23 مايو، 2024 1:03 ص
Search
Close this search box.

حين تغاير النتيجة مقدماتها

Facebook
Twitter
LinkedIn

جاء في كتاب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء)
تأليف ابن ابي أصيْبعة ج2/179 :
{ ان يعقوب بن اسحق الكندي ” ضَرَبَهُ (المستعين) أسواطاً لأنه أصاب في شيءٍ خَبَرّهُ بكونه قبل وَقتِهِ ،
فكان يقول :
أصبتُ فعُوقبت “
هنا جاءت النتيجة مغايرة لمقدماتها ..!!
فمع الإصابة لابُدَّ من المكافأة ، واذا بالأمر يكون على العكس تماماً ، فتبرز العقوبة بدلاً من المكافأة .
واذا كان الأمر غريباً ، ومرفوضاً بكل المعايير العقلية والنقلية ، فان له نظائر لاتحصى في أيامنا الراهنة ..!!
-2-
ولن نُطيل في استعراض الأدلة والشواهد في هذا المضمار ، ونكتفي بما لاقاه المرحوم (محمد عباس) – مدرب نادي كربلاء، من معاملة فظة قاسية، أدّت الى موته السريري، ثم انطفاء شعلة حياته الى الأبد ..!!
-3-
ان محمد عباس – رحمه الله- كان يعيش في هولندا ، وهو يحمل جنسيتها، ويتمتع بما يتمتع به الهولنديون من أمنٍ ودعة وحياة بعيدة عن كل ألوان الضيق …
ولكنه عراقيّ مسكونٌ بحب وطنه ، عزَّ عليه ان يبقى بعيداً عن أهله ووطنه، فآثر العودة الى رحاب الوطن ، وتبرّع مشكوراً بان يكون المدرب لنادي كربلاء، دون ان يطلب لنفسه شيئاً مقابل أتعابه ..!!
لقد كانت لذتُه ان يؤهل النادي لنجاحات رياضيّة مشهودة، وهذا ما عمل جاهداً من أجل تحقيقة ..
ان هذه المبادرة كان من حقها،أنْ تقابل بالتكريم والحفاوة البالغة، ذلك أنها تكشف عن نَفْسٍ طيّبة، ونيّة صادقة، وعزم على خدمة الوطن .
ومع توافر هذه العوامل الوطنية والفنية ….. عُومل الراحل المأسوف عليه، وكأنَّه عدو من اعداء العراق ، وأُسدلَ الستار على كلّ ما تميّز به من ايجابيات، وضُرب على رأسه ضربات منكرة، لم يستطع ان يتحمل وطأتها ، وحمل الى المستشفى صريعَ الضربات الظالمة ، والمعاملة القاسية الآثمة .
ولم يعلن حتى الآن عمّا حلّ بمن أذاقة كؤوس الموت الزؤام ..!!
ان ما تعرّض له الراحل الفقيد د. محمد بديوي يوم السبت 22/3/2014 من ظلم صريح، تمثل بجريمة قَتْلِهِ بدم بارد من قبل ضابط من الفوج الرئاسي…
لم يمرّ دون ضجةٍ كبرى ليس من الاعلاميين فحسب، بل من عامة المسؤولين والمواطنين العراقيين الذين فُجِعُوا به …
-وهذا هو المطلوب في مثل هذه الحالات – بينما أسدل الستار على قضية المغدور الراحل (محمد عباس) وكأنه مات حتف أنفه .!!!
انّ للدم العراقي حُرمَتَه الكبيرة ، وان الاستهانة بدم أيّ عراقيّ انما هي استهانةٌ  بدماء العراقيين جميعاً .
وكما كان مصرع (محمد عباس) على يد من أُمروا بحماية المواطنين، والحفاظ على أرواحهم، جاء مصرع الراحل … د . محمد بديوي على يد ضابط من الفوج الرئاسي ، حيث سارع الى اطلاق الرصاصة الغادرة عليه ، دون وجه مشروع …
ان هناك خللاً واضحاً في البُنية الأخلاقية لبعض من عُهد اليهم بمهمات حماية المواطنين ، لابد من إصلاحها عبر منهج تربوي مكثّف يزرع في نفوسهم الخشية من الله ، والحبّ لعباده ، والتعامل الانساني معهم، بدلاً من القوة المفرطة والاستعلاء الفظيع .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب