18 ديسمبر، 2024 6:25 م

حينما لا تحترم السياسة الثقافة

حينما لا تحترم السياسة الثقافة

حديث دار بين اصدقاء، تناولوا فيه ماهية الرؤية المستقبلية اذا ما حققت الجهة الفلانية اغلبية برلمانية، واصبحت المقاليد بيدها، تفاجئ الجميع من جواب صاحبهم المتغطرس الميال في آرائه لتلك الجهة، حيث قال: (اذا قال فلان قال الجميع)، الكلمة المستوحاة كما تعرفون من ثقافة وفكر حزب البعث، هكذا الحقيقة يا سادة.

هكذا يفكر سنان العزاوي، الذي ينطلق من السياسة لفرض آرائه على الثقافة، متجاهلاً انه انطلق من الثقافة اصلاً، وكان ينادي بتحرير الثقافة من السياسة، ولكن يبدو إن انغماسه فيها انساه متبنياته الثقافية، فراح يغرد خارج اسراب المثقفين في خطة مبرمجة لتسخير الثقافة من اجل السياسة، وتجريدها من دورها لإرضاء اسياده.

النشيد الوطني الذي أصبح اغلبية العراقيين لا يتحمسون له، لعدة اسباب اهمها؛ إن السياسة اكلت كل شيء، وبات الساسة يتدخلون في ابسط الامور، حتى وصل الحال ببعضهم بفرض آرائه في الثقافة والاقتصاد والقضاء والتعليم، لا لأجل الرقي والنهوض بتلك المجالات وغيرها، ممن اكل الفساد عليها وشرب، انما من اجل أن يقال إن فلان فعل كذا وكذا، وكما تتذكرون فعلة الطاغية صدام عندما نحت اسمه على احجار بابل الاثرية هذا أنموذج.

منذ عام 2003 والى الآن وسوف يستمر حراك النواب، وكل دورة انتخابية تطرح نشيد يسمى “وطنياً”، لكنه نشيد الاقوى تحت قبة البرلمان، حتى وصل المطاف بأن يقود فنان معروف التاريخ والسيرة الناصية ليحاول فرض ما يحلو له، فيما يقال عنه نشيد العراق، فمن نشيد فيصل الثاني وعبدالكريم والعارف وصدام الى موطني، ناهيك عن نشيد بلبول وقصته امام هتلر، ليعود الينا بلبول من جديد ليغرد نشيداً للوطن، ويحاول فرضه بقوة الصراخ.

نشيدك يا عراق في ضمائر المخلصين من ابنائك، والهامك الوطني ينبض في عروق الشرفاء من اهلك، جيل غدى وجيل يأتِ وبعده اجيال، لا نظن وليس جزماً، اذا بقي الوضع على ما هو عليه في البرلمان، فعذراً وطن الامجاد لا ننشد لك نشيد، ولن تردد المدارس كل خميس كلمات الولاء، ربما في كل موسم سيردد طلبتنا “بلي يبلبول بلي.. ما شفت عصفور بلي.. ينكر الطاسة بلي…”.