22 نوفمبر، 2024 12:25 م
Search
Close this search box.

حين كنت مراسلا في واقعة الطف..الحلقة السابعة ( العباس ابن علي)

حين كنت مراسلا في واقعة الطف..الحلقة السابعة ( العباس ابن علي)

مذ كنت طفلا كثيرا ما كنت اراقب القمر، وكنت اعتقد انه العباس ابن علي عليهما السلام.. فهذا ما كنت اسمعه من خطباء المنابر في اشرطة التسجيلات الصوتية، حتى كنت حين اغمض عيني اراه نورا يشبه الى حد كبير نور القمر.. وكانت امي كثيرا ما تقص علينا بطولات ابو الفضل ع ، فترسخ هذا الرجل في داخلي عقيدة ولوحة مميزة جدا لا يمكن لاي كائن في الموجود ان يحل محلها.. انه العباس وحده لا شبيه له..

كان بأبي وامي هو اطروحة ابيه علي ابن ابي طالب ع لواقعة كربلاء.. والادخار العظيم لهذا الدور الكبير.. فلولا ابو الفضل ع لما اكتملت صورة كربلاء..!

(ياعقيل اخطب لي امراة ولدتها فحول العرب لتلد لي ولدا ينصر اخاه الحسين ع في كربلاء)..! اي انه صلوات ربي عليه كان يعلم ان كربلاء لن تكتمل الا باستحداث شخصية العباس ع.. فولد هذا القمر من تلك المولودة من فحول الرجال وتربى في حجر الطهر زينب ع ونشأ بين الامامة والعصمة تحت ظل اهل الكساء ع..! فكبر العباس وقرر الحسين ان يعد جيشه ليخرج مصلحا في امة جده (ص) فأعد العباس ..! لان الحسين كان يعتقد واعتقاد المعصوم قرار..! ان العباس لوحده جيش ينتصر به في ساحة الحرب.. !

يا عم يا عباس ان العطش قتلني فهل لي بقليل من الماء .. يابنت اخي سكينة ساذهب الى الماء

اطلب بروحي انت لهؤلاء الاطفال قليلا من الماء ( اي فدوه اروحلك) هكذا قالها ابوعبدالله لاخيه ابو الفضل ع.. فنزل اليهم يرتل اياته..

لا أرهب الموت إذا الموت رقى ..

حتى أوارى في المصاليت لقا..

نفسي لابن المصطفى الطهر وقا..

انى أنا العباس أغدو بالسقا..

ولا أخاف الشر يوم الملتقى..!

بهذه الصور نزل ابو الفضل الى ساحة المعركة حتى ظن الاعداء ان عليً قد نزل الى الحرب، كان يوم الحساب عليهم يقتلهم كيفما يشاء يطحن كأبيه حيدرة طحن الرحى.. كان برقا سماويا يخطف ارواحهم وكأن الله اعطاه خاصية قبض الارواح بحسب ما يرغب.. حتى وصل المشرعة، فأحس ببرد ماءها فتذكر عطش اخيه الحسين..

شلون اشرب وخوي حسين عطشان

سكنة والحرم واطفال رضعان..

واظن گلب العليل التهب نيران

ريت الماي بعده لا حله ومر..!

فرمى من يديه من طعمه كطعم الحياة وحمل قربته وتوجه الى العصمة ..!

اخذني في هذه اللحظات صوت الشهيد الشيخ عبد الزهرة الكعبي ورحت محلقا بمخيلتي على ذلك النهر ” العلقمي” لالتقط الصور لذلك القمر الهاشمي عن قرب.. فأنا لم اشاهد من قبل قمرا ينزل الى النهر ليقاتل بهذه الطريقة، ولم اشاهد من قبل قمرا يصيب عينه سهما واخرى يتجمد عليها الدم.. لقد رأيت القمر يضرب بعمود من حديد على رأسه الشريف ، ورأيت كفه اليمنى تقطع وكفه اليسرى تقطع، لقد رأيته يُطعن من كل جانب والدماء تسيل من كل مفاصله.. وسمعته يصرخ اخي يا حسين عليك مني السلام،، ورأيت الحسين ع جاءه بجسد تهاوت روحه الى حيث سقوط القمر..

ما اوجع قلبي هو الحسين ع.. حين سمعته يصرخ باعلى صوته ( الان انكسر ظهري ، الان شمت بي عدوي) رأيت الغربة والوحدة في صوته لكنه لم يكسر قط.. فكما قالها احدهم ( لم ارى مكثور قط اربط من جأشا) .. اخذني الوجع وانا التقط للحسين ع صورً.. وكيف يحاول بالف طريقة لملمة ما بقي من اخاه العباس ع كي يحمله الى الخيام كما حمل من قبله جميع الشهداء.. لكن العباس رفض ذلك.. !

يخوي حسين خليني بمچاني

يخويه واعدت سكنة تراني

بماي ومستحي منها ومگدر..

أحدث المقالات