23 ديسمبر، 2024 5:41 ص

حول الحرق الداعشي والحشدوي

حول الحرق الداعشي والحشدوي

يبدو أن التنافس بين طرفي التطرف و الارهاب و الظلامية في العراق(داعش و ميليشيات الحشد الشعبي)، مستمر على قدم و ساق، وکل يحاول أن يثبت بأنه الطرف الاکثر بطشا و إجراما من الآخر.

منذ إستيلاء تنظيم داعش على مساحات کبيرة من العراق و في الوقت الذي کان الشعب العراقي و المنطقة و العالم ينتظرون طرد هذا التنظيم و إعادة الامن و الاستقرار للمناطق التي سيطرت عليها، غير أن الذي جرى أمر مختلف عن ذلك تماما، إذ شهد العراق حالة من التصعيد في النفس الطائفي بحيث تجاوزت مستوى التصعيد الذي جرى في الفترة المحصورة بين 2006 و 2008، والتي تلت حادثة تفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء و الذي أکد الجنرال جورج کيسي قائد القوات الامريکية في العراق في ذلك الوقت، بأن طهران کانت تقف وراء الحادثة.

التطورات المأساوية الجارية في العراق و التي تنمي الروح الطائفية بوتائر غير عادية و تدفع العراق نحو منعطف بالغ الخطورة، لايبدو أن داعش لوحده من يقوم بذلك، بل والانکى من ذلك أن هناك من يساعده و يدفع بالاوضاع نحو المزيد من التوتر و الاحتقان، حتى يبدو العراق وکأنه صار جبهتين تحرقان بنارهما أبناء المناطق المبتلية بداعش.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي زعم منذ بداية إستيلاء داعش على الموصل و مناطق أخرى في العراق، من أنه سيساعد العراق على طرد داعش و إستعادة أمنه و إستقراره، لکن ومنذ البداية إتضحت أهداف و نوايا طهران من وراء مد يد المساعدة و العون من جانبه، حيث وکما تبين فقد إستخدم مساهمته في القضاء على داعش بطالب له في المفاوضات النووية، ولذلك فقد کان هنالك تخوف إقليمي و دولي على حد سواء من تلك المساهمة، لکن طهران ظلت تسعر النار و تذکي الاحقاد و تدفع بالاوضاع نحو المزيد من التأزم و التعقيد، وهذا مايجب أخذه دائما بنظر الاعتبار.

مايجدر ذکره هنا و ملاحظته جيدا، هو أن طهران حتى لو شارکت في الحرب الدولية ضد داعش وفق مطالبها، فإنها لن تعمل على حل جذري للمشکلة وانما تبقي النار تحت الرماد لإشعالها في أية لحظة أخرى تستوجب ذلك، ومن هنا، فإن التحذير الذي أطلقته الزعيمة المعارضة مريم رجوي في بشأن أن إشراك طهران في الحرب الدولية ضد داعش هي بمثابة سياسة التدحرج من السئ الى الاسوء مشددة بأن’ إشراك النظام في التحالف ضد داعش، خطورته أکبر مائة مرة من أي نوع من اشكال التطرف الديني تحت المسميات الشيعية اوالسنية’، وان الذي يجري حاليا في العراق هو مخطط إيراني يخدم أهدافا خاصة بطهران ولايجب الانخداع بداعش و غيرها لأن لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية طرق و اساليب لايفکر بها حتى الشيطان نفسه خصوصا عندما نتذکر حادثة تفجير الحرمين الشيعيين المقدسين في سامراء، ولهذا فإنه ليس هنالك من سبيل لإعادة الامن و الاستقرار للمنطقة إلا من خلال نقطتين هامتين هما:

اولاـ قطع أذرع طهران من العراق و الدول الاخرى في المنطقة.

ثانياـ الوقوف الى جانب الشعب الايراني و المقاومة الايرانية و دعمهما من أجل العمل على الاسراع في التغيير في إيران و الذي لن يتم إلا من خلال إسقاط النظام القائم.