اجهل ان كنتم تابعتم برنامج على قنوات الامبي سي العربية…..وهو عن حياة كيم كارداشيان….ولا ادري ان كنتم قد سمعتم بها مسبقا…المهم ان موضوع البرنامج هو عن ثلاثة شقيقات ووالدتهن….وزوج الام….والشقيقات ينتمين الى الوسط الفني واقصد بالفني تحديدا…عرض الازياء…عرض الملابس الداخلية وجلسات التصوير لمجلات بلاي بوي ومثيلاتها………….ويتناول البرنامج الهادف حياتهن…بين تنوع الاصدقاء…وبين نقاشاتهن الحامية مع زوج الام الحمش الذي يرفض ان يقمن بعرض صور عارية تماما…ويفضل ارتدائهن لملابس
السباحة على الاقل……. !!!!!
طيب.. .ماهي الرسالة التي ننوي ايصالها الى فتيات مجتمعنا بهذا العرض…الاهتمام بالجمال وابراز مايمكن ابرازه من المفاتن وعندها يكن مثل كيم كارداشيان واخواتها المحترمات..؟..اي فائدة او عبرة ستستقي فتياتنا من برنامج كهذا…فلا يوجد اي تطرق من قريب او بعيد الى الثقافة او الدراسة او حتى خوض احدى النقاشات الجادة..حتى العائلة والتي اسميها شبه عائلة فلا يجمعها سوى مواعيد التصوير واوقات الحفلات..
قد يذهب البعض الى تصور اني متخلفة ربما او دقة قديمة…ولكني لست ضد الفن الهادف الذي يتضمن  الكوميديا والترفيه ولكنه في نفس الوقت لايخلو من الفكرة البناءة التي نوصلها الى اجيالنا الجديدة بذكاء وسعة حيلة…فشبابنا اليوم مهدد بالاسفاف الثقافي الذي يتعرض له من التلفاز والانترنيت..ومحاولة قلب
المحاور بشكل كلي واجبارهم على مشاهدة ندوة ثقافية ربما. لن يكون في صالحنا..بل الاصوب ان نوصل الفكرة من خلال عرض ترفيهي بناء ينساق الشباب الى متابعته دون ان يشعروا بالرسالة الخافية في طياته..وفي تصوري ان هكذا عرض يجبر اولادي على التسمر امام التلفاز ومشاهدته وفي نفس الوقت يسقيهم القيم ضمنا ..هو عرض ناجح..
.بالنسبة الى منتج البرنامج الامريكي..لايمكنني لومه على تسويق هكذا برنامج تلقفته قنواتنا العربية بشغف…ولكن كان يمكن انتاج نفس البرنامج متناولين مثلا نجمات محترمات كان لهن دور فعال في ايصال فكرة ما او مبدأ للمتلقين مثل سوزان ساراندون…ميريل ستريب وجوليا روبرترس…….فهن لايخلين من جمال ولكنهن يمتلكن جمال العقل والشخصية اولا…..ويبدو ان سوقهما كاسد…
لندع المنتج جانبا..وماذا عن المسوق العربي الذي
قام بشراء هذا البرنامج وعرضه على قناة لدولة عربية مسلمة يبدي نصف افرادها استعدادا كاملا لتفجير انفسهم في سوق شعبي في العراق لأعلاء كلمة الاسلام…تحت راية كيم كارداشيان ……شر البلية مايضحك…