محافظة ذي قار فعلت في الأول من أيار الماضي ما لم تفعله اية وزارة او مؤسسة في العراق.
ففي الأول من آيار الماضي، عيد العمال العالمي انتظرت ما ستفعله الوزارات والمؤسسات لعمالها الذين يبذلون جهودا استثنائية لادامة زخم العمل الإنتاجي، لكن لم ار شيئا ملموسا سوى برقيات تهنئة التي لا تسمن ولا تغني من جوع! باستثناء محافظة ذي قار، فقد فعلت ما لم تفعله بقية الوزارات والمؤسسات!
في عيد العمال العالمي كرم محافظ ذي قار يحيى الناصري مجموعة من العمال، واي عمال…؟ كرم عمال النظافة في بلدية سوق الشيوخ في بادرة تستحق الاعجاب والتقدير، حيث كان هناك 200 عامل نظافة من الاجراء اليوميين مجتمعين ليتسلموا التكريم والذي كان عبارة عن مبلغ مالي مع شهادة تقديرية!
لا يهم كم كان مبلغ التكريم، المهم هذه الالتفاتة الإنسانية من محافظ ذي قار لعمال طالما كانوا وما زالوا يؤدون عملا مهما دون ان ينتبه اليهم احد، لا بل ان بعض المحافظات لم يسلموا هؤلاء العمال الاشاوس حتى اجرهم اليومي! في وقت ان عمال النظافة في كل وزارات الدولة يتقاضون ادنى الرواتب!
وما دمنا نتحدث عن رواتب عمال النظافة، فلابد من ذكر هذه المعلومات عسى ينتبه لها مسؤولونا ومن لهم علاقة بالرواتب ليبادروا الى زيادة رواتب عمال النظافة.
واقرأوا معي هذه المعلومات التي ستبدو لبعضكم مثيرة بل وعجيبة..
في اليابان يطلق على عامل النظافة صفة “مهندس الصحة والبيئة” اذ انه المسؤول عن بيئة نظيفة تؤدي الى صحة سليمة للمواطنين!! اما راتب مهندس الصحة والبيئة في اليابان فيبلغ بين 7000 – 8000 دولار شهريا، ويحوي بيته كل الأجهزة الكهربائية التي تكفل له حياة كريمة وليس كما هو الحال مع عمال النظافة عندنا في العراق الذين يسكن بعضهم في العشوائيات، ويخلو بيته حتى من ابسط المستلزمات الكهربائية وربما لم يزل يطبخ طعامه على “الچولة” النفطية!!
وربما سيقول بعضكم ان اليابان حالة خاصة في رواتب عمال النظافة، ولهؤلاء أقول ليس ظنكم صحيحا، ففي بريطانيا يتقاضى عامل النظافة 7 جنيهات استرلينية في الساعة الواحدة أي نحو 10 دولارات أي نحو 12 ألف دينار عراقي في الساعة الواحدة واذا ما حسبنا ان اقل وقت لعمل عامل النظافة في اليوم هي 8 ساعات فان أجره اليومي سيبلغ نحو 100 ألف دينار في اليوم الواحد!!
اما في اميركا فيبلغ راتب عامل النظافة 60 ألف دولار سنويا أي ستة دفاتر بلغة أصحاب مكاتب الصيرفة!!
وفي ألمانيا يعتبر عامل النظافة صاحب اكبر الوظائف احتراما وتقديرا بعد الطبيب، وفي السويد يبلغ راتب عامل النظافة 5 آلاف دولار شهريا!!
وبعد… لنفرض ان عمال النظافة في العراق اعلنوا ونظموا اضرابا لمدة أسبوع، فما الذي سيحدث؟ نقول بدون اضراب عمال النظافة وبغداد احتلت لقب أسوأ مدينة في العالم، فما الذي سيطلق على بغداد بدون عمال نظافة؟
فهل سيهتم المسؤولون والمعنيون بعمال النظافة في العراق والعمل على زيادة رواتبهم قبل ان يفكروا بالهجرة الى اليابان؟!! ان كانوا يملكون اجرة السفر طبعا!!!!
نقلا عن المشرق