6 أبريل، 2024 10:33 م
Search
Close this search box.

حياة المواطن الشرقي ….. زواج قسري مع الازمات

Facebook
Twitter
LinkedIn

كل دول العالم معرضة للازمات بكل انواعها السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية حتى الرياضية فأحيانا افضل منتخبات الكرة تفشل في وضع مسار صحيح لمجدها الكروي فالولايات المتحدة رغم انها اعظم دولة في العالم لكنها معرضة للازمات بكل انواعها ومثلها بريطانيا وفرنسا والمانيا واليابان وروسيا لكن المعيار الاساسي الذي تقاس به الازمة يكون الفترة الزمنية اي يمكن ان تتعرض الولايات المتحدة وغيرها من الدول كل خمس سنوات او عشر سنوات لازمة معينة وهذا من الناحية العلمية شيء طبيعي بل طبيعي جدا لأن كل شيء في حياة المجتمعات البشرية قابل للتغيير والصعود للقمة والهبوط للهاوية …..
لكن نحن الذين نعيش في المجتمعات الشرقية نعاني من زواج قسري مع الازمات فلقد اصبحت حياتنا عبارة عن جملة من الازمات المتنوعة التي لا نهاية لها بدءا بأزمة الوقود مرورا بالكهرباء ومياه الشرب وصولا الى الفواتير التي لا حصر لها صعودا الى الرواتب نزولا الى غلاء الاسعار وبين هذه الازمة وتلك الارتفاع المفاجىء لسعر صرف الدولار الذي بدوره قلب الطاولة على رأس المواطن المسكين الفقير الذي لا حول ولا قوة له سوى تقبل جميع انواع الازمات …..
فعندما يحصل المواطن على فترة قصيرة من الراحة الفكرية والمادية لبعض الوقت ينسى من خلالها اسباب وعوامل ومضاعفات الازمات المتنوعة فهذا يسمى بالقيلولة الوهمية المؤقتة فالمواطن يوهم عقله وذاكرته بأشياء بعيدة كل البعد عن واقع الحياة المتعفن لكن يمر الوقت سريعا وينعدم عنصر المفاجئة ويتعرض لازمة جديدة هي في الاساس تمت بالاقتصاد بشكل عام ومن بعدها تتوالى الازمات التي تولد من رحم الاقتصاد …..
فحياتنا نحن الذين نعيش في الشرق المتعفن عبارة عن متتالية ومصفوفة منظمة لاشكال وانواع غريبة الاطوار من الازمات مثل الفايروسات التي انتشرت في الالفية الجديدة في جسد البشرية كأنفلونزا الطيور والخنازير وجنون البقر والايبولا والكورونا ومن يعلم ربما ستظهر فايروسات تبيد الجنس البشري …..
فالازمات التي تواجه المواطن مثل الفايروسات اي نعم هي لا تقتل جسديا لكنها تقتل فكريا وعقليا وهذا اخطر كثيرا فالفايروسات اذا هاجمت الجنس البشري سينقرض الانسان وبالتالي تنقرض الازمات وهذا من الناحية العلمية شيء رائع ويرضيني كمواطن …..
فالحشر مع الناس عيد بل عيد وطني وقومي واممي وثوري وحضاري انها لحظة ستضع حدا لمهزلة ما يسمى بالحضارة والمجتمعات البشرية …..
اما الحشر مع ازمة الوقود والرواتب وفواتير الكهرباء والماء وغلاء الاسعار فهذا ما لا اطيقه كمواطن لأنني اشعر حينها بضياع حقوقي ….. كرامتي ….. قيمتي ….. كمواطن وانسان

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب