الإجراءات التي نفذها بريمر لم تكن آنية ونتيجة للوضع الذي عاشه حسب ما جاء في مذكراته, بل كانت مشاريعا معدة وجاهزة وأي شخص غير برايمر كان ملزما أن يُنفذها , ولعل فكرة حلّ الجيش ليس عقوبة لما قام به من بطولات وحسب تعبيرهم اعتداءات على الجيران , بل تنكيلا بالشعب الذي أحب جيشه وغذاه بالرجال ووقف معه في كل الحروب , والنقطة الأساسية في الحل تبدو اليوم واضحة , فلو كان الجيش موجودا لانتفض إسوة بالشعب وقادهم إلى حيت يتربع الخونة في مستنقعهم الأخضر , إن بقوا فيه .
إن فكرة أن ينتفض شخص من رجال العملية السياسية تلك مسألة غير واردة إلا إذا كان أبيض اليد نقي المظهر , وكان في داخله شعور بالغضب من التدهور الهائل الذي لحق بالمجتمع العراقي .
لكن الشعب مجبر على قبول الحل الوسط والتشبث بالعبادي
أنا شخصيا فرحت بالعبادي ليس حبا به وإنما بغضا للمرحلة التي سبقته فقد دُمر البلد ونُكل بالشعب طائفيا واجتماعيا .
إن ما حصل في العراق منذ 2003 طبخة اشتركت بها دول كبيرة ودول صغيرة جمعهم الحقد على العراق ولهذا جاءت العملية السياسية ترقيعية متناقضة بحكم تناقض مصالح الدول التي اشتركت فيها , والسيد العبادي هو أحد أقطاب تلك العملية باعتبار أن حزيه مسك السلطة من البداية إلى الآن .
لعل التفاؤل الذي صاحب استلامه للسلطة هو العداء للمالكي , أي بقدر كره العراقيين للمالكي أحبوا العبادي أو على وجه الدقة تعاطفوا معه وليس أحبوه.
لأن الشعب كان يتطلع إلى الإصلاح بقدر حجم الانتفاضة التي ولدت في العام الماضي , وظهور تمرد بين فترة وأخرى في بعض المحافظات , عدا ما حصل في الأنبار من احتجاجات دامت اكثر من سنة , وما حصل منذ السابع من آب في هذا العام
لكن الرجل مشدود بين مصالح دول وضغط أحزاب صار لها مليشيات وعصابات , بل حتى الجيش والشرطة أفسدوهما بعمليات الدمج كسبا للولاء وحاجة للأصوات الانتخابية فهو والحالة هذه ثلاث حالات :
1- أما يراهن على الوقت ويماطل ويتوعد بإصدار قرارات تنسجم والمطاليب الجماهيرية مراهنا على تعب الجمهور .
2- تقديم حلول ترقيعية . هي ليست في مستوى المطاليب أبدأ .
3 – ألسقوط مع السياسيين الذين يتوعدهم الشعب .
إن فكرة انتفاضته تبدو صعبة مع إنه لو قام بها سيخلده التاريخ ويحتضنه الشعب وتنجلي صورته عربيا وعالميا كزعيم كسر حدة الزيف واللعب بإرادة الجماهير , أن أنتفاضته تسجل لشعبه ولنفسه ويكون بمستوى القادة .
لو كنت أنا العبادي سأتخلى عن حزبيتي الضيقة وألعن الفساد واقف مع الشعب مبتدأ بالآتي :
1- استدعاء جميع الوزراء والسياسيين ورؤساء المليشيات والمتنفذين بل وحتى النواب إلى اجتماع موسع واعتبرهم محجوزين لحين انتهاء التحقيق معهم , بعد أن أقطع صلتهم بالخارج .
2 – تشكيل مجلس إنقاذ وطني من زعماء التظاهر بنسبة سكان كل محافظة والتواجد في بغداد لتواصل بحث عملية هضم المرحلة .
3- يُشكل في كل محافظة مجلس إنقاذ على غرار المجلس المركزي ويتولى إدارة شؤون المحافظة .
4- تُنتدب شخصيات من خارج الأحزاب والعملية السياسية يتولون مسؤولية الوزارات لحين التفرغ من تشكيل الحكومة الجديدة .
5- يتوقف التظاهر وتقفل جميع الفضائيات الممولة من السحت الحرام .
6 – يوضع دستور جديد من قبل مختصين عرب وأجانب إضافة إلى أساتذة القانون الدستوري من العراقيين .
7 – يصدر عفوا بإطفاء الحق العام عن المحكومن والمطلوبين على أن يجري التصالح والتنازل الشخصي .
8 – تنظم الحياة النيابية والانتخابية وقانون الأحزاب , من منظور فصل الدين على السياسة .
9 – كل مسؤول عراقي سرق يشترط لإخراجه وإعفاءه من العقوبة إعادة ما سرق منقولا أو ثابتا
10- يتم مفاتحة جميع الدول بالكشف عن ذمم أي عراقي , باعتبار أن المسؤولين سجلوا أغلب مشترياتهم بأسماء غير أسمائهم .
11- بسبب ما وصل إليه العراق من تدمير تعتبر جريمة سرقة المال العام خيانة عظمى ,يعاقب مرتكبها بالإعدام ويبقى هذا النص ساري المفعول للمستقبل .