23 ديسمبر، 2024 5:58 ص

حيرة الإصلاح ومراهقة المصلحين

حيرة الإصلاح ومراهقة المصلحين

قال الباحث الاِجتماعي الأردني ماجد عرسان “حين تفشل جميع محاولات الاصلاح ، و تتحول الجهود المبذولة الى سلسلة من الاحباطات و الانتكاسات المتلاحقة ، فان المطلوب هو القيام بمراجعة تربوية شاملة ، جريئة و صريحة و فاعلة”.

رُفِعَ شعار الإصلاح منذ سقوط الصنم, عام 2003من أغلب ساسة العراق, فكانوا يرددون عبر الفضائيات, أنهم سيصلحون ما أفسده نظام البعث الظالم؛ وليعيدوا للمواطن حقه, ليعيش بكرامة بعد صبره, الذي يستحق الثناء, فماذا كان العمل على ارض الواقع؟, لقد كانت مجرد شعارات براقة, تُلفت الأنظار إلى أمل منشود, لتغطي حركة الفساد المُمَنهج.

في اللغة عن الإصلاح أنه جاء “من فعل أصلح يصلح إصلاحًا، أي إزالة الفساد بين القوم، والتوفيق بينهم, وهو نقيض الفساد، فالإصلاح هو التغير الى اِستقامة الحال, على ما تدعو إليه الحكمة، ومن هذا التعريف يتبين أن كلمة إصلاح, تطلق على ما هو مادي، وعلى ما هو معنوي، فالمقصود بالإصلاح من الناحية اللغوية، اَلاِنتقال أو التغير من حال إلى حال أحسن ، أو التحول عن شيء والاِنصراف عنه الى سواه”.

بما لا يقبل الشك أنَّ النقيضان, لا يجتمعان في بودقة واحدة, ولابد من حصول التنافر بينهما, فكيف اجتمع المُفسدُ والمُصلح, بحكومة واحدة يُراد لها أن تَخدم وطن؟, والعجيب أن كل قُطب منهما, يتهم الآخر بالفساد, ليصبح ساسة العراق, محط الندرة بمواقع التواصل الاجتماعي, بكاريكاتير يقول” غراب يقول لغراب, وجهك أسود”.

كان المواطن العراقي يراقب بسخرية, تلك الحكومات المتعاقبة, وهو عالم بما يجري, من استغلال للسلطات وسرقة الثروات, مُحاولا التحرك لمرات عديدة, ولكنه لم يجد المُحرك الحقيقي, لحداثة مبدأ الديموقراطية عليه, فقد اعتاد الاِنقياد لا القيادة.

خمسة عشر عاماً مضت دون تغيير, جفاف في الخدمات إلا ما ندر, ضياع موازنات انفجارية, هروب فاسدين دون ملاحقة حقيقية, فهل ستكون المرحلة القادمة, مرحلة نضوج بعد دور المراهقة؟