من المعلوم ان أمة العرب، أمّةً أمّية، لا تكتب ولا تحسب، وقد أثّرت هذه الأمية على مفاهيم العرب العامة، بعد الاسلام وفي صدره سواء كانت هذه المفاهيم فكرية أوغيبية أوعقائدية اوإجتماعية أوعلمية أو سياسية، فكانت (المفاهيم) غامضة غائمة وبالخصوص في ابعاد الثقافة واحترام التراث لبعدهم عن اجواء المدنية والتحضر لذلك نلاحظ عدم حضهم على تقديس النصوص والالتزام بها لتغلغل البداوة في نفوسهم قال تعالى:(قالت الاعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم )الحجرات:14وفى هذا المناخ نشأت واستقرت مفاهيم ومعتقدات وتصورات الأجيال الأولى من المسلمين، ثم صارت هذه، بكل ما فيها من غشاوة وقصورهي الاسس المقدسة أو شبه المقدسة لكل المسلمين، فيما بعد، حتى عصرنا الحاظر ؛ بحيث يصعب جداً، إن لم يكن من المستحيل، على جموع المسلمين، بل وعلى حاملي الشهادات والمثقفين والمفكرين منهم، أن يخرجوا من هذا النفق المعتم ، أو يتحرروا من قيده ، إلا بجهد جهيد،ووعي عميق .
ونتيجة لذلك فقد أصبح الفكر الإسلامي المعاصر – في غالبه – نمطا تراثيا مرقع يرفل بالغث ويعج بالاساطير لايرقى للجدة وليس فيه ابداع وفارغ من العطاء لتناقضاته ولابتعاده من العقلانية ولشدة اضطرابه ولتضارب تأويلاته ، لانه أسير الأبنية السلطوية والسَلَفية الجاهلية . فهو – على الأكثر – لا يضع تعريفات محددة، ولا يفاصل بين النظم المختلفة، ولا يلتزم موضوعات البحث،ولا يسير في سياقات منتظمة، ولا يعمل في اتجاهات متجانسة. ومما زاد في الطين بلة وضاعف المشكلة أن بعض من عمدوا، إلى احتكار الفكر الإسلامي مجرد المامه لباب او فرع من فروع المعارف الاسلامية الكثيرة حتى ليزعموا الموسوعية بل والخوض في امور دقيقة بعيدة كل البعد عن اختصاصهم ، بل اصبح الكثير من هؤلاء الفارغين يسعى الى النجومية من خلال تهجمه على الشيعة بالافتراء والكذب او خلط الاوراق ليداعبوا مشاعر دهماء العامة ببريق الألفاظ، ويلاعبون الجُهّال برنين القوافي، ويستثيرون الجماهير بزائف الشعارات لتغطية على ضحالة فكرهم ووشل معلوماتهم ولالهاء الامة بالتستر على شنائع امرائهم .علما بان هناك فوضى اعلامية وفضائيات ترقص على تجهيل الامة ونشر الفرقة .خدمة لاجندة شيطانية .ولا شك أن هذه الضبابية العقلية ،والغلظة السلوكية ،أثرت، وما زالت تؤثر، على حسن استيعاب المفاهيم، وسلامة إدراك المسائل، وصحة وعي الأمور، مما أحدث نتائج بالغة السوء في المنظومة الفكرية والمعتقدية والاجتماعية والسياسية الاسلامية .
ان الله انزل الإسلام، ليهدي هذا الإنسان المستخلف، فالإنسان هو الغاية ،والإسلام هو الوسيلة. والرسالة الالهية الخاتمة كرمت البشرية دون استثناء وجعلتها معيارا اخلاقيا وان التفاضل بالاعمال وان اكرمكم عند الله اتقاكم ..ويبقى تشوش وتناقض منظومة المفاهيم الاسلامية بسبب طمس نصف الوحي اوالغاء بيان وتبيان الشريعة الغراء (السنة ) حيث تعتبرالتضحية بالحديث الشريف جناية كبرى وبالخصوص لمن يحكم باسمها ويزعم حمايتها والدفاع عنها ..فقد انجبت السقيفة خلفاء تسلطوا على سدة الحكومة الاسلامية بتقمص خلافة النبي (ص) ولكن اجترحوا الكثيرمن الطامات بحرق ومصادرة النصوص المقدسة واغلقوا منظومة العقل وابواب الحوار بذرائع واهية ..لكن تخرصات حملة الاسفار لاتنفي الوقائع اوتميت الحقائق مهما لفقوا او زيفوا اوأولوا .. لان السنة هي الموضحة والمبينة والشارحة للقران الكريم يؤكد ذلك قوله تعالى :(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما انزل إليهم) النجل:44 فمن دونها يبهم القران ومن اقصائها لايفهم . كما وان احراق النصوص جرائم كبرى لاتغتفرلطمسها لمعالم خطيرة واصول كثيرة !!
امتداد ايادي الحرق والتدمير لكافة المقدسات
لم تقف ايادي الحرق والمنع والتدمير عند حدود او ضوابط محددة بل امتدت الى كافة مجالات التراث الاسلامي المقدس ونفحات الرسالة ومواقف الرسول مع الصحابة كحرق شجرة (بيعة الرضوان )التي نزلت في ظلالها وافيائها ايات كريمة برضوان الله على الصحابة المبايعين للنبي (ص) في ذلك الموقف ..ولعل وراء تلك الهجمة الشرسة الحاقدة بصمات نفاقية وايادي اموية .
اخرجت مصادر السلف تلك الفعلة من منع زيارة شجرة الرضوان والامر بقطعها الدرالمنثور 6/73 وفتح الباري 7/361 ـ صحيح البخاري 5/124 ـ طبقات ابن سعد .
ولكن بعض من يدعي العلم يشكك في القضية ويقول ان الرواية مرسلة على لسان التابعي نافع مولى ابن عمر والرد مايلي :
1-: الحديث المرسل لم يقل أحد بانه لا يصح مطلقاً فهناك من فرق بين ارسال كبار التابعيين وبين غيرهم , فقد احتج بالمرسل الائمة مالك وأبو حنيفة , وأحمد بن حنبل راجع : الباعث الحثيث : 75 وكما تؤك مصادر السلف ان نافع من أئمة التابعين فيمكن الاحتجاج بقوله .
2-: إن نافعا لم يسند الرواية الى عمر بن الخطاب حتى نقول بانها مرسلة , وانما جزم بأن عمر بن الخطاب هو الذي قطع شجرة(بيعةالرضوان) , وهذا لا يعني الارسال لان نافعاً معاصرلابن عمر وهو مولاه ولكثير من الصحابة فيكون هذا الامر معلوم عنده بواسطة الصحابة الذين عاصروا عمر بن الخطاب .ومن خلال معاصرته لزمن قريب من زمن عمر بن الخطاب وان نافع مولى ابن عمر اكد في أن عمرهو الذي قطع الشجرة .
3-: فقد قال الامام مالك في حق نافع 🙁 اذا قال نافع شيئاً فاختم عليه )سيرأعلام النبلاء 5/98.وقالالخليلي:(نافع من أئمة التابعين بالمدينة امام في العلم متفق عليه صحيح الرواية, منهم من يقدمه على سالم ومنهم من يقارنه به , ولا يعرف له خطأ في جميع ما رواه)تهذيب التهذيب 10/415.
4- ان القضية مشهورة عند علماء المسلمين فقد ذكرها السيوطي في الدر المنثور 6/73وذكرها ابن سعد في الطبقات 2/00 .ذكرها الشوكاني في فتح القدير 5/52وذكرها ابن الجوزي في زاد المسير 7/167 وذكرها المعتزلي في شرح النهج 12/101 فقال : ( وجدنا في الآثار والاخبار في سيرة عمر أشياء تناسب قول هذا في الحجر الاسود , كما أمر بقطع الشجرة التي بويع رسول الله (ص) تحتها بيعة الرضوان في عمرة الحديبية , لان المسلمين بعد وفاة النبي (ص) كانوا يأتونها فيقيلون تحتها , فلما تكرر ذلك أوعدهم عمر فيها ثم أمر بها فقطعت .!
احراق عثمان للمصاحف
تجمع مصادر السلف على ان الخليفة عثمان بن عفان احرق المصاحف وجعلها في مصحف واحد وجعلوها في ميزان حسناته وامهات اعماله على سنة من سبقه كما يروج ائمة السلف .. فقد ذكروا أحراق عثمان مصاحف القران الستّة بينها مصحف أبى بن كعب وعبد الله بن مسعود وعلى بن ابى طالب و عبد الله بن عباس انظر مصادر التفسير والتاريخ والرجال . والملاحظ عن علماء مدرسة السقيفة انهم يذكروا شنائع حرق المصاحف بالرغم من روايتهم للحديث الشريف الذي يؤكّد عصمة القرآن من النار : (حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو سعيد حدثنا ابن لهيعة حدثنا مشرح قال سمعت عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يقول: إِنَّ رَسُولَ اللهِ (ص) قَالَ:( لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ) مسند أحمد بن حنبل، ج4 ص 221.
طرق ابادة المصاحف (صحيح البخاري)
كانت الوسائل المتبعة في افناء المصاحف زمن عثمان بدء من حكها وازالتها بالماء واخيرا حرقها امعانا بالاتلاف
وقد جزم القاضي عياضٌ بأنَّهم غسلوها بالماء، ثم أحرقوها مبالغة في إذهابِها فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/636)..
تبرير احبار مدرسة السقيفة للحرق (صحيح البخاري)
من المسلمات الجلية ان مرتزقة السلطان من المعممين دائما جاهزين لتبرير كل ما يجترحه الطغاة من جرائم بالصاقها بالدين بل وجعلها في حفظ رسالة رب العالمين وفي هذا الباب تثار كثير من التساؤلات حول روايات تبريرامر احراق المصاحف .. ونحن لم نستقرئها كلها بل اقتصرنا على بعض روايات البخاري ومن غير دراسة معمقة للاسانيد لانها ليست من صلب موضوعنا ولكن اشير الى مافيها من ابعاد واضحة التعارض وجلية الاضطراب وضعيفة الاسناد ..
اولا:روى ابن الأثيرفي الكامل 1/492:فلماعاد حذيفة قال لسعيد بن العاص: لقد رأيت في سفرتي هذه أمراً، لئن ترك الناس ليختلفن في القرآن ثم لا يقومون عليه أبداً. قال: وما ذاك؟ قال: رأيت أناساً من أهل حمص يزعمون أن قراءتهم خير من قراءة غيرهم وأنهم أخذوا القرآن عن المقداد، ورأيت أهل دمشق يقولون: إن قراءتهم خير من قراءة غيرهم، ورأيت أهل الكوفة يقولون مثل ذلك وإنهم قرأوا على ابن مسعود، وأهل البصرة يقولون مثل ذلك وإنهم قرأوا على أبي موسى ويسمون مصحفه لباب القلوب. فلما وصلوا إلى الكوفة أخبر حذيفة الناس بذلك وحذرهم ما يخاف، فوافقه أصحاب رسول الله (ص)، وكثير من التابعين. وقال له أصحاب ابن مسعود: ما تنكر؟ ألسنا نقرأه على قراءة ابن مسعود؟ فغضب حذيفة ومن وافقه، وقالوا: إنما أنتم أعراب فاسكتوا فإنكم على خطإ. وقال حذيفة: والله لئن عشت لآتين أمير المؤمنين، ولأشيرن عليه أن يحول بين الناس وبين ذلك. فأغلظ له ابن مسعود، فغضب سعيد وقام وتفرق الناس، وغضب حذيفة وسار إلى عثمان فاخبره بالذي رأى، وقال: أنا النذير العريان فأدركوا الأمة. فجمع عثمان الصحابة وأخبرهم الخبر، فأعظموه ورأوا جميعاً ما رأى حذيفة.
ثانيا:اخرج البخاري ايضا في فضائل القرآن4987 باب جمع القران (8-626 )ح 894 حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِى أَهْلَ الشَّأْمِ فِى فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلاَفُهُمْ فِى الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِى الْكِتَابِ اخْتِلاَفَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِى إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِى الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِى الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِى شَىْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِى الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنَ الْقُرْآنِ فِى كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ . أطرافه 3506 ، 4984 – تحفة 9783
ثالثا:اخرج البخاري ايضا اصدر خليفة المسلمين عثمان بن عفان باحراق اعداد كبيرة من نسخ القرآن، حيث “ارسل الى كل افق بمصحف مما نسخوا وامر بما سواه من القرآن في كل صحيفة او مصحف ان يحرق”. صحيح البخاري فضائل القرآن 4987
رابعا:اخرج البخاري في صحيحه عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ في جمع عُثْمَانَ المصاحف، قال: حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ، وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا، وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ. قال الحافظ: في رواية الأكثر (أن يُخرق) بالخاء المعجمة…
خامسا:وفي رواية الإسماعيلي: (أن تمحى أو تحرق).
سادسا:وعند ابن أبي داود من حديث أنس بن مالك: وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل به، فذلك زمان حُرِّقَت المصاحف بالعراق بالنار راجع كتاب المصاحف للسجستاني 27.
سابعا:وعنده أيضًا من طريق أبي قلابة: فلما فرغ من المصحف، كتب إلى أهل الأمصار، أني قد صنعت كذا، ومحوت ما عندي، فامحوا ما عندكم راجع كتاب المصاحف ص29
ثامنا:ويذكر ان القران جمع ثلاث مرات كان اخرها زمن عثمان والمهم جداً فى التاريخ الذى تم فى عهد عثمان ابن عفان فرأى عثمان اقتتال المسلمين فيما بينهما لاختلاف القراءات السبعة فأمر بإعادة جمع القرآن سنة 25 هـ فجمع سبعة قرائات مختلفة أى بعدما جمعوا الرواه كانت النتيجة سبعة مصاحف مختلفة ، ولا يفوتنا ذكر الإستعانة بالمصحف الذى كان مع حفصة قبل أبادته او حرقه ولما وجد عثمان أن هناك 7 قراءات مختلفة حرق الستة مصاحف وأبقى مصحف واحد …!
وضع غريب ؟ وهذه علامة استفهام كبيرة جداً فكيف تحرق ستة مصاحف ؟ هذه قضية كبرى لابد من التفكير فيها وكان فى هذه اللحظة مصحف عثمان يخلوا من التنقيط ومن التشكيل ولا تعرف الباء من الثاء من النون وغير ذلك …
عدد المصاحف زمن عثمان
اما عن المصاحف الكثيره التى كانت موجودة قبل حرق عثمان لها فهى مزبورة في سفرالعلامة السجستانى المتوفى سنة 313 هـ يذكر فى كتابه وهو حوالى 2224 صفحة منه تقريباً كل مصحف موجود ونبذ:
يذكر ستة وعشرون مصحف كانوا موجودين منهم مصحف عمر ابن الخطاب ، على ابن أبى طالب مصحف أبى ابن ابى كعب ، سالم مولى حزيفه ، مصحف عبد الله ابن مسعود ، مصحف أبو موسى الأشعرى ، مصحف عبد الله ابن عمر ن مصحف أبو زيد ، مصحف معاذ ابن جبل ن مصحف عبد الله ابن عباس ، مصحف عبد الله ابن الزبير ، مصحف عائشة ، مصحف أم سالمة زوجة النبى ، مصحف عبيد ابن عمير الليثى ن مصحف عطاء ابن أبى رياح ، ، مصحف عكرمة ، مصحف مجاهد ، مصحف سعيد ابن جبير ، مصحف الأسود ابن زيد ، مصحف علقمة بن قيس ، مصحف محمد أبى موسى ، مصحف حصال ابن عبد الله الرقاشى ، مصحف صالح ابن كيسان ، مصحف طلحة ابن مصرف ، مصحف الأعمـش .
تبرير حرق المصاحف
ان طامة احراق كل المصاحف والإبقاء على (مصحف عثمان) كارثة رسالية رغم تأويل احبار مدرسة السقيفة لذلك باسباب شرعية ففي كتاب(حرق الكتب في التراث العربي) يرصد ناصر الحزيمي أسباب وطرق إتلاف الكتب التي يأتي الحرق في مقدمتها فعلة عثمان تلك قائلين :لكن عثمان (ذو النورين) ألقاها في النار واحترقت.
الفرق بين مصحف عثمان وباقي المصاحف
لقد اثار عثمان بحرقه للمصاحف زوبعةكبيرة ادت الى كثير من الخلاف بين الصحابة حول نصوص القران واستمرت الى وقتنا الحاظر حيث يعزف على اوتارها من اراد الطعن والتشكيك بالقران الموجود الان بين ايدينا بسبب تلك الفعلة التي ارتكبها عثمان ..والفرق بين هذه المصاحف ومصحف عثمان الذي بين أيدينا اختلاف ملحوظ بل قد يكون أحيانا هائلا إلى درجة أن ابن مسعود فيما ينقل عنه العلامة الألوسي صاحب تفسير روح المعاني قال:(لو كنت أنا الخليفة لأحرقت مصحفه وأبقيت مصحفي) باب حرق المصاحف. وقال الامام السيوطي : (أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنّه كان يحكّ المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه، إنهما ليستا من كتاب الله، وإنما أُمر النبي (ص) أن يتعوّذ بهما، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما). الدر المنثور 8/683، مجمع الزوائد 7/149، قال الهيثمي : رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات. ولم يشفع لإبن مسعود ماضيه كواحد من كبار قراء الصحابة الذين تلقوا القرآن مباشرة من النبي(ص) واعتُبروا من كبار الحفّاظ والقرّاء، إذ لم يكتف الخليفة الراشد بتعذيبه وحبسه بل أحرق مصحفه.
من اسباب مقتل عثمان اتهامه بتحيرف القرآن وحرقه ! لخ
اخرج الحافظ ابن عساكر: أن عثمان لما عزم على أهل الدار في الانصراف ولم يبق عنده سوى أهله، تسوروا عليه الدار، وأحرقوا الباب، ودخلوا عليه، وان من ضربه احد الصحابة ابن عديس البلوي من اصحاب بيعة الشجرة وغيره ،فضربوه حتى غشي عليه، وصاح النسوة: فانزعروا،وخرجوا.
ودخل محمد بن أبي بكر وهو يظن أنه قد قتل، فلما رآه قد أفاق قال: على أي دين أنت يا نعثل ؟.
قال: على دين الإسلام، ولست بنعثل ولكني أمير المؤمنين.
فقال: غيرت كتاب الله ؟.
فقال: كتاب الله بيني وبينكم، فتقدم إليه وأخذ بلحيته وقال: إنا لا يقبل منا يوم القيامة أن نقول: (رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)الأحزاب: 67، وشطحه بيده من البيت إلى باب الدار، وهو يقول: يا ابن أخي، ما كان أبوك ليأخذ بلحيتي قال ابن كثير قال محمد بن أبو بكر الصديق عندما حاصر عثمان أبن عفان لقد غيرت كلام الله فى القرآن ]راجع البداية والنهاية لأبن كثير المجلد7ص 166-168
وروى اليعقوبي ان ام المؤمنين عائشة الذي يؤكد السلف بأن يأخذوا نصف دينهم من الحميراء : أخذت عائشة بيدها قميصاً كان لرسول الله وقالت هذا قميص رسول الله لم يبل ، وقد أبلى عثمان سنته وقالت اقتلو عثمان فقد كفر وكانت عائشة حربا على عثمان وتنعته ب(نعثل) تشبيها برجل يهودي اسمه نعثل .
يقول اليعقوبي :كان عثمان يخطب يوما فادلت عائشة قميص رسول الله ونادت يا معشر المسلمين هذا جلباب رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان سنته!!انظر تاريخ اليعقوبي ج2 ص175
الامويون وكتابة القران باشراف الحجاج
من المعلوم ان الامور عندما تنزلق في مسيرها بمتاهات الاهواء وتبدأمن اعلى الهرم فلا يستبعد ان يلغ في الاحداث امثال الحجاج وما ادراك مالحجاج وفق رغبات اسياده فراعنة بني امية فقد اجمعت المصادر ان تجميع القرآن كان في ظل الدولة الأموية حيث كانت الأبجدية العربية لا تنطوى على أحرف محركة قام الأمويين فى العراق بإعداد مصحف جديد منقوط بالشكل والحروف المتحركة لرفع أخطاء القراءة . وجاءفى الموسوعة العربية الميسرة ص690 لما كثر الخطأ فى قراءة القرآن عهد إلى نصر ابن عاصم بضبطه وكان فصيحاً خطيباً وكان يعتمد على الألفاظ المجازية الضخمة غير المألوفة والإستشهاد بما يماثلها من أشعار … اذن الحجاج ابن يوسف عمل قرآن جديد فى حروف متحركة فى تشكيل وتنقيط وهذا الكلام فى كل من كتب وبحث فى القرآن وعلم القرآن . من ان الحجاج عهد إلى نصر ابن عاصم بضبط القرآن .
ويذكر السجستانى في المصحف ص49 فى باب ما كتب الحجاج بن يوسف فى المصحف : حدثنا عبد الله حدثنا أبو حاتم السجستانى حدثنا عباس ابن صهيب أن الحجاج ابن يوسف غير فى مصحف عثمان إحدى عشر حرفاً قال كانت فى البقرة : لم يتثنى وأنتظر فغيرها لم يتثنه وعدد التغيرات والأخطاء والسؤال هنا : وأننى كإنسان يفكر أليس القرآن فى لوح محفوظ ونازل من اللوح المحفوظ وقال له أقرأ قال له وما أنا بقارئ أقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم .. فكيف يتغير فى الحروف ؟ كيف يحرق ؟ كيف يدمر ؟ وهذه الأمور تحتاج إجابات مقنعة وما أول وأخر هذه المشكلات ويعتبر مصحف العراق أساس النسخة الحالية فى العالم الإسلامى وهذا الكلام فى كتاب الإتقان فى علوم القرآن جزء 1 ص 351 .
وفي ضوء هذه الروايات فنحن امام تحديات عقائدية وأسئلة كثيرة تحتاج إجابات تتفق مع النصوص والعقل والمنطق ؟؟؟