23 ديسمبر، 2024 10:01 ص

حولَ صفقة صواريخ S300

حولَ صفقة صواريخ S300

لا نبتغي القول اين كانت الحكومة العراقية والتي سبقوها من مسألة بناء ونصب منظومة دفاع جوي متطورة لحماية الأجواء العراقية وإستكمال متطلبات تسليح القوات المسلحة بشكلٍ متكامل , فلن نطرح مثل هذا التساؤل .!

ثُمَّ إننّا لا نودّ اصلاً في توجيهِ سؤالٍ آخرٍ عمّا اذا سيجري إطلاق صاروخ واحد او اكثر من مجموعة S300 على طائرةٍ معاديةٍ مسيّرة – صغيرة الحجم وزهيدة الثمن , فمثل هذه الطائرات يجري معالجتها بالأسلحة التقليدية والبسيطة , والتي لم يبلغ مسامعنا إسقاط اي من تلك ” الدرون ” في الآونة الأخيرة – آونة الإعتداءات على اهدافٍ داخل العراق , فذلك خارج نطاق اختصاصنا في الإعلام .

هذا وإذا ما وافق الرفاق الروس على بيع العراق منظومة الصواريخ هذه ” وهو أمرٌ ممكن ” , لكن لا أحدَ يدري اذا ما كانت بنفس الأسعار التي باعتها موسكو الى دولٍ اخرى , أم أنّ السعر المحدد الى العراق قد يغدو اغلى .!

والى ذلك , فمن الطبيعي أنّ موعد وصول ال S – 300 سوف لا يكون في ليلةٍ وضحاها , ولأسبابٍ فنيّةٍ بحتة على الأقل وبجانب الفترات الزمنية اللازمة لتدريب طواقم الدفاع الجوي العراقية على امتداد البلاد < عدا كردستان > , وذلك يعني أنّ الأجواء العراقية ستضحى مفتوحة للطيران المعادي المسيّر وغير المسيّر , فما هو العلاج والأدوية العسكرية لهذا المرض الجوّي – الحربي العضال!

بجانب ذلك , فعلى الحكومة العراقية الأنتباه المركّز وأخذ العِبَر من عقد الصفقة السابقة للطائرات المروحية مع روسيا في زمن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التي ازكمت الأنوف والحواس الأخرى من شدة وكثافة طلب العمولات من عددٍ من اعضاء الوفد العراقي المفاوض آنذاك .! والتي اضطرّت الرئيس بوتين الى كشفها وفضحها ! ومن دون أن يسمع الرأي العام العراقي عن ايّ اجراءاتٍ عقابية حازمة بحقّ طالبي ” الكوميشن ” , بل أنّ بعضهم ارتقى او جرت ترقيتهم الى مناصبٍ اعلى .! , فحذاري .. حذاري يا حكومة , لا تدَعوا صورة العراق تتشوّه اكثر فأكثر .!

يتوجّب على القيادات العسكرية الشابّة او الجديدة التي ستفاوض القادة العسكريين في موسكو حول الصفقة المرتقبة , أن يأخذوا بنظر الإعتبار أنّ الروس لا يقومون بتصدير منظومتهم الصاروخية الى دولٍ مختلفة بذات التقنيات المتطورة , وبمعنىً آخر فهنالك تمييز لديهم بين دولةٍ وأخرى في الحصول على احدث تقنيات المصانع الحربية الروسية , ومن المفترض بالجهات العسكرية العراقية ذات العلاقة أن تستشير الدول التي تمتلك مثل هذه الصواريخ والتي تمتلك علائقاً حسنةً معها , للتعرّف على مواصفات وتقنيات هذه المنظومة , وقبل التفاوض مع موسكو لشرائها , رغم الشكوك في موافقة تلك الدول على ” نشر هذا الغسيل .! ” او كشف طلاسم هذه الأسرار التي فكّت رموزها تل ابيب وواشنطن منذ سنواتٍ سبقت السنة الهجرية الجديدة .!

ويتوجبُ وبدرجةٍ عاليةٍ الأستعانة بخبراءٍ عسكريين بغية التعرّف والتشخيص العلمي الدقيق على مدى قابلية وقدرات هذه الصواريخ على مقاومة التشويش الفائق التقنية الذي تستخدمه المقاتلات الأسرائيلية – الأمريكية الصنع في التصدي ومواجهة صواريخ ارض – جو , ومعالجة ذلك ببدائلٍ أخرى , وإلاّ فلا معنى لإستيراد هذه المنظومة التي ليست بالأحدث روسيّاً .

لا نزعم ولا ندّعي ” بشكلٍ مطلق ” أنّ الوفد العسكري العراقي الذي سيتفاوض على استيراد هذه الصواريخ , على جهلٍ مدقع بالملاحظات التي ذكرناها في اعلاه , لكنه وفي وقتٍ لاحق , فاذا < وقعت الواقعة ! > وحدث المكروه او تعرّضت البلاد الى عدوانٍ جويٍ مفترض , ولم تستطع ” أس 300 ” من إصابة الطائرة المعادية , فلا يجوز لكائنٍ مَن كان من تسديد او إطلاق ايّ سهمٍ من النبال النقدية على ملاحظاتنا المتواضعة هذه .!