22 ديسمبر، 2024 4:08 ص

حيدر العبادي بين نفسه وحزبه وشعبه

حيدر العبادي بين نفسه وحزبه وشعبه

الإجراءات التي نفذها بريمر لم تكن آنية ونتيجة للوضع الذي عاشه حسب ما جاء في مذكراته, بل كانت مشاريعا معدة وجاهزة وأي شخص غير برايمر كان ملزما أن يُنفذها , ولعل فكرة حلّ الجيش ليس عقوبة لما قام به من بطولات وحسب تعبيرهم اعتداءات على الجيران , بل تنكيلا بالشعب الذي أحب جيشه وغذاه بالرجال ووقف معه في كل الحروب , والنقطة الأساسية في الحل تبدو اليوم واضحة , فلو كان الجيش موجودا لانتفض إسوة بالشعب وقادهم إلى حيت يتربع الخونة في مستنقعهم الأخضر , إن بقوا فيه .
إن فكرة أن ينتفض شخص من رجال العملية السياسية تلك مسألة غير واردة إلا إذا كان أبيض اليد نقي المظهر , وكان في داخله شعور بالغضب من التدهور الهائل الذي لحق بالمجتمع العراقي .
لكن الشعب مجبر على قبول الحل الوسط والتشبث بالعبادي
أنا شخصيا فرحت بالعبادي ليس حبا به وإنما بغضا للمرحلة التي سبقته فقد دُمر البلد ونُكل بالشعب طائفيا واجتماعيا .
إن ما حصل في العراق منذ 2003 طبخة اشتركت بها دول كبيرة ودول صغيرة جمعهم الحقد على العراق ولهذا جاءت العملية السياسية ترقيعية متناقضة بحكم تناقض مصالح الدول التي اشتركت فيها , والسيد العبادي هو أحد أقطاب تلك العملية باعتبار أن حزيه مسك السلطة من البداية إلى الآن .
لعل التفاؤل الذي صاحب استلامه للسلطة هو العداء للمالكي , أي بقدر كره العراقيين للمالكي أحبوا العبادي أو على وجه الدقة تعاطفوا معه وليس أحبوه.
لأن الشعب كان يتطلع إلى الإصلاح بقدر حجم الانتفاضة التي ولدت في العام الماضي , وظهور تمرد بين فترة وأخرى في بعض المحافظات , عدا ما حصل في الأنبار من احتجاجات دامت اكثر من سنة , وما حصل منذ السابع من آب في هذا العام
لكن الرجل مشدود بين مصالح دول وضغط أحزاب صار لها مليشيات وعصابات , بل حتى الجيش والشرطة أفسدوهما بعمليات الدمج كسبا للولاء وحاجة للأصوات الانتخابية فهو والحالة هذه ثلاث حالات :
1- أما يراهن على الوقت ويماطل ويتوعد بإصدار قرارات تنسجم والمطاليب الجماهيرية مراهنا على تعب الجمهور .
2- تقديم حلول ترقيعية . هي ليست في مستوى المطاليب أبدأ .
3 – ألسقوط مع السياسيين الذين يتوعدهم الشعب .
إن فكرة انتفاضته تبدو صعبة مع إنه لو قام بها سيخلده التاريخ ويحتضنه الشعب وتنجلي صورته عربيا وعالميا كزعيم كسر حدة الزيف واللعب بإرادة الجماهير , أن أنتفاضته تسجل لشعبه ولنفسه ويكون بمستوى القادة .
لو كنت أنا العبادي سأتخلى عن حزبيتي الضيقة وألعن الفساد واقف مع الشعب مبتدأ بالآتي :
1- استدعاء جميع الوزراء والسياسيين ورؤساء المليشيات والمتنفذين بل وحتى النواب إلى اجتماع موسع واعتبرهم محجوزين لحين انتهاء التحقيق معهم , بعد أن أقطع صلتهم بالخارج .
2 – تشكيل مجلس إنقاذ وطني من زعماء التظاهر بنسبة سكان كل محافظة والتواجد في بغداد لتواصل بحث عملية هضم المرحلة .
3- يُشكل في كل محافظة مجلس إنقاذ على غرار المجلس المركزي ويتولى إدارة شؤون المحافظة .
4- تُنتدب شخصيات من خارج الأحزاب والعملية السياسية يتولون مسؤولية الوزارات لحين التفرغ من تشكيل الحكومة الجديدة .
5- يتوقف التظاهر وتقفل جميع الفضائيات الممولة من السحت الحرام .
6 – يوضع دستور جديد من قبل مختصين عرب وأجانب إضافة إلى أساتذة القانون الدستوري من العراقيين .
7 – يصدر عفوا بإطفاء الحق العام عن المحكومن والمطلوبين على أن يجري التصالح والتنازل الشخصي .
8 – تنظم الحياة النيابية والانتخابية وقانون الأحزاب , من منظور فصل الدين على السياسة .
9 – كل مسؤول عراقي سرق يشترط لإخراجه وإعفاءه من العقوبة إعادة ما سرق منقولا أو ثابتا
10- يتم مفاتحة جميع الدول بالكشف عن ذمم أي عراقي , باعتبار أن المسؤولين سجلوا أغلب مشترياتهم بأسماء غير أسمائهم .
11- بسبب ما وصل إليه العراق من تدمير تعتبر جريمة سرقة المال العام خيانة عظمى ,يعاقب مرتكبها بالإعدام ويبقى هذا النص ساري المفعول للمستقبل .