23 ديسمبر، 2024 5:15 م

حين اقشعرّ جلد “الشيعي” وهو يتأمّل سيف خالد ابن الوليد ؟!

حين اقشعرّ جلد “الشيعي” وهو يتأمّل سيف خالد ابن الوليد ؟!

الاعظميّة “السنّيّة” تحتفل بمولد محمّد أبا فاطمة وجدّ الحسن والحسين وابن عمّ ذو الفقار عليّ ! .. يعني أنّ “السُنّة” يحتفلون بمولد أب وجدّ “المعصومين” سنويّاً ! , يعني “أهل السنّة” يحتفلون بالأصل , يعني “جابوهه” من الأخر! وقبل أن يعرف “الشيعة” شيء اسمه مولد الرسول ! في حين أنّ الاحتفال بالمولد النبوي اتّبع فيها أهل السنّة “الفاطميّون” ! لأنّ الفاطميين هم من ابتدع الاحتفال بالمولد النبوي بعد أن “شالتهم الغيرة” يرون الصليبيّون ببيت المقدس يحتفلون بالسيّد المسيح والمسلمون لا يحتفلون بنبيّهم ! ومن آثار ذلك الاحتفال “عروس المُولِد” الّتي لا زال يحتفل بها المصريّون سنويّاً , وهي رمز لفاطمة الزهراء ع ! وضعها الفاطميّون بديلاً عن مريم ع ! .. “فاستحسن الاحتفال أهالي بغداد فيما بعد ومنهم انتشر إلى جميع بلدان الإسلام” .. الآن وقبل بضعة سنين فقط تذكّر “الشيعة” أنّ الرسول هو أصل الإسلام ! والّذي لولاه لم يكن هناك لا حسين “مقدّس” ولا حسن مقدّس ولا عليّ ولا فاطمة ولا زين العابدين ولا ذو النفس الزكيّة ولا جعفر الصادق ولا عائشة بنت جعفر الصادق ولا العبّاس ولا ولا , ولا  أيّ من الّذين نطلق عليهم اليوم لقب “ع” ..
عندما بدأ العراقيّون بجميع  أطيافهم وبمختلف طبقاتهم وشرائحهم الاجتماعيّة يذهبون إلى تركيا سبعينيّات القرن الماضي “للاستجمام والسياحة” حيث لأوّل مرّة في تاريخ العراق “يستجمّ” فقير عراقي ! سنّي أو شيعي معدومان فقراً ؛ بعد تأميم العراق لنفطه 1972 وطرده شركات استثماره الأجنبيّة , وبعد أنّ أغدقت واردات النفط بعد تأميمه “بعد سنتين من التقشّف” خزينة العراق وطفحت بما لذّ وطاب من أكداس العملات الصعبة مع الأسف ذهب نصفها لحروب أجبر على خوضها العراقيّون جبراً فيما بعد! وبعد أن نهضت شرائح الفقر الّتي كانت قبل التأميم تشكّل النسبة الأكبر في المجتمع العراقي من رقدتها “الإفلاسيّة” المزمنة وأصبحت هي المتزعّمة الماليّة في المجتمع , تفاجأ “الشيعة” بداية استجماهم في تركيا أينما دخلوا مسجداً تركيّاً لأداء الصلاة بلوحات كبيرة الحجم خطّ داخل كل واحدة منها إسم من أسماء آل البيت عليّ والحسن والحسين وفاطمة ع اعتاد الاتراك نشرها على شكل دائري حول قبب كلّ مساجد تركيا من داخلها , أكبرها حجما من تلك اللوحات بما لا يقاس في استانبول ,  بما فيها المساجد الأشهر في العالم “أيا صوفيا” وجامع سليمان ومسجد السلطان أحمد وغيرهنّ من مساجد والّتي يعود إنشائها لألف سنة خلت وأحجام لوحات أسماء آل البيت بنفس أحجام ما تمّ خطّه “الله محمّد أبا بكر عمر عثمان علي” قطر كلّ لوحة منها يناهز الخمسة أمتار”! نشرت دائريّاً حول القبب من الداخل لأجل مساواة أهمّية خدمة أهل البيت للإسلام مع خدمة الراشدين , على طريقة “الطاولة المستديرة” ! .. الكتابات تلك خطّ أقربها لزمننا مئتي عام ! يعني خطّت قبل محاصصة لندن بمئتي سنة ! .. ومنقّحي المخطوطات من الباحثون الشيعة “وليس من عوامّهم من الّذين تعوّدوا على وقف أدمغتهم للتلقين المعمّم فقط في شؤونهم الحياتيّة أو الدينيّة أو حتّى في لعب الدُعْبل! أسوةً بأهل السُنّة” وبعض المخطوطات أُلّفت قبل نحو ألف وثلاثمائة عام , حيث تعوّد أولئك الباحثون على رؤية أسماء قادة الإسلام بضمنهم آل البيت وهي تزيّن أغلب صفحات تلك المخطوطات ..
التفت إليّ رفيق سفري آنذاك ابن عمّة لي “شيعي قرص !” داخل مسجد السلطان أحمد باستانبول , وكان رحمه الله يهوى تعلّم “فنّ” الخطّ وكان أحد تلامذتي في تعلّمه قائلاً , وبعد انذهاله بالعناية الفائقة للأتراك بآل البيت بتلك الأحجام الخياليّة : “هل الاتراك كانوا شيعة وأسلموا مؤخّراً ! لأنّي لم أكن أتوقّع أن يكون حبّهم لآل البيت بهذه الصورة المذهلة” ! , وكان ذهوله أكبر بكثير أثناء زيارتنا لمتحف “طوب قابي” وقد تزيّن أشهر اللوحات المعروضة وأكثرها إتقاناً من قبل الخطّاطين الاتراك “السنّة القرص!” قديماً بأسماء آل البيت , حيث لا يعد الخطّاط خطّاطاً بنظر “الباب العالي” إلاّ عندما يخطّ أقوال الإمام علي حصراً لأنّهم “وبحسب أساطيرهم الّتي ألّفت من قبلهم حبّاً شغوفاً بعليّ أنّ عليّاً أوّل خطّاط في العالم الإسلامي لذلك يعتبرونه “جدّهم” في الخطّ !! .. وفي المتحف أخذ “سيف ذو القّار” وهو من بين سيوف الراشدين كما يقال , الحيّز الأكبر من المعروضات من السيوف وضع بجانبه “شعرة وخاتم للرسول و “بُردته” ومصحف مفتوح قيل عليه بقع دماء لعثمان أثناء قتله وهو يقرأ القرآن ! يعني عثمان عندما قتل كان يقرأ ما أنزل على نبيّ هو أب فاطمة وجدّ المعصومين ! أسرّني ابن عمّتي وهو يرى سيف خالد ابن الوليد قائلاً “اقشعرّ جلدي وأنا أشاهد سيف خالد وكأنّي أسمع صهيل خيل المسلمين وغبار المعارك الّتي دحر بها خالد بسيفه الضخم هذا الروم وأخذ الثأر منهم لجعفر الطيّار ! قالها فعلاً , فلست مجبراً على “التأليف” .. أجبته “مو كتلك اترك التُربة كافي تعبد حجر!” وضحكنا , لأنّي فيما بعد أخذت أضع أحياناً التربة للسجود عندما أشكّ بنظافة موقع سجودي عندها أتذكّر نقاش التربة حين كان يدور حول وصية الرسول لعلي بالولاية  الخ ! لا ينافس ذلك النقاش الممتع “أحياناً للصباح” إلاّ موضوع السينما  بعد انتهاء برنامج “السينما والناس” لإعتقال الطائي , أو ما يدور من نقاش حول الفنون التشكيليّة , وأتذكّر معها الفتوى لمحسن الحكيم بإيقاد الشموع فقط بمناسبة عاشوراء كان أقاربنا من مؤيّديها .. طيلة سفرنا إلى تركيا كنت ألاحظ بعض من حيرة “صفنة” تأخذ رفيق سفري , في إحداها , وبشكل مفاجئ قطع صمته قائلاً : رئيس الوزراء صدّام أليس أبوه اسمه “حسين” !! .. ضحكنا ونحن نحتسي على ناصية إحدى مقاهي استانبول الرائعة ال”كوكا كولا” الّتي حرمنا منها بعد ثورة 17 تمّوز ! ..