23 ديسمبر، 2024 7:44 ص

حولَ سيادة الرئيس .!

حولَ سيادة الرئيس .!

دونما جزمٍ ولا شبه تأكيد , إنّما من الصعوبةِ بمكان التصوّر أنّ السيد برهم صالح سوف لا يقوم بتعيين نواباً له ” كما الرئيس فؤاد معصوم ” , وهنا فالمسألة لا تتعلق بمنصب النواب بقدر علاقتها بأسماءٍ محددة لاسيما من نواب رئيس الجمهورية السابقين , وخصوصاً سيد نوري المالكي ! , ومن ضمن دائرة التصورات الأفتراضية هذه أنّ تعيين النواب كما المشار اليه , قد يغدو جزءاً من صفقةٍ جاءت متأخرة ومستجدّة لأنتخاب السيد برهم صالح , على الرغم من أنّ المالكي اعلن تأييده لمرشح البرزاني السيد فؤاد حسين قبل يومين من انتخاب السيد برهم ! , وهنا فلعلّ الساعات الأخيرة التي سبقت انتخابات رئيس الجمهورية قد غيّرتْ البوصلة وقلبت الأمور , ونسوق هذه الأفتراضية المنبثقة من ارضية الواقع السياسي الجاري استناداً الى عدم القدرة على التصديق او التصور من أنّ نوري المالكي سوف لا يبقى في السلطة , ولذلك اسبابٌ عدّة ومن بعضها سببٌ سيكولوجي .! والآخر التصريح الأخير للمبعوث الأمريكي للعراق ” بريت ماكغورك ” الذي ذكر فيه أنّ عن تواجد حزب الدعوة في السلطة سوف يضرّ بالمصالح الأمريكية في العراق .!

لا ريب أنّ رئيس الجمهورية الجديد هو اكثر قوة من الرئيس السابق معصوم الذي كان يفتقد للقوة والقدرات ” مع حفظ المقام ” وكان ايضاً يفتقد للحضور السياسي والإعلامي وندرة تصريحاته , كما انه لم يستغل ولم يستثمر دراسته العليا في الشريعة والعلوم الأسلامية بغية توظيفها وتجييرها للتقارب مع احزاب الأسلام السياسي والحد من نفوذها ولو جزئياً لمصلحة الدولة العراقية , وفي المقابل فمن الملاحظ أنّ الرئيس الجديد يتمتع بحيوية سياسية وقدرة الحركة والمناورة ” دون أن يكون هذا ثناءً ودعايةً اعلاميةً له ” , بالأضافة الى أنّ الرئيس برهم صالح قد اكتسب خبرةً سياسية من خلال المواقع التي شغلها في الأقليم وفي الحكومات العراقية , وقد مارس دوراً ملحوظاً في تخطّي وتجاوز الخلافات الكردية – الكردية في الأقليم , مما اثار حنكة الحزب الديمقراطي الكردستاني ضده .. والى ذلك فأنّ تهنئة المبعوث الأمريكي ” ماكغورك ” للرئيس صالح والتي وصفه فيها < بالصديق القديم > , فهي عبارة مختارة عن قصد ولها دلالاتها , لكنها لا تعكس ولا تضمن أنّ رئيس الجمهورية الجديد سيسر بأتجاه واشنطن او بالضد من طهران التي لعبت دوراً بارزاً في انتخابه او تعيينه رئيساً للعراق .. ومن الملاحظ في هذا الصدد ” ولغاية الآن ” أنّ اهتمام بعض ملوك ورؤساء الدول في ارسال برقيات التهنئة , فأنّ تركيزها يفوق بشكلٍ مضاعف لما يُفترض من ارسالها ايضا الى رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي الذي له السلطة الفعلية ويرأس السلطة التنفيذية .!

ولا بدّ هنا من أخذٍ بنظر الأعتبار بأنّ السلوك السياسي والمواقف المحسوبة على الرئيس برهم صالح طوال السنوات السابقة , فليست بالضرورة أن تبقى كما كانت او على حالها , فتبوّؤ رأس السلطة طالما يلقي ويضفي اعتبارات والتزامات اخرى , وقد شهدنا مؤخرا كيف أنّ الرئيس برهم تخلّى عن حزبه او تنظيمه الجديد ” التحالف من من اجل الديمقراطية والعدالة ” بعد انشقاقه عن الأتحاد الوطني الكردستاني وثم العودة الى صفوفه مؤخرا لأجل الفوز برئاسة العراق .

ومع كلّ ذلك , فيبقى الحديث عن توجهات الرئيس سابقة لأوانها , ولعلها تحمل متغيرات متضادة او متشددة , بالرغم من أنّ صلاحيات الرئيس مقصوصة الأجنحة وفق دستور الأجنحة .!