عِنْدَ سَيْطَرَةِ الزَّوْراء
عِنْدَ سَيْطَرَةِ الزَّوْراء
نَلْبَسُ ثَوْبَ الخِزْيِ
كُلَّ صَباحٍ وَمَساء
يَنْبَجِسُ مِنْ تَحْتِ جُلودِنا
شَوْكُ الذِلَّةِ
كَما تَنْبَجِسُ في الأُفُقِ
الظَّلْماء
آهٍ يا حَبيبَتي
تعاليْنُمارِسُ القُبَلَ
كالفاخِتاتِ
عَلى أَعْمِدَةِ الكَهْرَباء
فالقـَلْبُ ضَنينٌ
والأَسْلاكُ تُصَفِّقُ للريحِ
والشَّعْبُ الأَعْزَلُ
كُتِبَ عَليهِ الَمَشْيُ
إلى يَوْمِ يُبْعَثونَ
وهاهُوَ
يَمَشي ،يَمْشي، يَمْشي
فالمَشْيُ رياضَتَهُ الفُضْلى
أتُراهُ يَمْشي
لإمامٍ لمْ يظْهَرْ بَعْدْ
مَدَفونٌ
عِنْدَ”عَلاوي الحِلَّة”
مَنْ يَدْري؟
آهٍ يا قَدَري
في كُلِّ صَباحٍ
نَنْزَعُ نَعْلينا
نَرْكُضُ رَكْضَ “طويريج”
في بغداد حُزْنٌ أَبَديْ
أيَامُهاعويلُ عاشوراء
تُسَلِّمُنا فيها كرْبلاء
إلى كرْبلاء
المُفَخَّخاتُ
تَطْحَنُنا
والسَّيْطَراتُ تَذْبَحُنا
مَن قالَ إنَّنا نَكْرَهُ
تَمارينَ الصّباح
الشَّعْبُ أضْحى
كُرَةً
يَتَقاذَفُها الأطْفالُ
أنّى يَشاؤونْ
مَن قال إننا
نَمْنَعُ النُّذورْ
حتّى سَيّاراتِ الأُجْرَةِ
تتنزّهُ عَلى الأَرْصِفَة
تُرى
لِمَ لا يُشارُكُنا
السّاسَةُ رياضَةَ المَشْي
بَدَلاَ مِنْ قَطْعِ الشَّوارعِ
بَلْ
لِمَ لا يُهَدِّمون الشَّوارعَ
ويُريحون ويَسْتَريحون
أنُصّفَّقُ لِلْجُنودِ
الّذين لا يَحْمونَ
حَتّى أنْفُسِهِم
أمْ نُصَّفِّقُ لِمَنْ
زَرَعَهُم عَلى الأَرْصِفَةِ
كَمَناهيلِ المِياهِ الآسِنَة
أتُصَدَّقين حَبيبتي
بَيْنَ كُل سَيْطَرَتَيْنِ
عَشْرُ سَيْطَراتٍ عِجافٍ
تتْبعهنَّ عَشْرٌ سِمانٍ
فالسَّيْطَراتُ نِعْمَةٌ
من الرحمنِ لِلْبُسَطاء
كَيْ تَدوفَ الثَّعالِبُ
عَسَلَ صَبْرِنا
المُدَرَّعاتُ
تَأكُلُ أرْصِفَتَنا
كَما يَأكُلُ العَفَنُ
الأثاثَ القَديم
ما عُدْنا نَدري
يا خَليلَتي
بغداد خضراء
أم حَمراء
سيان
قَد اختلطَ الحَفيفُ
بالدِّماء
وكفوفُنا
تَهشُّ الذُّبابَ عَن
عُيونٍ مَيِّتَةِ
الحَدَقات
في بَغداد
الحَياةُ لَغْزٌ كَبير
لا تَعْرِفُ فيها
العَدوَّ مِنَ الصَّديق
الجُسورُ
استقالتْ مِنْ وَظيفَتِها
الكَرْخُ تَبَرَّأتْ
مِنَ الرَصافَة
هَيَ
وَهُبَلْ الذي يعْبُدون
لُعْبَةٌ جَميلَةٌ
يَلعَبُها الفاسِقون
يَدَّعون وَصْلاً
بِنا
كم جَميلٍ
أنُ يَعْشَقَنا الماكرون
يا حبيبتي
هُمْ
يَرْمونَ عَليْنا
عَسَلَ الكلامِ
لكنَّ جنودَهم كالدَّماملَ
في طُرُقاتنا
ومُفَخَّخاتُهُم
تَطْحَنُنا طَحْنَ الرَّحى
ما أسهلَ أنْ
تُدَوّي المُفّخَّخات
ما أسهلَ
مِن تأثيثِالوَطنَ
بالسَّيْطَرات
لكنْ ما أصعبَ
مِن رسْمِ ضِحْكَةٍ
في قـُلوبِ البُسَطاء
الرّحْمِةُ
يا نَجْمَةَ الصّباح
هاتي طريقاً
كيْ نَمْشي إليك
فقـُلوبُنا
تَعْشَقُ الخَطوَ
زرافاتٍووِحْدانا
في كل شروقٍ
نَمْشي قُرْبَ
أسْيِجَةِ الزوراء
الشَّوارعُ
تَتكاثَرُ فيها القُمامةُ
كَما تَتَكاثرُنُقاطُ التفْتيش
وحَبيبتي
ذاتُ العَيْنينِ الحالِمَتيْن
تَكْرَهُ اللَّقاءَ
عِنْدَ سَيْطَرَةِ اليَرْموك
أوْ أيَّةِ سَيْطَرَةٍ
أخْرى
بَلْ تَعْشِقُ سَيْطَرَةَ
الزَّوْراء
حتى بتُّ أخافُ
مِنَ الناسِ عَليْها
ها هيَ تَضَعُ
كَفَّها في كفّي
وكَتِفَها
يَغْفو عَلى كَتِفي
تُقَبِّلُني ذاهِلَةً
عِنْدَما يَمْشي
مَعَنا نوابُبُلَهاء
وَقَراصِنَةُ قُصورِ الخَضْراء
ووزراءٌ تَركوا
رَبْطَة عُنِقِهم
في البيت
في كلِّ يَوْمٍ
عِنْدَ نَسيمِ الصُبْحِ
تُقَبِّلُني أنْثايَ
حين تَرى أجْهِزَةَ الجُنْدِ
تؤشِّرُ لعِطْرٍ
كانَتْ قدْحَطَّتْهُ فَجْرا
لا تُقبليني يا حَبيبَتي
فالتَّقْبيلُ حَرامٌ
يُخَدِّشُ حَياءَ لًصوصِ
البيتِ
والتَّفْتيشُ حَلالٌ
لا يُخَدَّشُ حَياءَنا
لا حُرْمةَ لنا
لا مُعتَصمَ لتستنجدين بهِ
مَلابِسُنا الداخليّة
باتتْ
وَقَفا لِمَنْ هَبَّ وَدَبْ
لا قانونَ
يَحْمي ذكورتي وأنوثتـَك
من التفتيش
هُتِكْنا وحَقّ اللاتِ
في آخرِ مَوْعِدِ
عِنْدَ سَيْطَرَةِ الزّوْراء
أسَرَّتْني حَبيبَتي
كيْ لا يَسْمَعُها الجُنْدُ
سَتهَبْني
أكْثرَ مِنْبوسة
إذا شاركَنا
المَشْيَ
قُوّادُ الأَجْهِزَةِ الأمْنية
أمّا
لو شارَكَنا
المَشْيَسادَتُنا الرّؤساء
فَسَتَهْديني
لا أعْرُفُ ماذا؟
لكنْ قَطْعا سيكونُ
هُناكَ
هُناك
فطوبى للعارِ
ومَرحى للزَّوْراء
بغداد
31.08.2013