(( أن الشيطان كان أول النازلين مع أبونا آدم عليه السلام من جنته في العراق بعد الواقعة المعروفة من الشيطان اتجاه أبونا لها وقعا وتأثيرا في علاقتهما معا إلا أنه بقي شريكا مستديما له في الوطن والحياة هو وجنوده وأولاده وذراريهم على مر الزمان وتوسع المكان . كانت شياطين الجن توسوس وتزين وتغري الإنسان من غير سلطان عليه يذكر بما يملكه الإنسان من إيمان قديما في نفسه وقوة شخصية واعتزازا بنفسه وخلقه ومرتبته على غيره من الخلق وكان عصيا على الشيطان في استفزازه إلا قليلا أما الآن وبتطور الإنسان وتداخل الحياة والتطور والتأثير على العقيدة والضمير وتغير نمط الحياة وإرهاصاتها على أرض الواقع حيث أصبحت لهذا الإنسان القدرة والمقدرة والسلطة في قيادة البشر من أبناء جلدته إلى أسوء ما يصل به البشر من الفساد أما بالمال أو العقيدة حيث تقمصوا وعملوا بشخصية الشيطان وممارساتهم اليومية بديلا عن شياطين الجن فقد استلمت شياطين الإنس هذه المهمة بفرحة الانتصار بعدما كانت صعبة المنال ولملمت شياطين الجن خداعها ولمزها ووسوستها ومكائدها في حقائب السفر راحلين عن عالمنا بخيبة الأمل والرجاء والخزي والعار تاركين جراحاتهم وتأريخهم وتراثهم بين أكف شياطين الإنس منكسرين ذليلين تعلوا وجوههم المهانة والحسرة على عرش اعتلوه لآلاف السنين متربعين بزهو على عقول بشرا كانوا ذو ألباب يصعب المساس بها إلا قليلا منهم . أما الآن فقد صالوا وجالوا في ميادين الفساد والإفساد والرذيلة متفوقين على أساتذتهم ومعلميهم من شياطين الجن وتجاوزت مراتبهم أعلى في زماننا هذا المشهود لهم بالتظليل والغدر والأفكار لإخوانهم البشر وانقلبت الموازين رأسا على عقب فقد أنتصر أبناء آدم لجدهم الأول من الشيطان الرجيم وفي عقر داره ومملكته وعمله وعلمه وأعاد الهيبة له من شياطين الجن انتقاما لخروج جدهم آدم من جنته بعد الغدرة والمكيدة التي تلقاها على يد قائدهم الشيطان الأكبر ))