23 ديسمبر، 2024 11:15 ص

حُمى الدعاية الانتخابية … وغياب الوعي الجماهيري

حُمى الدعاية الانتخابية … وغياب الوعي الجماهيري

تنطلق بوادر الحملات الانتخابية عادة قبل فترة من اجراء الانتخابات وتتسم معظم الحملات في أخذ إطار معين حسب ماتقتضيه مصالح المواطنين في تلك الدول.
لذلك يعتبر اختيار الخطاب والمواقف السياسية مسألة جوهرية في كسب ود الناخبيين وتحفيزهم على انتخاب كيانه الذي ينتمي اليه .
والدعاية الانتخابية لها أثر كبير في تغيير رؤية الناخب تجاه الكيان او المرشح ، حتى عد البعض ان للدعاية الانتخابية دور كبير في تغيير مسرى الاستحقاق للكيان حيث وصف في بعض الاحيان بأنه مساوٍ للبرامج الانتخابية التي يتبناها الكيان.
ففي الولايات المتحدة الامريكية تعتبر الدعاية الانتخابية ابرز عامل لتغيير النتائج الانتخابية وتتنوع في الولايات المتحدة الدعاية حتى تصل الى المناظرة بين المتنافسين على الرئاسة.كما هو الحال في معظم الدول الاوربية وحتى دول الشرق الاوسط .
اما في العراق فقد أختلفت الدعاية الانتخابية عن نظيراتها من الدول التي تطبق فيها مبدأ الديمقراطية ، وانتقال السلطة بصورة سلمية.
حيث يشهد الشارع العراقي اشتداد الوطيس بين الاحزاب والكتل السياسية قبل مدة من بدء الدعاية الانتخابية.
فترى الاحتدام يسود بين الكتل ويعمد هذا الكيان لاسقاط ذاك من خلال ابراز وثائق (مزورة او غير مزورة) او من خلال رسم كاريكاتير لرئيس الكيان المنافس ويستمر هذا الحال لحين انتهاء الانتخابات واعلان نتائج الانتخابات.
فيما يعزو بعض المختصين هذه المرحلة الحرجة بانها شيء طبيعي يمارسه السياسييون لكسب اصوات الجماهير.
إن الشارع العراقي مازال يفتقر الى الوعي السياسي حيث تختلط عليه الاوراق ويصبح لايميز بين الصالح والطالح منهم على الرغم مما أفرزته له الاحداث خلال فترة من الدعاية التي أطلقها المتخاصمون السياسيون.
حسب مابينا سابقاً فان الدعايات الانتخابية لها صور وأشكال مختلفة في العراق فترى بعض القوائم تعد المواطنيين بتوفير الامن والمسكن المناسب والحياة الكريمة ، واخرى تقوم بتوزيع (البطانيات) على المواطنين . وهكذا …
 
ومن جهة اخرى عزا عددا من علماء الاجتماع ظاهرة التسقيط السياسي والحملات الاعلامية الصفراء بأنها محصلة من تصارع البداوة والحداثة في المجتمع العراقي ، فطبيعة المجتمع ميالة الى الاخذ من الآخرين دون البحث عن مصداقيته كما كان الاتباع الاعمى آنذاك لشيوخ العشائر.
ففي الصحراء كانت هناك ايضاً تجري الحروب بين القبائل والتهميش من قبل هذه القبيلة لتلك القبيلة ، واليوم نرى الحرب تتجلى بصورة واضحة لكن ضمن مفهومنا الديمقراطي السائد اليوم انتقلت الحرب من العشائر البدوية الى الاحزاب السياسية.
ومما يبدو ان تلك الاحزاب لم تتغير عندها هي الاخرى النزعة البدوية رغم معايشتها للحضارة الاوربية لسنوات طوال امتدت منذ هروبهم من العراق الى دول اوربا ودول الجيران . ورغم تغيير الواقع المعيشي لهؤلاء السياسيين لكن لم يتغير طباعئهم البدوية التي ورثوها وبانت على تصرفاتهم.
لذلك تحتاج الحملات الانتخابية لإجراء مراقبة شاملة من قبل منظمات معنية لتقلص ظاهرة التسقيط السياسي غير الشريف.ولعل الحملات الانتخابية في العراق مازالت تعاني ضعف الثقافة من قبل الناخب ، ونتمنى ان يعيد الزمن والاحداث الوعي للناخب ليختار الاصلح من بين اولئك السياسيين.