23 ديسمبر، 2024 9:17 ص

حين تصبح النملة فيلا ….!

حين تصبح النملة فيلا ….!

لله في خلقه شؤون ، نسمع تلك العبارة المنسوجة و المغمسة بالحكمة والموعظة عندما يحتل الموقف شيء غير طبيعي مثير العجب يخرجه عن المنطق وحدود التصور او نشاهد اشياء تجتاز جدار المعقول ومرآة الحقيقة وتستقر في كينونة اللامعقول وهذه الاشياء لم يألفها الماضي و تسمى حينذاك بالعجائب والغرائب ولنا عجائب سبع فقط بلا ثامنة , وفي عصرنا المتمرد والمهووس هذا اختلطت الاشياء بالاشياء واللامعقول بالمعقول والغريب بالمألوف والمنطق باللامنطق ، وطفا  قول على سطح الالسن: ان الله يضع سره في اضعف خلقه ، أجاز هذا القول اتساع الملعب ليتسنى للنملة ان تصارع فيلا او اسدا مع العلم المقصود بسر الله في هذا المنحى هو الخير والصلاح وليس الشر و الارهاب و الهدم ، وهذا المنطلق يستفز مخيلتي لتجود بحكاية صغيرة وكبيرة في الشخصيات والمعنى:
 ايقنت نملة انها ستصبح فيلا لو اقتربت من الفيلة وحدث بينهما  تجاذب ، قد يكبر حجمها وتصير فيلا….ربما….!؟ دأب الطرق فوق سندان الخيال بمطرقة الوهم لتحويل اليقين العشوائي هذا الى حقيقة ملموسة واطرد الفعل فوق خط التنفيذ بجدية التقرب والتطبيع لقلب الموازين ليقترب التناقض من التوافق بطريق غير معبد يكسوه الرياء والنفاق والتدليس والمخاتلة فبدأ دماغ الفيل يثقل باخبار سوداوية عن الفيلة والحيوانات الباقية لنسج شبك الفتن وبذر العداوة والبغضاء واذكاء نار التصادم والصراع والمقاتلة حتى صار الفيل خاتم باصبع الفتنة ، تفاقم اوار الحقد للوئام والسلام والحب الرابط بين الحيوانات في تلك الغابة الهادئة الجميلة وتفككت عرى المحبة حين بدأ الكلام يمزج بالسم والعسل بمداهنة وتملق لتغليظ العزف على وتر الضعف المعروف في عقلية الفيل وقلة حكمته مما جعل تلك النملة تستأسد وتتفييل وتحتل الموقف بشكل كامل….!؟
في يوم مسه الشر تسرب خبر قاطع وخطير ، هلهل مسامع الفيل وقر حتمية الشروع  بدق طبول التصادم فبدأ طوفان الغضب يهيج ويفيض حتى وطأته الاقدام و المسامع فبلغ الاسد مرام الفيل بالتحدي….وفي صباح اليوم التالي اجتمع الاسد بحيوانات الغابة التابعة لمملكته وبلغهم مراد الفيل وبشكل علني……..ضاق الامر بين الضفتين وختم بشمع الشيطان الاحمر بالفعل بين الفيل والاسد ونزفت الاحياء اكسيرها وتبعثرت الاشلاء بشكل فوضوي واحمرت الارض وازهقت ارواح الاشجار و الزهور والبراعم والاعشاش والحيوانات الضعيفة والمستضعفة تحت الاقدام الثقيلة الشرسة وسار الوطن الجميل ، الذي يأوي الجميع ،  نحو الموت والدمار….!؟  انتهت المعركة وكانت الخسائر كبيرة ، لا تعوض ومن بين تلك الخسائر مكسب واحد فقط وهو اشلاء تلك النملة الخبيثة التي سحقها شر مكامنها ، غير مأسوف عليها ، ان المكر السيء يحيق  باهله…. وخير المخلوقات من عرف حجم نفسه…..!؟
ليس بالغريب حين تنعكس حكاية النملة والفيل على الصراع الازلي بين الدول العربية التي تقودها على ناصية التصادم ، بالفعل ، نملة خبيثة نحو الشر والانحراف وهي تعرف مديات الخبث الذي تخطه مسبقا اصابع ابليس ونوع السم الذي تبثه تلك النملة في جسد الامة العربية المسلمة و المسالمة….!؟ ولم يخجل العرب ان يقودهم نحو الهاوية اضعف خلق الله ….!؟ وقد عرف عن العرب انهم اتفقوا على ان لا يتفقوا ، فكيف وهم  يتفقون مع هذا الكيان المجهري الضعيف والخبيث  الذي لا يكاد ان يرى بالعين المجردة واستحسان افعاله المشينة التي يندى لها الجبين…..!!؟ …اليس في هذا الانقياد الاهوج الاعمى عار وعيب ومنقصة…!؟
احد لا يدرك الاسباب التي تجعل من تلك النملة ندا وعدوا مثابرا للحياة والانسانية والعود الاخضر فهي تعمل بحرص على تفكيك و تحطيم اللحمة الانسانية وجميع الاواصر الطيبة التي تربط ابناء جنسها وجلدتها ….!؟ و ما حجم الفائدة التي تجنيها من وراء هذه الخراب الارهابي الهدام …؟؟ ان عرف السبب بطل العجب واحتلت المسألة ميدان الجدل….!!….نملة مصابة بمرض بوهيمي و موغلة في الشر والدم ، عدوة لدودة للخير، تنفق الاموال الطائلة وتجند الارهابين من كل حدب وصوب ، من جميع الجنسيات لذبح الحياة وحرق الامل وقتل الابرياء من ابناء وطنها العربي…..!؟ هل النمل في عالم الحيوان يأكل قومه و ابناءه….!؟ ….. وهل نملتنا العربية تلك هي صهيونية الجنسية و الاصل بعقال وشماغ عربي…..!؟…وهل تعتقد انها ستصبح فيلا حين تثمل بدم الابرياء….!؟ حتما ستقع في شر اعمالها غدا وسوف يسحقها فيل او اسد…. وان غدا لناظره قريب…..!؟