بعد اعلان الرئيس الامريكي منح مهلة جديدة لمدة اسبوعين لافساح المجال امام الحلول الدبلوماسية بين الطرفين كانت هذه الخطوة متوقعة ضمن سياق الخداع السياسي الذي اعتادت عليه الادارات الامريكية السابقة وخصوصا ادارة ترامب التي اتبعت اسلوب المراوغة السياسية في ملفات عدة ومنها مفاوضاتها مع ايران في سلطنة عمان حيث منحت اسرائيل ضوءا اخضر لشن عدوانها تحت غطاء تفاوضي هش يخفي نوايا عدائية واضحة الادارة الامريكية الحالية تتبع النهج ذاته ولكن هذه المرة بشكل مباشر بعد ان فشلت اسرائيل في تحقيق اهدافها من العدوان الاولي الذي شنته على ايران وتكبدت فيه خسائر كبيرة سواء في الارواح او في المعدات العسكرية وجاء الرد الايراني عبر صواريخ دقيقة ومؤثرة ليضعف الجبهة الاسرائيلية ويكشف هشاشتها امام ضربات نوعية ومدروسة وهو ما ادى الى طلب اسرائيلي عاجل لتدخل امريكي عسكري مباشر بهدف تسريع وتيرة الحرب وانقاذ تل ابيب من مأزق استراتيجي وداخلي خطير
اسرائيل التي تعودت على الحروب الخاطفة والسريعة وجدت نفسها امام خصم يجرها الى حرب استنزاف طويلة وهذا النوع من الحروب لا يناسب القدرات الاسرائيلية سواء من ناحية البنية الاقتصادية او الروح المعنوية للشارع الاسرائيلي او حتى امكانيات الجيش الذي لم يعتد على مواجهات تتطلب نفسا طويلا وصبرا استراتيجيا ولهذا باتت اسرائيل في موقف حرج للغاية خاصة مع تزايد الضغوط الدولية وانتقادات الحلفاء ايران في المقابل اعلنت انها اختارت استراتيجية الاستنزاف ونجحت في فرض معادلة الردع ولكن مع دخول امريكا بشكل مباشر الى الحرب تصبح خيارات ايران اكثر تعقيدا خاصة وان فتح جبهتين في آن واحد يمثل تحديا كبيرا قد يؤدي الى توسيع رقعة الحرب الى خارج الحدود الحالية وهو ما قد ينعكس سلبا على مكاسب ايران الميدانية ويعرقل استمرارية تفوقها الاستراتيجي الرد الايراني المتوقع على العدوان الامريكي يجب ان يكون مدروسا بدقة ووفق حسابات دقيقة تأخذ في الاعتبار موازين القوى والتوقيت الافضل للرد ويرى البعض ان التركيز على الجبهة الاسرائيلية هو الخيار الأنجح في هذه المرحلة ذلك ان ضربة حاسمة ومؤثرة لاسرائيل ستكون كفيلة باعادة خلط الاوراق وفرض واقع جديد دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة حاليا ان استنزاف اسرائيل واضعافها حتى الانهيار هو الخيار الافضل في المدى القريب والمتوسط بينما يمكن تأجيل المواجهة مع واشنطن الى مرحلة لاحقة يتم فيها اختيار التوقيت والاسلوب المناسبين للرد بطريقة تحقق توازن الردع دون جر البلاد الى مواجهة شاملة متعددة الجبهات باختصار اسرائيل خسرت المبادرة وامريكا تدخلت لانقاذها وايران تملك فرصة ثمينة لتثبيت قواعد اشتباك جديدة ولكن بشرط ان لا تقع في فخ التسرع وان تواصل اللعب وفق استراتيجيتها التي اثبتت حتى الان نجاحا ملموسا على الارض وفي السياسه