا هو الرد الصحيح لكل تلك الاصوات النشاز التي تحاول النيل من هذا الوطن الجريح . اما من يفسر قصدنا في غير محله وعلى هواه فليذهب الى الجحيم لان مكانه الطبيعي سيكون حتما …. خارج النص .
[email protected]