23 ديسمبر، 2024 2:28 ص

حين كنت قديسا خرجت عليَّ ذات يوم عصابة من عتاة البشر, طوقوني كدائرة محكمة ,وجهوا بنادقهم القاتلة الى صدري ,انتهروني بكلام جارح صفعوني بأكفهم الخشنة ,اجل صفعوني ولكني لم احقد عليهم لأني كنت اذ ذاك قديسا.
حاولت ان اعلمهم بأن الحياة تستمر بالمحبة والحنان وان المحبة ستجعل من وجوههم القبيحة مثالا للجمال ,ومن قلوبهم القاسية شلال طيب وامتنان ,ومن الظلام الذي يحيطهم نورا وشروق .
كنت واثقا بأنني بما اوتيت من علم وقداسة وبما سيمكنني الله تعالى منه سأوريهم ما ارى .
حين سألوني …
ما اسمك…؟
قلت انسان.
ما عمرك…؟
اجبتهم …طول الزمان.
من اي وطن انت…؟
اشرت الى الشرق والغرب والشمال والجنوب وهتفت كل هذا العالم بل وكل العوالم.
بهتهم جوابي وصاروا يتهامسون بينهم وتدور عيونهم كأنها تبحث عن شيء حينها شعرت ببعض الاطمئنان الى انني يمكن ان اغير في مفاهيمهم واوجه للخير ميولهم لكنهم عادوا للسؤال من جديد …..
ما مهنتك ….؟
اعتدلت بقامتي ورفعت رأسي شامخا وصرخت
خادم ….وقبل ان اكمل عبارتي (خادم الرب) هاجوا وماجوا وانهالوا عليَّ ضربا بالسياط والايدي وبكعوب البنادق وهم يصرخون …..
خادم …..تستحق اللعنات ….والصفعات….
بح صوتي وهم لا يسمعون
وحدي اسمع صوتي بحروف تقطعها تأوهات الالم ….
لست خادما لأحد ,انما انا خادم الرب …
كلما رددت كلمة خادم ازدادت حدة الغضب كأنما قدت قلوبهم من حجر واغشيت وجوههم قطعا من حميم وصمت اسماعهم عن تكملة العبارة ليعرفوا حقيقة انني خادم الرب وليس خادم الملك وهكذا ظلوا مستمرين في تعذيبي حتى غشي عليَّ ولم اعد اعيَّ ما يدور حولي اذ دارت بي الارض دورات افلاكا كثيرة وحملتني ملائكة السماء الى رحمة الله الواسعة فتعافت جراح جسدي وشفيت روحي بنسمة حنان وبسمة محبة .