23 ديسمبر، 2024 6:18 م

حين تموت الضمائر

حين تموت الضمائر

-1-
من ابرز سمات الحياة والحيوية في الانسان تقديرُه العالي لمن يُسدي اليه الجميل ويتلقاه بألوان المحبة واللطف …

إنّ كلمة واحدة تنبض بالوداد كفيلةٌ بان تغمر الانسان الصافي بالنشوة والتوثب لتسديد الدَيْن …

هذه هي المشاعر الانسانية التي يعيشها أصحاب الضمائر الحيّة .

ومن هنا قال المتنبي :

اذا أنت أكرمتَ الكريم مَلَكْتَهُ

وانْ أنتَ أكرمتَ اللئيم تمردا

شتان مابين (الكريم) الذي تملكه المكارم الأخلاقية وبين (اللئيم) الذي لا يحسن الاّ التمرد والجحود والتنكر الكامل للأيادي البيضاء والمنن الحِسان التي تطوّق أعناقَ ذوي النبلِ والمروءات .

-2-

إنّ الذين تموت ضمائرهم من اللؤماء، يتحولون الى مشاريع فتّاكة تنتظر الفرص للاجهاز على من أحسن اليهم حتى قيل :

( اتق شرَّ من أحسنت إليه )

-3-

والطغاة هم أبرز اللؤماء الذين لايفون بعهد ولا وعد …،

والذين ينطلقون من مواقع الحقد الضاري على كل أصيل وشريف ليُنكِلوا به وليذيقوه كؤوس العذاب والمعاناة المريرة …

-4-

يقول الاستاذ طالب الحسن :

(والذي يعرف نفسية صدّام وعقدها وأمراضها المستعصية ، يعتقد بأنه يكره ثلاثا الى حدّ المقت :

المحسنُ أليه ،

والمتفوق عليه ،

والذي يعرف السلبي من أسراره ، فهؤلاء بالنسبة اليه مصدر ايلام نفسي لايُطاق .

وجزء من ضحاياه يمكن أنْ يندرجوا تحت هذه العناوين الثلاثة ، ويمكن أنْ يوضع عبد الكريم الشيخلي في واحد منها أو في جميعها ، وهي حالة مرضية غريبة ان يوضع هؤلاء جميعاً في عداد الأعداء ومع المسيئين “

بعث العراق في ظل قادته من الكرد المستعربين ص179

-5-

ان التذكير بحقيقة ما انطوت عليه شخصية (القائد الضرورة) المقبور بات ضروريا بعد أنْ طفت على السطح مظاهرُ حنينِ بعضِ الحمقى الى أيامه الحالكة السواد، متناسين جرائمه الفظيعة ، ونزعته الدموية الرهيبة.

انه تأثر بشخصية (ستالين) الى حد بعيد، ومن هنا أراق أنهاراً من الدماء، وأزهق الأرواح البريئة بدم بارد .

-6-

إنّ موت الضمير هو الذي سبّب ملاحقة الشرفاء من الموظفين الذين كشفوا عن جرائم الفساد المالي في (العراق الجديد) بدلاً من تكريمهم..!!

-7-

وإنّ موت الضمير هو الذي جعل سياسي الصدفة ينشغلون بمصالحهم ومكاسبهم وامتيازاتهم عن هموم الشعب والوطن ، فهم في واد، والمواطن الغارق في بحار المعاناة في وادٍ آخر …

-8-

إنّ موت الضمير هو الذي سوّغ لباعة العقل والدين أنْ يتهموا المضحين بأنفسهم من أجلِ تحريرِ الأرضِ والعرضِ من دنس (داعش) -من ابطال الحشد الشعبي- بالسرقة وحرق البيت والمنازل …!!

-9-

وإنّ موت الضمير هو الذي أخرّ حتى الآن سَوْقَ الحيتان الكبرى من اللصوص ومنتهبي المال العام الى القضاء .

إنَّ موت الضمير يقود الى التستر على المفسدين ومعاقبة المخلصين!!

-10-

ان موت الضمير يسوق الى الأراجيف والأكاذيب ، حتى لقد قال احدهم :

ان د. حيدر العبادي كان ينتظر ترجمة كلام الرئيس (اوباما) لكي يفهمه .

لانه لا يتقن شيئا من اللغة الانكليزية، وشهادته وهمية ..!!

مع أنَّ الرجل مشهود له بقوة لغته الانكليزية .

ان موت الضمير هو العلة الكامنه وراء كل ما نشهده من الاضطرابات والاختلالات، لافي الميدان السياسي فحسب بل في كل الميادين .

ومن نافلة القول التاكيد على أنَّ العبادات في الاسلام من صلاةٍ وزكاة وصيام … ماهي الا وسائل فاعلة لإرهاف الضمير، والحس الانساني، وامتلاك الوازع الداخلي الذي يحول بين “الانسان” وبين الشرّ بكل ضروبِه وألوانِه .

[email protected]