أستميحكم العذر أن أصطحبكم لنحط الرحال في الهند إبّان إنفصال الباكستان قُبيل منتصف القرن العشرين حيث المجازر بين الهندوس والمسلمين التي تجعل الولدان شيبا عسى أن نعيش بارقة أمل ونحن نعيش ثنايا الحُب الذي سما على الكراهية وأنتصر على رائحة الموت ولون الدم وتجاوز الحدود وعَبَر القوميات والأجناس والأعراق ليسطر قصة حبٌ ملحمية وما دفعنا لتسليط الضوء عليها أن لها نظائرٌ في العراق الحبيب الذي يمر بهذا المُنزلق الخطير عسانا نستلهم منها الدروس والعِبر فهلم بنا نعيش أحداثها ونعرج بعد ذاك على عراقنا الحبيب :
ما أن وقعت عينا الشاب الهندوسي المُعدم تارا سنغ والذي إنتهى للتو من حرق جثامين كُل أفراد عائلته بسبب الصراع بين الهندوس والمسلمين … تلاشى وهج النيران المُضرمة وخمد سناها ولم يبقى سوى الرماد ، إلاّ أن بركانٌ مازال يستعر ولكن ، في قلب الفتى الفقير…دارت رُحى الأيام فإذا بعيناه تُبصرُ شابةٌ في ريعان الصبا وربيع العمر لطالما تصدرت صورها صفحات الجرائد كونها من عائلة سياسية مسلمةٍ ثرية تُدعى سُكينة فراح يجمع هاتيك الصور في خزانته …. توالت الأيام وعلى حين غرة أبصرها بأم عينه ، رباه ها هيّ سُكينة أمامه وسط حشدٍ من زميلاتها في الكلية لكنها كانت كالأميرة بين الوصيفات بل هي الملكة التي ما من منافسٍ لها فراح يُمّني النفس :
أي لجامٍ سيلجمُ جُموحَ عِشقي
أيُ سرجٍ سيروضُ أنفاسيْ
وأنا الفارسُ أمتطي ظلكِ
وأصهل في ربوعِ القصيدِ أبحُثكِ
أرصد من رحيقِ عينيكِ فيئاً
ومن ندى شفتيكِ راية ً
وعلى ميدان صَدْرُكِ أكتبْ
هُنا وطني
تنبه تارا مخاطباً نفسه ، يا إلهي كيف سمحتُ لخيالات العاشق الولهان أن تسرح خارج حدود الزمن وتعبر حدود المستحيل فالبَّون شاسعٌ والهُّوة عظيمة وصراع الأديان يخبو تحت الرماد ثم شتان بين الثرى والثريا … حاول تارا كبح جماح تفكيره واضعاً نُصب عينيه
كيفَ السَبيلُ إلى سُكينة َ ودونها … قُللُ الجِبَالِ ودونهُّنَّ حُتوفُ
والرجلُ حافيةٌ ولا لي مَركبٌّ… والكَّفُّ صِفّْرٌ والطريقُ مَخوفُ
ومن المفارقات أن صويحبات سُكينة لطالما كُنّ يتندرن بتارا الذي كان يتغنى طوال الوقت عساه يُنّفس عن غيضه ويطفئ لهيب الغضب والوجد تاركاً مأساته خلف ظهره متنقلاً بين الأرياف والمدن بشاحنته وهي مصدر رزقه الوحيد يجوب الفيافي والهضاب والقفار والغابات ليعود إلى رحاب الكلية وقد تبضع للشابات العطور والهدايا بحسب الطلبات ، كانت لتارا رغبةٌ عارمة أن يتغنى ويُنشد طرباً على خشبة مسرح الجامعة فأفصح عن تلك الرغبة العارمة على مرأى ومسمع سكينة والطالبات جميعاً … كان طلبهن أن يُغني أمامهن من باب الإزدراء والسخرية به مُعللات الأمر في ظاهره ، عسى إن أعجبهن صوت تارا أن يُسهمن بتحقيق تلك الأمنية بعد المداولة مع رئاسة الجامعة وعمادة الكلية ، بعد تردُدٍ لبرهة تغنى تارا سينغ بترنيمةٍ كان لها صداها إذ داعبت شغاف الأفئدة وعزفت على نياط القلب عرضت سكينة الأمر على مجلس الجامعة فكان الرفض القاطع فحفل التخرج خاص بالطالبات حصراً ، أخبرته بالرد القاسي لكن إهتمامها كان يُغنيه خاصة ً وأنها دعته لحضور حفل التخرج .
جلس في صالة الإحتفال وقلبه يوشك أن يَفـِّر من مكمنه منتظراً أن تبدأ الفقرة الخاصة بمحبوبته … لحظات كأنها الدهر فإذا بسُكينة تعتلي خشبة المسرح فكانت المفاجأة أن دعته للغناء الأمر الذي أثار امتعاض عمادة الجامعة والساسة الحضور بما فيهم المحتلين البريطانيين أصحاب مشروع صراع الأديان و(فرق تسد) ولكن لا مناص فهو طلبٌ ارتجالي … بدأ تارا التغني والرقص طرباً الأمر الذي أثار إستحسان الجميع الذين مادو كما يميد الغصن في الريح العاصف لتبدأ موجة عارمة من التصفيق والصفير، تحققت الأمنية فكيف يرد الجميل وقد أزف الفراق بعد يومين ولو كان الأمر بيده لأنتزع خافقه من بين أضلعه وقدمه لسكينه ولكن كيف لها أن تفكر حتى به ، أخيراً اهتدى لشراء نموذج لقصر تاج محل في علبة زجاجية صغيرة ولعلنا ندرك أن تاج محل هو عربون عشقٍ وهيام استمر إنشاؤه قرابة 20 عاماً هكذا تبادر لتارا عسى إن وقعت عينا سُكينة عليه أن يُذكرها بحب تارا لها ، وقبيل أن تغادر العجلة الرسمية التي تُقِّلها تقدم المُلهم وببراءة كبراءة الأطفال أخبرها أنه ومنذ يومين يفكر بهديتها حتى اهتدى لهذا ، إبتسمت لتعطيه وردةً حمراء كانت بين أصابعها … تلقفها على الفور وأحتضن الوردة إلى قلبه …غادرت دواليب العجلة واغرورقت عيناه بالدمع مدركاً أنه لن يراها أبدا …..
ما هيَّ إلاّ أشهر أعقبت ذاك الوادع لتستعر أرض الهند جحيماً لا يُبقي ولا يذر حيث عصفت الحرب الأهلية بين المسلمين والهندوس بحيث لم يكد بيتٌ يخلو من نائحةٍ ثكلى الأمر الذي اضطر السياسي الثري أبو إسلام وسُكينة الى مغادرة كل أملاكه والفرار صوب محطة القطار لكن كانت السيوف من كل حدب وصوب فلا يعرف القاتل لِمَ قتل ولا المقتول فيما قُتِل الأمر الذي ألجأ سُكينة أن تحشر نفسها أسفل الأشلاء الممزقة للهندوس والمسلمين على حدٍ سواء ليغمى عليها من هول المنظر …. استفاقت ممنية النفس أن يكون الأمر كابوس لكنه للأسف واقع الحال ، أسرعت بعد أن عم السكون صوب صنبور الماء لتغمر رأسها وكل جسدها تحت الماء عساه ينفض عنها عفونة المنظر ولكن للأسف أبصر ثلة من الهندوس قلادة تطوق جيد سكينة مكتوب عليها لفظ الجلالة (الله) فصرخ أحدهم أنها مسلمة عليكم بها أدركوا مبتغاكم ثم قطعوها إرباً وأشفوا غليلكم فراحت تعدو وتصرخ ولكن إلى أين المفر ….
خلال الفترة التي كانت سكينة مغمى عليها كان تارا يقلب الجثث عساه أن يدرك سكينة ولكنه للأسف لم يعثر سوى على (تاج محل) هديته التي أهداها لسكينة وقد اصطبغت بحُمرة الدم فأدرك أنها قُتِلت أو هكذا تبادر إلى ذهنه فغادر المحطة يضربُ يداً بيد … وعلى حين غرة سمع همهمة ثم صراخ وعويل وفتاة تعدو مسرعة وخلفها وحوشٌ بشرية تحاول أن تطالها ، رفع تارا الفانوس عسى أن يتحرى عن الأمر لكن ضوء الفانوس أفصح عن وجه تارا فنادت سكينة أدركني يا تارا سينغ وقد لاذت خلف ظهره ترتعد فرائصها …. مزيج من المشاعر يصعب ترجمتها ليصرخ بعدها بكل ما أوتي من عنفوان : ويلكم ماذا تريدون ؟ ليجيبوا لا تقف حائلاً بيننا وبين هذه المسلمة التي لن ندعها إلاّ بعد انتهاك عفتها ونحرها كما الشياه إنتقاماً لما حل بنا وإدراكاً لقصاصنا …؟؟؟ هنا زئر تارا مقسماً بمقدساته لن يطالها أذى طالما فيه عرقٌ ينبض …
لم يعد في الأمر حيلة أشهر أحدهم سيفه وحاول النيل من سُكينة المُسلمة لكن تارا تصدى للسيف الغادر براحتيه العاريتين اللائي رحن يقطرن دماً وعلى الفور خضب جبين سُكينة بدمه صارخاً بأعلى صوته : ها قد أصبحت هندوسية وقد أصبحت زوجتي فعودوا من حيث أتيتم ….. وحينما لم تفلح محاولاتهم بثنيه عن الأمر أدركوا أن الرجل طاش عقله فخلوا سبيلهما … فأصطحبها إلى بيته المتواضع لتبدأ سلسلة المعارك مع جُل أبناء دينه تمكن في نهاية المطاف بردعهم والحفاظ على حياتها بشق الأنفس دون أن يمسها البّتّه وما قاله (أنها أصبحت زوجته …) كانت الغاية الحفاظ على شرفها من المساس ثم الحفاظ عليها من ضربات السيوف ، صار القرار أن يصطحبها الى مخيمات المسلمين عساها تنعم بالسكينة وراحة البال بعد وصولها إلى الباكستان التي توشك أن تكون ملاذاً آمناً للمسلمين لذا شرعت بتوظيب أثاث البيت المتهالك ولكن ، كانت المفاجأة حيث ترنح دفتر ذكريات تارا ليهوي على الأرض وتسقط وردة حمراء قد جففت أوراقها عوامل الزمن ، وعلى الفور فتحت أولى وريقات الدفتر فإذا بأعينها تطالع الكلمات التي سطرها الشاب الولهان ننقلها كما كُتِبت آنذاك :
إلى الآنسة سُكينة ….
أهديكِ إحدى زهرات الربيع
وأنا المُتيم الذي ضاع قلبه
منذ النظرةِ الأولى إليكِ
قدري أتوق إليكِ توقاً شديداً
إن الفوز بك رغبة ٌ تعتريني بكاملي
رؤيتك هي نبضات قلبي الأولى
مع كُل نبضةٍ يا حُبي الغالي
يتجددُ الإشتياق بنظراتك الحنونة
…قبيل إنقشاع العُتمة ومع تباشير الفجر راح تارا ينظر إلى محبوبته التي كشفت أمره دون أن يعلم راح يرقبها كيف تناجي ربها خاشعة تُصلي متضرعةً تدعو بارئها وما أنهت فرغت من صلاتها ….. بدأت الرحلة المشوبة بالمخاطر ويالها من مفارقات فما كاد أن ينجو من كلا الطرفين فالهندوس اعتبروه متمرداً على دينه والمسلمون راحوا يرجموه بوصفه هندوسياً بسبب عمامته التي كشفت أمره ، بعد المخاض العسير ومع أولى خطوات سُكينه بعد تجاوزها آخر نقاط التفتيش أدار سينغ ظهره لئلا يعاين ويكابد مرارة الفراق بأم عينه ليجهش باكياً … فإذا بأيدي ناعمة تربت على كتفه أشاح بوجهه صوب تلك الأيادي فإذا بها محبوبته التي هام بها تقول له : لا حياة لي بدونك فأنت أهلي وكُل عالمي ، أما آن لك أن تصارحني … أما آن لك أن تتخذ لك زوجه ترعاك ، فها أنا بين يديك فهل تقبل بي ….. الفرحة أخرست لسانه ولكن الدموع المنهمرة كانت خير تعبير بعد أن احتواها بين ذراعيه وضمها إلى صدره ليعود بُمْنية عمره إلى الديار …
سافرا إلى الريف عساه يحظى بمباركة عمه على هذا الزواج ولكن كان رد الفعل المتوقع حيث صرخ به العم كيف تُقْدِم على الزواج من مسلمةٍ تسبب قومها بفقد كُل اهلك ليشهر السيف محاولاً قتل إبن أخيه ، ولو لا تدخل النساء لحلت الكارثة … وما أن هَمّا تارا وسكينة بالرحيل حتى صرخ العم : يا أبن أخي قُتلت مرةً يقتل أبيك وكل أفراد عائلتك فلا تقتلني ثانية برحيلك وأهلا بك وبقرارك ، لتحتفل القرية بزواج الشابين ويكلل هذا الزواج بصبي غاية في الجمال ، وبعد مضي أكثر من عشرة أعوام أو يزيد تواترت الأنباء ونشرت الصحف أن والد سُكينة أصبح سياسياً مرموقاً وبمنصب محافظ العاصمة الباكستانية فغمرت الفرحة قلب سُكينة أن أهلها لا زالوا على قيد الحياة لِتّعُم الفرحة كل القرية بهذا الخبر فكان القرار أن تتوجه سكينة وتارا وابنهما إلى القنصلية الباكستانية في الهند عساها تحصل على التأشيرة وتتصل بذويها وبالفعل تم الإتصال وكان البكاءُ سيد الموقف …
لكن تبقى لوثة السياسة ورجالها حيث منحت الباكستان التأشيرة لسُكينة فقط بناءاً على طلب والدها وعللت القنصلية أن الموافقة على البقية تأتي لاحقاً لذا أرسل تارا زوجته إلى ذويها على أمل اللحاق بها بعد أن تصل الموافقة ، لكن مرت الأيام والأشهر دون جدوى حتى وقعت بين يدي تارا خلال مراجعاته المستمرة للقنصلية صحف طالع فيها أن مؤتمرات عقدت في الباكستان تسلط الضوء على جريمة استعباد إبنة السياسي المخضرم وامتهان كرامتها في الهند و…..ليقرأ في نهاية الخبر أنه تقرر زواجها بتأريخٍ تم نشره في الصحيفة المشؤومة ، عندها أدرك أن التأشيرة لن تصل وأن الأمر بِرُمته مؤامرة دنيئة عليه وعلى زوجته التي كانت تعاني هول الصدمة من تصرف والدها وعائلتها رغم كونها شرحت لهم كُل شيء .
لم يعُد في القوس منزع قرر تارا اجتياز الحدود مصطحباً إبنه وأحد أبناء عمومته ليسلكوا طرق التهريب حيث الألغام المتناثرة والدوريات التي كانت تفتح النيران صوب كل حركة ، بعد مخاض عسير وصلوا الى القصر المشيد في يوم الزواج المقرر ، جالت نواظر تارا ومن معه تتفحص وجوه الموجودين بحثاً عن زوجته التي ما أن أبصرته حتى هرعت تعدو صوبه لتأخذه وأبنهما في الأحضان …الأمر الذي أثار استياء الحضور ، هنا صرخ تارا بأعلى صوت كيف سولت لكم أنفسكم تزويج زوجتي التي على ذمتي من رجلٍ آخر فجاء الرد : إنه اختلاف الدين الذي يحول بينكما ويفرق شملكما وليس لك إلا الدخول في الإسلام كي تتمكن من الاحتفاظ بأهلك ، صار الإتفاق أن يشهر اسلامه وسط حشد من الناس في اليوم التالي ، وواقع الأمر هو صفقة سياسية تصب في صالح والد سكينة السياسي المرموق .
في اليوم التالي أعلن تارا وسط الحشود قبوله الدخول في الاسلام ولكن طـُلب منه أن يشتم بلاده الهند ويسب أهله و…. وهي محاولة لإستفزاز مشاعره وجعله ينثني عن الأمر كي يتم التفريق بينهما ، وبالفعل وقعت مشادة كلامية تطورت الى الضرب ثم القتال الذي أثار موجة إرباك وسط الحشود اغتنمها تارا للفرار بزوجته ومن معه ليهرب عساه يبلغ موطنه الهند ولكن لم يكن الأمر بالسلاسة بل خاض معارك وصادف أهوال تشيب لها الرؤوس ليتمكن في نهاية المطاف أن يقحم نفسه وذويه في القطار المتجه إلى بلاده ، ولكن كانت له القوات الباكستانية بالمرصاد لتبدأ سلسلة من المعارك انتهت بإصابة سكينة برصاصة في صدرها من بندقية والدها الذي أخطأ الهدف فبدل أن يقتل تارا أصاب ابنته ، وهنا فقط صمت أزيز الرصاص ليعم الهدوء والدهشة ثم الصدمة من الموقف ، وهنا تدخل الأب عساه أن يتمكن إنقاذ حياة إبنته التي لازالت ممسكة بيديّ زوجها متشبثة بالحياة الأمر الذي اضطر والدها لإصطحاب الجميع الى المشفى لتدخل سُكينة في غيبوبة وتجرى لها جراحة تُستَخرج الرصاصة وسط بكاء الجميع ودعواتهم وتساؤلاتهم للطبيب الجراح الذي أجاب ليس لها إلا رحمة الله فادعوا لها وسمح بزيارتها لدقائق … وقف الابن قرب رأس أمه ليبدأ بترديد تلك الترنيمة التي ورثها عن أبوه ولطالما تغنى الثلاثة بها ليحس أن أصابع أمه تضغط على أصابعه بشده ثم تفتح عينيها وتبصر أهلها وزوجها وقد جمعهم مصابها ويأخذ كل منهم صاحبه بالأحضان مدركين أن من جمعهم الحب لا يمكن للحدود أو الطوائف والأعراق أو القوميات و……… أن تفرقهم
هنا السؤال أو التساؤل وبيت القصيد فلو أسقطنا نظائر هذا الأمر على العراق الذي يشهد مئات الآف من حالات التصاهر بين ابناء المذاهب الإسلامية ضمن الدين الواحد بشيعتهم وسنتهم ثم التصاهر بين القوميات العربية والكردية والتركمانية و…. ومن بعدها تصاهر المسلمين من المسيح بل تعداه الأمر حتى وصل الى التصاهر مع الطائفة اليزيدية ممن اعتنقن الإسلام …. فهل ستكون حالات الحب والتصاهر التي أثمرت بنين وحفدة يُضاف إليها عرى النسيج الإجتماعي والإمتداد العشائري سداً منيعاً تتحطم عليه دعوات التفرقة والتشرذم والتخندق بكل مسمياته ……….؟؟؟؟