23 ديسمبر، 2024 2:50 ص

حول العبَث بقبر صدام حسين وحرقه

حول العبَث بقبر صدام حسين وحرقه

شاهدتُّ وبتقزز تلك الحفله الهمجيه ، وعلى إيقاع هوسات ساديه جمع من ” المقاتلين ” وهم يحتفلون بهدم قبر صدام حسين في تكريت .  سائلت نفسي للتو : أليس ذلك أضغاث أحلام أم هي حقيقة عصارة هذا العالم ألهمجي ،  ألذي ، من سوء حظنا أن نعيش في كنهه .
سائلت نفسي أيضا : أتلك ياترى حصيلة آخر تعليقه من فتاوي يُراد لها أن تكتسي كل صفات ألقدسيه وربما الالوهيه ؟
أجابني ضميري للمرة اللاأخيره : ألا تباً لتلك ألقُدسيات التي تَحُطّ من إنسانية الانسان وهو حي ، فكيف وهو ميت .  ليس هكذا يتم التعامل مع مقابر الموتى ، وشأننا ، نحن ألاحياء بعد، إكرام ألموتى بدفنهم .
صدام حسين ، دخل ألتاريخ كطاغيه ، ومجرم  وبلا أي حسٍ إنساني ، وكنت قد ساهمت وكتبت ضد طغيانه ، حينما كان حياً وفي عنفوان سلطانه ، وما أنا بآسف على ذلك ، ولكنني أكتب اليم دفاعاً عن حُرمة العبث بقبره ، بل وحرقه . ذلك لايجوز ، بل ومحرم في أيٍ من  الاديان السماويه ، وقبل ذلك وبعده في عُرف القيم الانسانيه العليا ، والتي إليها نحن جميعاً ننتمي ، والتي تحرم إيذاء الانسان في حياته وإكرام مثواه في مماته .
لاأعرف ، وليس متأكداً من هوية أولئك الذين قاموا بهذا العمل ، وما هي دوافعهم المعلنه ، ولكني أشير وحسب إلى دوافعهم الطائفيه ، والتي لاتخدم أبداً ذلك التوافق الابدي بين ألاطياف المتعدده للشعب العراقي .
صدام حسين أدين وأعدم لقاء جرائم حسّيه ، واقعيه قام بها ، وما قام به هذا النفر من الرعاع لتهديم قبره ، إنما هي محاوله ستؤدي بنتيجتها إلى إعادة الاعتبار ، ولو جزئياً ، لهذا الرمز الطاغيه ، على صعيد التعاطف المعنوي ، التأثيري . فهل ، ياترى ، هذا مايصبو إليه أولئك
الذين رقصوا على أجداث قبره ؟
وكلمه أخيره : بودى أن تتولى المرجعيه الدينيه الشيعيه ، قبل غيرها ، ورجال الدين الافاضل من كل الديانات ، وكذلك منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسيه إلى إدانة هذا الانتهاك الفظ لحرمة الموتى ، أياً كانوا .ألانسان ، ينبغي أن يفتخر بإنسانيته لابهمجيته !