المراثي الحسينية ضربت أطنابها في عمق التاريخ منذ مئات السنين عقب الحادثة المروعة في صبيحة العاشر من محرم عام 61 هجرية في كربلاء والتي إهتزت لبشاعة مرتكبيها أركان الأرض وصرخت أوداج ضحاياها الى عنان السماء فعمدت الإنسانية شعورآ منها بألم المصاب الى تحريك الضمير بهوية الإنتماء وعاصفة الفكرة والعاطفة للذوبان في بودقة الحب والولاء تصدح على مدى السنين الطوال عبر مراثي إقترنت بصاحب الحدث لتسمى بإسمه وتعنون بقالب المراثي الحسينية . تتعاقب الأجيال تلو الأجيال وتتجدد الحياة البشرية وتتطور الكثير من المفاهيم إلا أن المعتقدات والعادات والتقاليد تبقى فنارات إرشاد تستقر عليها الأجيال مهما رافقتها من حداثة لكي لاتضيع هويتها العقائدية والفكرية وتهدر تأريخ الأجداد ليسدل عليه ستار النسيان .. في خضم الأحداث التي توالت على شعب العراق وعصفت بأجياله جسدآ وروحآ وفكرآ وشعورآ وسلوكآ حاضرآ ومستقبلآ ، أثرت عليه وتكاد أن تفقده توازنآ في حياته بمجملها ومنها الحفاظ على تراث آباءه وأجداده المتعلق بإحياء وتطوير المراثي الحسينية .. وهنا يستوجب أن يتصدى ذووا الشأن وينبرون الى الوقوف والثبات لإحياء تراثهم العقائدي المتوارث والمتأصل في المراثي الحسينية الذي إمتزجت فيه روح المعاني الفكرية والعاطفية حد النخاع وأصبح منبرآ للتوجيه العقائدي في حينه بل تخطاه ليكون مشعلآ منيرآ للهداية وسيفآ قاطعآ يهز أوكار الظالمين ويهدد سلطانهم بإستخدام الكلمة الهادفة الذائبة في صدور العواطف الجياشة وتهمل من خلالها بحور من دموع الموالاة .. خادم أبا الفضل العباس ع في العتبة العباسية المقدسة شاعر مبدع وشاب متألق وإنسان خلوق وبسيط حد الثمالة ومؤمن متواضع وشخص الإبتسامة على محياه ويرسم الفرحة ويطبعها بوجه كل من يلقاه محب للخير ولأهل الخير وخدوم لكل خادم هو الشاعر الحسيني كرار حسين الكربلائي موهبة شعرية متحركة متأصله في التراث الحسيني دون كلل أو ملل كأنه فنار إرشاد تشير وتؤكد على التراث الأصيل للمراثي الحسينية ذات الصبغة العاطفية الجياشة وبوصلة الثبات على إحياء المراسم العاشورائية بإطرها ونبرتها المتوارثة من قبل روادها الأصلاء الذين رسخوا قيمها وثبتوا أعمدتها ليتوارثها الأجيال بعد الأجيال ..