22 نوفمبر، 2024 6:09 م
Search
Close this search box.

حيدر سعيد … حول السياسي … تحالف الربطة والبجامة

حيدر سعيد … حول السياسي … تحالف الربطة والبجامة

في المقالة التي نشرها الكتور حيدر سعيد ، والتي يثني فيها على جهة يسارية في تحالفها مع جهة ذات مرجعية دينية تدعي الاصلاح ، يستبشر الدكتور حيدر بقوة هذا التحالف ويعتبره مفتاحا لمستقبل العراق ، وهذا من وجهة نظري ، تنظيرا متطيرا ، لانه لايستند الى مراجعة تاريخية لتحالفات هذه الجهة مع تيارات قومية وسياسية دينية ، فقد سبق لهذه الجهة اليسارية ذات الايديوجية المعروفة ان تحالفت مع انماط من الاتجاهات السياسية ،التي تصنفها هذه الجهة بالبرجوازية الصغيرة ، وكانت النتائج كارثية ، ليس على مستوى العراق فحسب بل على مستوى العالم ، فعلى مستوى العراق نذكر تحالفات هذه الجهة عام 1958ومن تسعفه الذاكرة تحالف الجبهة الوطنية والقومية التقدمية مع الدكتاتور المقبور 1972واخرها تحالف قبل 2003 في موتمر لندن ، ماذا كان نتائج تلك التحالفات ،مزيد من الضحايا والدماء والقتل والتشريد لاعضاء تلك الحركة عدا قياداتها ، ومن يتذكر منهج القتل اليومي لاعضاء تلك الحركة من قبل القائد الضرر ،اذكره بان قائد تلك الحركة والذي كان ضيفا مكرما لدى الدكتاتور المقبور قد توفي اخيرا في كردستان عن عمر يناهز التسعين عاما ، بينما مناضلي الحركة حينها من الوسط والجنوب ، اما قتلوا او سجنو او شردو خارج العراق .على مستوى العالم ، وبالذات الدول العربية كانت نفس النتائج في مصر والسودان واليمن ، وحدثت المآسي عن تلك التحالفات في الفلبين واندونسيا وتشيلي ،ودول اخرى ، كل هذا دليل على ان تلك التحالفات ماهي الا زواج متعة وماينتج عنه من ولادة يتحمل وزرها من ساهم في عقد المتعة .
من الناحية الفكرية ، الايديلوجيات السياسية اليسارية والدينية والقومية لاتبني دولا حديثة دول التنمية والديمقراطية ، لانها ببساطة شعارات للتحشيد الجماهيري ،تدعوا للثورات وللانقلابات واذا وصلت للسلطة ، فالنتائج زعماء مدى الحياة يتوارثون السلطة ، ونظام حكم قمعي تعسفي ،وحروب ونزاعات ناتجة عن تصديرها للثورة ،واذا استثنيا الصين التي عافت دكتاتورية البروليتاريا واتجهت للاقتصاد الموجه للسياسة ، نذكر كوريا الشمالية وكوبا وايران ومصر عند استلام الاخوان لها .
عودة للعراق ، كل الجهات السياسية التي دخلت في المحاصصة بعد 2003 ، كلها بلا استثناء متضامنة في الفشل والفساد افي ادارة الدولة ،وبالتالي التحالف مع اي جهة تورطت في المحاصصة هو تبييض لصغحة تلك الجهة من الفساد والفشل وما انتج من كوارث وضحايا ومآسي عاشها الشعب العراقي ، لابل وصنف عالميا كدولة هشة وفاشلة .
لمن يريد ان يتعض ،يتذكر القول ” لايلدغ …من جحر مرتين” ، ويبدوا ان تلك الجهة السياسية ، ادمنت اللدغ ولم تعد تبالي ، خاصة بعد الانتكاسات الدرامية لليسار في فرنسا والمانيا ومعظم دول اوربا ، وانتكاسات هذه الجهة في انتخابات البرلمان عام 2014 ، والتي لم تحصل فيه على مقعدا واحدا .
يذكرني هذا التحالف بطرفة ، البجامة والرباط ،فقد كان يسكن في منطقتنا في الستينيات ، شاب يتأنق لكنه ، يلبس رباط وسترة وقميص ، وبجامة …وكل من يراه يقول الحمدلله والشكر .

أحدث المقالات