صَرختْ دمعةُ حزنٍ من عيني عمّتك النخلة
وبَكى حجرٌ
من وقعِ المأساةِ على الناسِ
وظُلم الناسِ لوردِ الآسِ
….
أزرع صبري شجراً بريّاً في مدنِ الملح
تبكي الأشجارُ الأصلبُ عوداً
ويذوبُ الصخرُ كما الثلج من الهَوْل
هل تبكي الأشجار؟
أضحى الخوفُ مطراً يسقي العشبَ
ويشذبهُ تلميذاٍ في مدرسة الموت
يتخرج فيها فتيانٌ مجبولون على الغدرِ
يا .. كم أتمنى ..
كم تتمنى لو أنَّك صخرةُ بحرٍ ،
يَصْفَعكَ الموجُ ولاتدري
أو أنّكَ مقدودٌ من صخرِ
أبكمُ ، أعمى من صممٍ ،
لاتفقهُ شيئاً حتى يتعتقُ صبركَ ،
يافجرَ أفانين القَدَرِ المصلوبِ
على الصبرِ
فإلى مَ ينوحُ النَوّحُ
بأرضٍ تقترحُ الحزنَ
وتجترحُ القبرَ من القبرِ ؟
ياقهرَ الفادين ..
هل تدرك قهري ؟
مَنْ أسبغَ نعماءَ دموعٍ
أسخى من وجع النهرِ؟
مَنْ غيرك ياوطني
َ مكسور الظهر
ومذبوح النحرِ
مَنْ غيرك
…….
هل أدفنُ موتاي بصدر الريح
أم أن بريق الرعد نذير الشؤم؟
أضغاثُ تمضغُني ،
وكوابيسُ الخوف تنام معي
أو تصحبني
نحوَ عواصف هُوج ،
وغياهب شتّى
وما في الحُلمِ سوى جُرذٍ ،
بل جُرذان بجسم الفيلِ ،
تحملُ أثداءً يرضعها الكبتُ
ليقرضَ كَبْتاَ
هل نزل الطاعون بنا ؟
أم صور الماضي بغول الحاضر حربٌ ،
تتغوّلُ في حربٍ أعتّى ؟
يا للغابِ .. كم من شجرٍ
بغصونِ آفاعٍ
تعصرُ ما أفترسَ الأمسُ
بضغائنَ تختزلُ المَوْتى
تتربصُ بالرعب
وتنزلهُ بيتاً..بيّتا
والخوفُ هواءٌ
نتنفسُ فيه ظلمتنا ..
وطريقُ الليلِ طويلٌ ،
يرسمُ هيأةَ فجرٍ
لا تعرفُ كيف يتم بزوغ الشمس
بأي غروب ، تسطعُ .. يَمْتَه ؟
يتماهى في النهر سوادُ الحقدِ
حتى جزعَ الطاغوت،
أوشك أن يأكلَ لحمَ بنيهِ ،
ليفترع الجبتا