23 ديسمبر، 2024 10:20 ص

حين يوسد الامر لغير أهله

حين يوسد الامر لغير أهله

تشخيص مشكلتنا بوضوح هي: الرجل غير المناسب في المكان المناسب، وبدون دبلوماسية (نفاقية) او مجاملات مستهلكة، منصب محافظ نينوى ينبغي الا يكون شرفيا بروتوكوليا فقط، بل خدميا في وقتنا الراهن، مع الازمات المتكررة التي تمر بها المحافظة ابتداءا من ازمة النازحين، مرورا بسرقة رواتب الصحة، وخلل في كل مفاصل الدوائر الخدمية التي تتخذ من اربيل ودهوك مواقع بديلة. 
لو كان محافظنا ميداني لاستطاع ان يجمع حوله المنتقدين، وتعامل مع اعدائه بمهنية، ونمى علاقاته باصدقائه الى اكبر حد، لكن واقع المحافظ عكس تصور يبحث عنه اهالي محافظة نينوى. 
وهنا نسأل ما الذي حققه العاكوب ونوابه في مرحلة الشدة التي تمر بها الموصل، غير تصوير بعض اللقطات في المخيمات وتحميل النازحين (منية) التوزيع ثم الدخول في مرحلة سبات طويلة تمتد لاسابيع بل لاشهر. لو حقق العاكوب لجمهوره ما يريد وما هو حقهم بالاساس لرفعوه اسمه في اعالي مناطق كردستان وغيرها وألفوا الاغاني الوطنية في حبه وعشقه، وجعلوا منه بطلا قوميا، لكن الحال لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا. الموصل (الولادة) للطاقات والشخصيات المؤثرة.. هل عقمت أن تنجب شخصا قادرا على تحمل المسؤولية، ولماذا انزوى ابناؤها وتركوا كل من هب ودب ان يكون قائدا لنينوى المحتلة. 
الجواب يكمن في الجلوس على (تل السلامة) وايثار الراحة على التعب، وهو ما انتج لنا العاكوب ومن على شاكلته. 
نينوى الاصيلة تحتاج رجلا أكثر حنكة، واقدر على التأثير في ابنائها من الشخصية الحالية، والاولى ان يتولى ابناء الموصل المسؤولية لانهم اقدر على خدمة اهلهم من غيرهم. 
كم من ضابط يشار له بالبنان، وكم من مهندس، وكم من عالم. أين هم وأين دورهم؟ الا من ثورة سريعة عاجلة تجعلهم يقودون المحافظة ويخرجون بها الى بر الامان، لان الامر اصبح لا يطاق. 
موصل ما بعد داعش سيحكمها القوي المجرب وليس الضعيف المتردد، وسيكون لشبابها وحراكها المدني الكلمة الفصل، حيث لا (عاكوب) وقتها. 
والى ذلك الوقت نحن ننتظر وأنتم تنتظرون أن يوسد الامر الى اهله.