22 نوفمبر، 2024 12:51 م
Search
Close this search box.

حين كنت مراسلا في واقعة الطف..الحلقة الثالثة

حين كنت مراسلا في واقعة الطف..الحلقة الثالثة

ليس هناك اصعب على رجل حر من موقفا يعلم به ان نساءه ستسبى وستضرب وتحرق خيامها.. واي نساء هن ، واي رجل هو..!

نساء بني امية في القصور مصونة

ونساء بني هاشم في الفلواتِ..!

من منا يتحمل هذا الموقف؟! كثيرا ما كنت افكر فيه واتخيل نفسي لو كنت مكانه ،وتعرضت لمثل هذا الموقف..! كيف ستكون ردة فعلي وكيف سيكون ثباتي وقدرتي على تحمل هذه المصيبة.. حقيقة لا اتمكن من ذلك لانني غير مؤهلا لتحمل هذا الامتحان، كوني بعيد جدا عن عظيم شأن الله سبحانه .. انا لست كالحسين ع.. الحسين ابن القاب او ادنى من ذلك ..من منا يفكر ان يكون كالحسين ابن علي ع..؟!!

اغمضت عيني سمعت صوته بأبي وامي وهو يقول عند باب خيمة عقيلة بني هاشم ( يا دهر اف لك من خليلِ.. كم لك بالاشراق والاصيلِ..من صاحب او طالب قتيلِ.. والدهر لا يقنع بالبديلِ..!) كان كل ما حوله يوجع قلبه الشريف، حتى بكاءه ( لان القوم سيدخلون بسببه النار ) ..

عاد ليجالس اخته التي لم يفارقها منذ ولادتهما فهو وصية امها الزهراء ( اذا رأيتِ اخاكِ الحسين وحيدا فقبليه في صدره وشميه من نحره)وهي ادخار جدها وابيها لمثل هذا اليوم .. اخي يا حسين هل اختبرت اصحابك اذا تشابكت السيوف .. أُخيتي أنهم،، لبسوا القلوب على الدروع واقلبوا.. يتهافتون على ذهاب الانفسِ.. نادت بصوت اهتزت له اركان السماء وتفجرت دماً في افق هذا الكون ( أنا منين أجيب المرتضى منين

عن كربلا يابه غبت وين

تدري لأمية عليك أكو دين

بويه يطلبون ثار بدر وحنين

خذوا ثارهم واحد بسبعين

فدعوا فرد فزعة على حسين)

رجع اليها اخيه تعزي بعزاء الله، ان اهل الارض يموتون واهل السماء لا يبقون.. فشمته في نحره وقبلته في صدره

بينما انا كذلك مغمض عيني واتابع سير الاحداث التي تجري بين عقيلة بني هاشم واخيها الامام الحسين ع ،، تذكرت مواقفا حين كنت اذهب متطوعا مع مقاتلي القوات الامنية والحشد المقدس في حربهم ضد زمر التكفير والتنظيمات الارهابية .. وكيف كانوا يحررون اؤلئك المقاتلون من ابناءنا نساء تلك المناطق ،، وكيفية تعاملهم بشكل يفوق الوصف لدرجة انهم كانوا يعاملون حتى النسوة اللواتي ينتمي رجالهن الى الارهاب بشكل حسن وانساني لابعد حد.. تذكرت لو انهم كانوا مع زينب ع في معركة الطف وسقط منهم من سقط شهيدا. وجرح من جرح ،، وانا اقف بينهم متشرفا فخورا، حتى اذا سمعت صوت القارىء وهو يقول..( كضوا حگم العليهم دون الخيام.. ولا خلوا خوات حسين تنظام)

أحدث المقالات