حين يكون الأبناء سندًا في البيت… عطاء لا يُقدّر بثمن

حين يكون الأبناء سندًا في البيت… عطاء لا يُقدّر بثمن

في زحمة الحياة وتقلُّب أيامها، يكبر الأبناء وتكبر معهم أحلام الأهل وآمالهم. ولكن يبقى هناك حلم صغير يسكن قلب كل والد ووالدة: أن يرى أبناءه سندًا له في كبره، عونًا لا عبئًا، وشعلة محبة لا تنطفئ.
‏من أجمل اللحظات التي تسكن الذاكرة، تلك التي تستيقظ فيها الأم ذات صباح، لتجد ابنها أو ابنتها قد سبقاها إلى المطبخ، وأعدّا لها فطورًا بسيطًا لكنه مليء بالحنان. رغيف خبز، كوب شاي، وربما تمرات موضوعة بمحبة على طبق، تكفي لتروي قلبها بالسعادة والامتنان.
‏وفي زاوية أخرى من يوم العائلة، يقف الأب مبتسمًا وهو يرى أحد أبنائه يحمل أكياس السوق اليومية. مشهد عادي في الظاهر، لكنه في جوهره رسالة وفاء. فكل خطوة يخطوها الابن نحو السوق، وكل سلعة يحملها للبيت، هي امتداد لتربية صالحة، وبذرة خير غُرست في قلبه منذ صغره.
‏مساعدة الأبناء لأسرهم في الأعمال المنزلية ليست مجرد واجب، بل هي انعكاس لحبٍّ نقيٍّ وشعور عميق بالانتماء. حين يشارك الابن أو الابنة في تنظيف البيت، أو ترتيب الأغراض، أو رعاية الإخوة الصغار، فإنهم لا يساعدون فقط، بل يبنون بيتًا متماسكًا، تغمره روح التعاون والمودّة.
‏كم هي عظيمة تلك البيوت التي يسكنها هذا النوع من الأبناء… أبناء يدركون أن ردّ الجميل لا يكون فقط بالكلمات، بل بالأفعال، بالحضور، وبالمشاركة اليومية في حياة من أحبّوهم وربّوهم وسهروا لأجلهم.
‏وفي النهاية، قد لا تذكر الأم ماذا أكلت صباحًا، ولا الأب ماذا اشترى من السوق، لكنهم لن ينسوا أبدًا ذلك الشعور بالدفء الذي منحه لهم أبناؤهم… شعور أن أبناءهم لم يكبروا فقط بالعمر، بل كبروا بالرحمة، والمسؤولية، والحب.