23 نوفمبر، 2024 3:41 ص
Search
Close this search box.

حول الدين والإلحاد :  حــــــوار مـــفتــــوح مـــــــع أحد ( أولاد هذا العصر …) !

حول الدين والإلحاد :  حــــــوار مـــفتــــوح مـــــــع أحد ( أولاد هذا العصر …) !

لاشك أن القراء يعرفون ان ( الفيسبوك ) احدى الوسائل العصرية للتواصل الاجتماعي والتعارف وعندما يستغل باالعقلانية فهو احد الابواب الحضارية المفتوحة لتبادل الاراء بين من يكونون وعن طريق هذه الوسيلة اصدقاء ‘ وذلك عندما يستفادون وبالوعي وبالنية الايجابية منها ‘ كموقف شخصي في التعامل مع هذه الوسيلة ‘ أن أي شخص يوجه لي دعوة صداقة ‘ أول خطوة اطلع على صفحته وعندما ارى ان ما ينشر فيها قابله للنقاش وتبادل الاراء سيكون ردي ايجابي للدعوة
من خلال هذه الرؤيا ‘ عندما وجه احد ( أولاد هذا العصر ) دعوة لي وعندما اطلعت على صفحته ورأيت أنها مزدحمة بـ ( طعن وشتائم وسخرية تجاه كل القيم الدينية عموماً والدين الاسلامي على وجه الخصوص ) قلت مع نفسي : اذا فتحت معه باب الحوار سيكون لي
احد أجرين : أذا ادى الحوار الى قناعه بان الاصلاح لاياتي بالغلو فاني كسبت حسنه ‘ وإذا العكس فلي القول : اللهم اني بلغت اللهم فاشهد وهذه ايضاً حسنة
من هنا نقول وبلغة بسيطة الفهم عند كل القراء الكرام : اتخاذ الموقف تجاه اعلان او ايصال اي فكر او موقف من قبل اي شخص ‘ يتطلب اطلاع عليه او قرأته اولاً بالحيادية ( ونؤكد ضرورة هذه الحيادية ) لان ذلك يفسح المجال لملتلقي ان هذا الاعلان او طرح ذلك الفكر هو تكرار لشيء تقليدي متوارث ‘ أم أن صاحب الطرح واقف على ارضية فكرية متوجه للتغيير وعلينا ان ننتظرمنه تاثير ايجابي او بالعكس ‘ عندها ‘ انت ايضا عليك ان تقف على ارضية يسهل عليك ان تتهيأ لمناقشته حيث لديك ادوات النقاش وتبادل الراى الفكري المطروح والذي تطمح من خلاله اضافه او تسهيل تحقيق التغيير .
شيء كارثي في هذا الجانب ‘ ان الصراع الذي يعيشه الان الجيل الحالي من هذا العصر في منطقة الشرق الاوسط عموما وفي مجتمع شعبنا المنكوب على وجه الخصوص ‘ تدار بين اتجاهين لـ ( غلو مدمر) مهيمن على مسير الاتجاهين : السطحية و التشنج الفارغ احدها يدعو للالحاد الفارغ دون اي سند حتى من الماديات التى كانت تتباها بها منظري الالحاد في الاجيال السابقة ‘ والثاني الداعي الى اقصى حدود العنف ايضا دون اي اسناد معنوي مقبول لادامة الحياة وبناء الانسان ومتجه علنا نحو هدف واضح امام الواعيين وهو تشوية رسالات الاديان السماوية عموماً والدين الاسلامي ( الدين والرساله وبناء الحضاره) على وجه الخصوص ‘ وان الاتجاهين المتصارعين ليسوا لهم جذور للتصالح لانها اساساَ جاءت كظاهرة مصطنعة بشكل منظم لغاية هدفها المخفي في دهاليز ظاهره تحكم العصر ( الفساد المادي باشراف مافيايوين ) .
ولاحظوا ‘ ان ظاهرة الالحاد في اوروبا ‘ ليس موضوع مناقشة وتصادم بحيث تظهر كانها مشكله لها خطر على امن والاستقرار الاجتماعي في حياة الناس اليومية ‘ وذلك لان المؤمنين بالرسائل الدينية منزله من السماء منطلقين من الثقة بايمانهم لم يجعلوا منها ( بعبع ..! – كما نقول باللغة الشعبية ) لتجعلوها ادات يخافون منها ويخوفون بها الناس ‘ وكذلك لم يلجأ الملحدون هناك لوضع برنامج منظم لمحاربة او استفزاز من يؤمن بالرسائل السماوية بل ينظرون الى الظاهره بانها اختيار دون فرض وبطريقة يستفز الاخر ‘ من هنا ضمنوا لانفسهم وللاخرين الاستقرار الاجتماعي ‘ ولكن عندنا ‘ أن ألاغبياء ممن يعلن الالحاد يعتقد مقدماً انه عليه ان يستفز المؤمنون بالاديان لكي يعرف الاخرين بان ( حضرته ملحد على رؤوس الاشهاد …!! ) ‘ وكذلك هناك بين مجتمعنا الذي يعاني من ( التخلف ) اساساً من جانب العلاقات المتعلقة بحرية الاختيار يعتقد ان طريق اختيار الايمان يبدأ بمنع الاغاني والموسيقى مثلاًَ …! ولا يتردد وباسم الدين ان يتدخل في جزيئات حياة الفرد ليمنع منه ما يشاء حسب مزاج مايسمي نفسه بـ ( المؤمن ! ) ‘‘ ويقدم هذا الهدف على نشر الوعي الاجتماعي وهذا الهدف لايتحقق دون البدأ بالعمل من اجل الاستقرار الاجتماعي عن طريق التفاهم بين افراده ‘ من هنا لنقيس نتيجة كارثية لاصطدام بين ظاهرتين يتحركان من منطلق فهم متخلف اصلاً لمفهومين : الايمان والالحاد
لنعود الى شخصية الذي سميناه نموذج لـ (اولاد العصر ) الذي طلب الصداقه مني عن طريق ( الفيسبوك ) وعندما اطلعت على صفحته الشخصية بشكل مشروع بعد موافقتي على صداقتة ‘ رأيت ( مليئة بكتابات استفزازية بحق الدين الاسلامي ورسالته ويظهر نفسه انه
مستوعب كل ثقافة العولمة وان حظه وضعه بين مجتمع متخلف يصلي ويؤمن بالدين …..الخ )
وبعد ان توالت كتابات ( الصديق ) الى صفحتي الرئيسيه ‘ ومعتمدا على القول الذي يعني ( قل: قول الخير وامشي في طريقك … واترك اثر الطيب للزمن ) فكتبت هذه الرساله له وقلت له :
( … نحن الان اصدقاء عن طريق هذه الوسيلة الاجتماعية للتواصل ‘ ما اكتبه تتطلع عليه وماتكتبه اطلع علية ‘ وهذا يفسح لنا مجال فتح باب مناقشه وتبادل اراء لعلنا نتبادل ايضاً معلومات مفيدة .
بداً اقول لكم انني لست ( داعية دينية ) ادعو الناس ليؤمنوا بالدين الاسلامي وهو دين لاكثرية شعبنا ‘ انا رجل امارس مهنة الصحافة و عندما تجمعني هذه الوسيلة للتواصل الاجتماعي مع اي صديق ‘ اسمح لنفسي ان افتح معه باب المناقشه وتبادل الافكار من منطق الاساس فيه احترام الراي المقابل ويتم المناقشة على اساس تقدير هذا الاحترام ‘ وفي ذلك انا اطرح الافكار او المناقشه او الاستفسار التوضيحي ‘ حول الافكار المطروحه امامي دون ان ادعو مقابيلي قبول هذا الفكر المطروح تارك ذلك له على اية حال ومن هذا المنطلق اوجه لكم سؤال :
* هل تعتقد انك ومن خلال طرح شعاراتك حول الدين – فقط الدين الاسلامي – ستقلل التاثيره على الناس وتوجههم الى اختيار الدين كاحد الطرق الايجابية لبناء المجتمع ؟
* والى اي مدى تدفع الناس للتخلي عن هذا الاختيار ؟
ولا ادري هل لديكم معلومات بأن في هذا العالم عدد المؤمنين بالاديان السماوية بين البشرية يصل الى 9 , 57 % ‘ النسبة الاكبر هم من المسلمين 23 % و المسيحيين 21 % اليهود 9 ,13 % هذا يعني أن نسبة غير مؤمنين بالاديان السماوية الثلاثة في العالم 9 ,53
% ولاتفرح فليس في هذه النسبة من الملحدين الذي تدعو له كاختيار ( لمجتمعك ) غير 2 % ‘ والنسبة المشركين في العالم 15 % من الهندوس و 500 مليون من البوذيين ؟.
هل لديك معلومه أن في الاقليم الذي نحن فيه وتعتبره حضرتكم واكيد نحن أيضاً ( الام الحنون ) ان نسبة 90 % من سكانه من المؤمنين بالدين الاسلامي ‘ وان من هذه النسبة 60 % منهم يمارسون وبإختيارهم كافة طقوس الدين الاسلامي : ( صلاة ‘ صوم ‘ زكاة ‘ الحج و العمره و قراءة القرأن ) وبشكل ممنهج ..؟
ثم سالته : اكيد انك ترى مقاتلي ( بيشمه ركه ) وهو رمز عزتنا القومية الرابط في الخندق لمحاربة ( متطرفين الدموين من داعش ) الذين يشوهون الاسلام ( الرساله والفكر الانساني ) ‘ هؤلاء المقاتلين تراهم يقومون باداء فريضة الصلاة وهم في الخندق ‘ هل ممكن ان ترد : كيف تستطيع اقناع هذا الكم الهائل من ابناء شعبك بكلماتك الاستفزازية الفارغة من الوعي الانساني بمعنى تبادل الاراء مع الاخر بان : ( الاسلام هو دين الشر وخراب البشرية ) ..؟
تركز في طروحاتك المنشورة بان عدد كبير من الايات القرانية تدعو وباسم الجهاد الى الحرب والقتال والدمار ‘ دون ان تتعمق في البحث ( متى ) و ( لماذا ) نزلت تلك الايات ‘ مع اهمال عشرات الايات القرانية الواضحة التي تدعو الى الحوار واحترام الاخر ومجادلتهم بالتي هي احسن وعدم التحاور مع المؤمنين برسائل سماوية اخرى الا بالحسنى … يظهر ان رؤياك السطحية يمنع دراسة الواقع أن البشرية و طموحات ( الفرد الانسان ) في كثير من الانعطافات التاريخية وطبيعة البشر الغريزي للسيطرة على الاخرين ادى بهم استغلال مفهوم بعض التوجهات الدينية لتحقيق طموحاتهم الدنيوية ‘ وهذه الظاهره حدثت تحت عنوان الدفاع عن الدين المسيحي حيث كانوا يسلخون جلد من لم يؤمن بهم و الان الحركة الصهونية
ويومياً يذبح داخل اراضي احتلها غدرا من لن يؤمن بسلطة الدين اليهودي على تلك الاراضي ‘ فهل افتى المسيح او موسى بذلك ؟ ام ان الطبيعة الدموية البشريه يدفعه لاستغلال تلك الرسالات لتحقيق طموحاتهم ؟ والظاهر انك ومن امثالك من ( جيل ثقافة عصر الوان الالة سهلة الاستيعاب كتخدير وليس بهدف الوعي ) حتى لاتقراؤن تاريخ الاوروبيين رغم ادعاكم بانكم علمانيين ومتحمسين لعولمتهم ‘ انتم لاتقراؤن ان علمانين اوروبا كانوا ولا يزالون يتوجهون الى العقل و الحوار والتعاون الواعي مع المؤمنين الصادقين بالرسالات السماوية حيث ساندوهم لنشر الوعي بين الناس هكذا بدؤا مسيرة النهضه في اوروبا العظيمة التي غير وجه البشرية والتاريخ معاً ‘‘ ولكن عندنا ولان ( الجهل ) وعدم الوعي لكيفية التعمق في الوعي لمعالجة الازمات والامية المنتشره بين الاكثرية ‘ يتوجه الناس الى معالجة ما يعانيه من الازمات بالادوات المتخلفة السائدة في المجتمع ‘ وان علمانينا ‘ ولانهم وفي الغالب اخذوا قشرة علمانية الغرب وليس جوهرها من اجل السلطه والمكاسب في الحكم وفرض انفسهم على الناس ‘ تراهم يلجاؤن الى استفزاز الاخر وليس التعاون معه لانقاذه من التخلف ‘ من هنا انك ومن امثالك لاتستطيعون منافسة (ملا علي او خوجه علي ) عندما يستغلون جهل الاكثرية للوقوف بوجه ( علمانيتكم الالية ) وطريقة ردكم الاستفزازي يؤدي في كل انعطافه الى زيادة المتاجرين باسم الدين من امثال داعش ‘ انت وامثالك ومن منطلق غروركم بالثقافة الالية الملونة ‘ حتى لاتتعبون انفسكم للاطلاع على ظاهرة يدرسها الان الاوروبين بعمق وهو :
يوميا في اوروبا ورغم وحشية تصرفات الداعش ( الذي لايشك احد من الناس الواعيين انه بدعه ابتدعها اعداء الاسلام ) نقول ورغم ذلك يعلن العشرات من الاوربين ايمانهم بالاسلام ويدخلون الجوامع الاسلامية في اوروبا دون ان يستعمل المسلم هناك السيف لاجبارهم اعلان ايمانهم به
وختمت رسالتي لهذا الشاب في عصر العولمة وهو يعيش في مجتمع بالكاد يضمنون مستلزمات العيش الملائم او المقارب مع رقي العصر الا في شكلها المخادع عن طريق الات لاينقل اي متطلبات نمو النوعي لشعوب هذه المنطقة الا لقلة الميسره وليس فيها جامعة ( بما فيه جامعات امريكية ) مخصص في كثيرمن بلدان المنطقة لاولاد الذوات وهذه الجامعات الامريكية ربحية اكثرمن ان يكون علمية والتبشيرية اكثرمن ان تكون تربوية حسب البلد وبيئته ‘ ولا ترى اسم جامعة مرموقة في منطقتنا ‘ دخلت في قائمة التقيم العالمي ‘ فلا اسم لأي جامعة في المنطقة وهي (عامرة من ناحية تخريب الجانبين العلماني والايماني ) – عدا الدولة العبيرية الاستيطانية ضمن قائمة 500 جامعة عالمية مرموقة و200 من ارقى الجامعات في العالم و20 جامعه من قارة اسيا حسب التقيمات الدولية المعتمده ‘ لاننا منشغليين بصراع ( تخريبين ) أشرناه بين القوسين اعلاه . … وقلت له : كلمتي الاخيرة لك : هناك كلام لغاندي العظيم ما معناه : ( اتعجب من الذين يشتمون ويسخرون من اشياء او معتقدات لايؤمنون بوجوده ‘ ملحدون يقولون لاوجوده لـ – الله – ‘‘ طيب اذا لاوجود له فلماذا تقضون جل اوقاتكم بسخريه منه والتهجم على اسمه وتسخرون من يقدسه ؟) فيا صديقي ‘ وانك تعتز بنفسك انك من جيل العولمة ‘ لانقترح عليك التراجع عن عدم ايمانك بالدين الاسلامي ‘ هذا اختيارك ‘ ولكن وانت تدعي انك تتخذ مواقف منطلقاً من وعي العصر …! اذاً وبدلاً من إضاعة الوقت بنشر سخرياتك البايخه ضد من اختار الدين ‘ وانت تدعي قومي للنخاع ..!
الا ترى ظاهرة الامية بين قومك ؟
الا ترى ظاهرة الجوع بين قومك وانت تعرف ان ارض وطنك ثري بما يكفي ومن المعيب ان يكون فيه جياع ؟
الا ترى البطالة بين الشباب الجامعيين ؟
الا ترى التخلف الاجتماعي وانتشار الامراض المزمنه ؟
..أن الشباب الواعين القومين الصادقين ضمن قوميات مثل حال قومنا لايضيعون اوقاتهم بمن يعبد الله ومن لايعبده ‘ بل يتوجهون الى العمل الجماعي لمعالجة هكذا مشاكل في حياة شعوبهم ‘ حتى لا يستعملون ادوات الاتصال العصري الا اذا ساهم في معالجة مشاكلهم … ياصديقي اتمنى ان تقراء هذه الرسالة بعيداً عن التعصب انت حر في قبول اورفض ما طرحت فيها …!)
لانكم ‘ اً العصري جددددد بعا .. لا اترجم لكم ماذا كان ردهوطجيل (الفيسبوك ستكرهون كل افرازات عصر العولمة في حياة شباب ) .. والسلام عليكم 

أحدث المقالات

أحدث المقالات