هي لم تفارق ذكرياتي ولم تذهب ادراج النسيان كما ذهبت منها مواقف ومقولات .. كم كنا سعداء ونحن ننشد هذه المقطوعة امام معلم الصف وهو يحرك عصاه مع لحن الانشوده وطلاوة صوتنا الطفولي الدافيء .. ذكريات تقافزت مع ذكرى عيد المعلم ومواقف وشواهد عبر شريط الذكريات استرجعتها اليوم والغصة احرجت دموعي التي لم تشأ الهطول كحبات كرز ماجت في الحدقات .. مصير بعض اصدقائي الذين كانوا معي في الصف الابتدائي كم انا بحاجة للوقوف عليه وما آل مصيرهم بفعل تقادم الزمن ؟ . وما وددت ان اطرحه هنا هي القيم الاعتبارية ” للمعلم ” قديما .. والقيم الاعتبارية لدى الطلبة عن المعلم حديثا .. الكبار بالسن سوف لن يفاجئوا بالطرح حيث انهم واكبوا مرحلة كان فيها المعلم يمثل الاب والأستاذ وكانت تتجلى ابوته ومكانته في احترامه لمهنته وقبلها احترامه لذاته والحرص عليها مع تنفيذه للواجب التربوي المحض لذا كانت التلاميذ تخشاه حينما يمر من امامهم ولذا الفرار منه كان الهاجس الذي يعتري نفوسهم لا خوفا منه بل احتراما وتقديرا لمكانته . اليوم تغيرت تلك القيم مع شديد الاسف في الوقت الذي كان الاحرى ان تتنامى تلك المفاهيم لكن مساحة الحرية والقوانين المنفلتة من دون تخطيط كذلك الوضع الحالي وما جرت على العراق من احداث جعل من بعض المعلمين يتصرفون من دون وعي ولا محاسبة وتقييم من لدنهم لما يقوموا به من تصرفات امام طلبتهم الامر الذي جعل من بعضهم يفقد احترامه امام الطالب !!. الثواب والعقاب مبدأ لابد منه في العملية التعليمية خصوصا في التعليم الابتدائي . والعقاب في دول الغرب ليس معناه الضرب بالعصي كعقاب للطالب المسيء ولكن هم يمضون مع برامج موضوعه من قبل معاهد للدراسات بحيث ان نوع العقوبة لديهم تكون دافعا للتغير والحث على المواظبة اكثر . اما هنا في العراق فحينما تسأل المعلم او المدرس لماذا تلاميذك مستواهم التعليمي هابط ولم تصرفاتهم فيها قلة احترام يأتيك الرد سريعا ” لان العصا باردة ونحن ممنوعين من ضربهم ” اي انه يستحون انسانيتهم من خلال رده ؟ نتمنى ان تأخذ وزارة التربية على عاتقها اعداد المعلمين نفسيا وإدخالهم في دورات وتخضع تعاليمها ومقرراتها الى دراسات مستفيضة معتمدة على تجارب الدول المتقدمة كي ننهض بالواقع التعليمي المتردي في بلدنا ونحسن من مستوى طلبتنا العلمي والتربوي كما اننا نتمنى على الاسرة ان تربي ابنائها التربية الصحيحة المرتكزة على جماليات عاداتنا وديننا الإسلامي الحنيف