قد يراها بعض المتابعين، إنها مغتربة تتنعم بخيرات الغرب، ولا تشعر بآلام وهموم العراق ومواطنيه، وقد يراها بعضهم، إنها إعلامية تؤدي وظيفتها، بما لها وماعليها من حقوق وواجبات.
الوافدة الجديدة على قناة الحرة عراق، وخلال تقديمها فقرة شارك برأيك، ضمن نشرة أخبار العراق، ارسلت اليوم وبعد تفجيرات مدينة الصدر، رسالة إنسانية راقية، ومن أبلغ ما يكون، حينما أختنقت بعبرتها وأرخت عينيها بالدموع.
لم تستطع هذه المذيعة (الإنسانة)، أن تكبت حزنها، وتكتم مشاعرها، وتواري عبرتها، حينما عرضت مناشدة أحد المواطنين، الذي عثر على طفل يبلغ من العمر اربع سنوات، وإسمه جودي حيدر وهو مودع في المستشفى في مدينة الطب، بعد أن فقد أمه في تفجيرات المدينة.
لم تستطع رند أن تصمد أمام هذه المأساة الإنسانية، التي تمثل حالة من حالات الألم العراقي، والحزن السرمدي، الذي يعيشه هذا البلد.
ترقرقت الدمعات في عيني رند، وهي تبعد آلاف الكيلومترات عن العراق، وعن موقع الحادثة، ترقرقرت دمعاتها للبسطاء من العراقيين، الذين راحوا ضحايا، دون أن تلتفت إلى إنتماءاتاهم، أو مستواهم الإقتصادي، أو مؤهلهم العلمي، ترقرقت دمعاتها بروحها العراقية، الكامنة في أعماقها، والتي تحكي طيبة أهلنا، وتؤكد الحقيقة القائمة، إن بسطاء العراق أخوة، ولكن من تفرق هم الساسة.
الرسالة الإنسانية لرند، أزالت الأقنعة عن المتشدقين بأنهم حماة العراق، وإنهم الحريصون على أبناءه، نعم سقطت أقتنعتهم وهم يتصارعون على المغانم والكراسي، في حين إن البسطاء الذين يحلمون برغيف الخبز، تتناثر أشلاءهم على الطرقات والأرصفة، دون أن يتحرك شعور أو إحساس لدى الساسة، لنبذ الخلافات، والإتجاه لتطوير الوطن، وحماية المواطن.
رسالة كل الإمهات الثكلى، وصلت بدموعك يا رند، وصلت بعبرتك التي تحشرجت في صدرك، حيث صَعَّبَت عليك الكلام، للإنتقال بالأخبار لمحمد علي الحيدري، الذي حولته المأساة هو الآخر، من البسمة الدائمة، إلى متكدر كئيب باديا على وجهه، لما يجري على اخوته في العراق، يشاطره بحزنه هذا حسام حسن الذي بدا محزونا مكروبا.
وصلت رسالتكم الإنسانية إلينا، نحن أخوتكم البسطاء، وصلت رسالتكم لتكشف لنا، إن الروح الإنسانية والشعور بالآخرين، هو أسمى ما يمتلكه الفرد، وليت رسالتكم تصل لمن بيده القرار، للعمل على عدم تكرر هذه الأحداث والفواجع