18 ديسمبر، 2024 5:57 م

حول خطر التدخلات الخارجية على الدول المستقلة — العراق ،سوريا انموذجا

حول خطر التدخلات الخارجية على الدول المستقلة — العراق ،سوريا انموذجا

بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991. انفراد اميركا كقطب رئيس في العالم ،بدأت بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وتحت ذرائع عديدة ومنها (( الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والعلنية…)). ان هذه الشعارات الوهمية قد استخدمت من قبل واشنطن للتدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وعكس هذا الاسلوب جوهر الاستراتيجية الامريكية بهدف تقويض الانظمة المناهظة لنهجها وتنصيب حكام من (( الحلفاء والاصدقاء)) لها في هذه الانظمة التي تم تقويضها وهذا مخالف للقانون الدولي والشرعية الدولية.
يلاحظ ان تقويض نظام صدام حسين تم تحت ذرائع عديدة ومنها،تصفية اسلحة الدمار الشامل ودعم الارهاب والقاعدة… وتبين فيما بعد انه كلام عاري من الصحة وباعتراف توني بلير وتم تقويض النظام الدكتاتوري من خلال التدخل العسكري المباشر من قبل واشنطن وحلفائها وهذا مخالف للقانون الدولي ،بالرغم من انه نظام غير مأسوف على رحيله ولكن البديل كان نظام المحاصصة ،نظام طائفي بامتياز واصبحت القوى الاقليمية والدولية متنافسة فيما بينها حول النظام الحاكم في العراق واصبحت عمليا إنها صاحبة القرار السياسي والاقتصادي والعسكري..في العراق وان جوهر التنافس بينهما يكمن حول الاستحواذ على ثروات الشعب العراقي بالدرجة الأولي ناهيك عن اشتداد التنافس بين قادة نظام المحاصصة الحاكم في العراق حول تقاسم كعكة السلطة بينهما تحديداً ناهيك عن التبعية للقوى الخارجية، واصبح اليوم هناك تنافس شديد بين القوى الاقليمية والدولية حول مستقبل العراق والشعب العراقي.
يلاحظ ،ان سيناريو تقويض نظام صدام حسين هو نفسه تقريباً قد تم تقويض نظام بشار الاسد بدليل ان عملية تقويض النظام الحاكم في دمشق تم بفعل تضافر العوامل الداخلية والخارجية وان القوى الاقليمية والدولية قد اعتمدت على القوى السياسية الموالية لها بالرغم من بعض الاختلافات بين القوى السياسية في سوريا فقسم منها يحضى بدعم واسناد مالي وعسكري من تركيا والقسم الاخر يحضى بدعم واسناد مالي وعسكري من قبل واشنطن..،ولكن توحدت هذه القوى نحو هدف واحد هو تقويض نظام بشار الاسد ووصول القوى الإسلامية المتطرفة ومنها جبهة النصرة ،…،ونعتقد،سوف يتفجر التنافس بينهما ولاسباب عديدة.
نعتقد ،ان من اهم المشتركات بين نظام الحكم في بغداد ودمشق هي الآتي:: ان قادة النظامين قد وصلوا للسلطة عبر الدعم والاسناد المالي والعسكري من قبل القوى الاقليمية والدولية ولكل طرف له اهدافه المحددة ،سوف يشتد التنافس الداخلي في بغداد ودمشق حول النفوذ والدور في السلطة وتقاسم كعكة السلطة وان النظامين ذات توجهات اسلامية\ راسمالية ولكن النظام الحاكم في دمشق احتمال كبير يكون نظام اسلامي متشدد ،ومن المشتركات الاخرى بين النظامين تكمن في احتكار مطلق للسلطة وكذلك العداء للفكر الاشتراكي \ الشيوعي والولاء ،التبعية القوى الاقليمية والدولية.
بعض القوى التي تدعي (( بالشيوعية واليسارية)) ومن مختلف….اعتقدوا ويعتقدون وعبر بياناتهم الرسمية ان النظام الحاكم الجديد في سوريا ( جبهة تحرير الشام واخواتها سوف يقدمون على ضمان حقوق الانسان وحق المواطنة .،،وحتى ذكروا تحقيق العدالة الاجتماعية…؟
لا اعرف ما ذا حدث لهذه القوى السياسية بان تفكر وتعتقد ذلك ؟ هل من المعقول والمنطق ان القوى الظلامية تقوم بذلك ؟

نعتقد ،ستقوم هذه القوى الظلامية الحاكمة والمدعومة اقليميا…تركيا والكيان الصهيوني….سوف ينتهجون سياسة وفي كافة المجالات تنطلق من ايديولوجيتهم الظلامية ،والتي يكمن جوهرها في الانتقام والتنكيل والاعتقال…،ضد خصومهم السياسيين ،لا تفرحوا ان الوضع في سوريا سيكون معقدا جداً…وان القوى الظلامية في الحكم ستكون مسيرة ومنفذة لتوجيهات القوى الخارجية.

نعتقد ،ان اللوحة السياسية الجديدة في سوريا وبحكم القوى الظلامية سيكون محفوف بالمخاطر الجدية ولا يستبعد من الاحتراب الطائفي ،السياسي…..،لان القوى السياسية التي استلمت السلطة ،استلمت عبر الدعم المباشر المالي والعسكري.،،لهذه القوى الاقليمية والدولية ولكل قوى لها قوى سياسية تابعة لها ومن هنا سوف يظهر الاحتراب السياسي والاقتصادي والعسكري.،حول تقاسم كعكة السلطة بالدرجة الأولي.

نقول لا تفرحوا بالتغيير الجديد..،النظام الحاكم السابق نظام احتكر السلطة وفي حكمه مارس اساليب غير ديمقراطية ضد خصومه ناهيك عن الغطرسة والعنجهية…في الحكم والنتيجة معروفة للجميع تم تسليم السلطة للقوى الظلامية وبسبب الغطرسة والعنجهية…سقط النظام.،وفي حالة تنفيذ القرار 2254 والذي يؤكد على مرحلة انتقالية وانتخابات….وفي حالة تنفيذ ذلك لما حدثت وما سيحدث للشعب السوري من كوارث وفي كافة المجالات…. النظام السابق لم يأخد بنصيحة حلفائه..،المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجأت كثيرة حول ذلك وغيره.