23 ديسمبر، 2024 5:01 ص

خائن الامس رمز الوطنية اليوم

خائن الامس رمز الوطنية اليوم

من عجائب وغرائب هذه الدنيا، بان مقاييسها وقوانينها غير مضبوطة و غير متزنة، فنرى قوانينها واجراءاتها تطبق على فئة دون اخرى! فالسارق يعفى والنزيه يحارب والقاتل يبرء والشرف مطارد. لا ملك يدوم ولا عمرٌ يبقى، مع ذلك نجد من يتمسك بها بشتى السبل، لا لاجل ان يعمرها ويخدم البشرية، انما لاجل ملذاته وشهواته، حتى لو كان ذلك على حساب الدين والانسانية جمعاء، وهذا ما لمسناه في البعض ممن تسللوا على اكتاف الشعب بشعارات لا تسمن ولا تغني شيئا. 
   بعد هذه المقدمة، لمسنا وليس بالامد البعيد لا سيما مرحلة مابعد سقوط البعث الصدامي، وان قد اسسها كانت في زمن طاغية البعث صدام، بان المقاييس متغيرة حسب الهوى، وكما يصف الشاعر بقوله لبعض الاوزان والمقاييس التي تساوي الشريف مع الدنيءانها نكبت المقاييس فينا *** ان يقاس الخرنوب بالتفاحِهذه هي الدنيا، ان تساوي بين الذين يعلمون والذين لايعلمون، وغيرها كثيرة هي الشواهد والامثلة على ذلك وانما ما ذكرته للاشارة فقط. 
   عدو الامس ومن وصف بالعمالة والخيانة اصبح بمقياس البعض رمزاً وطنياً ومجاهداً!من يصف العملية السياسية بالغير شرعية، ويطلق العنان لكلماته التي تحث على التفرقة والنعرة الطائفية ويصف الحشد بانه عبارة عن ميليشيات، تجده اليوم يتمتع بمنصب حكومي وبامتيازات قل نضيرها والمفاجئة الكبرى انه احد قادة الحشد او ما يسمى “الحشد الوطني” في مدينة الموصل.
   كنا نستغرب عند تصفح وقرآءة التأريخ بان فلان كان ظالم ووفلان مستبد ومنتهك الحرمات ويسفك الدماءوحارب الاولياء الصالحين، تجد بالمقابل من يمجده ويروج له ويثني عليه بل ويترضى عليه ويجعله بمنزلة الاولياء الصالحين! وها نحن اليوم والتأريخ يعيد نفسه بتمجيد الاخر من اجل عِدة من الدراهم، وربما في المستقبل حين يوارى الثرى هذا اوذاك يبنى على قبره صرحاً فيقصده الشارد والوارد لزيارته من اجل التبرك! هذه هي الدنيا ومقاييسها الغير عادلة في اغلب توجهاتها، وحين اقصد الدنيا اي الانسان الذي وضع القوانين لمنافعه الشخصية على حساب الاخر.