منذ قديم الزمان وهناك علاقة توافقية بين رجال السياسة ورجال الدين ،ولا يهم إن كان رجل الدين يلبس القلنسوة أو الصليب أو العمامة فهم متشابهون بالقيم ، يتكلمون عكس ما يبطنون ، يظهرون عكس ما يخفون ، ينطقون عكس ما يخبئون ، لا حاجة بنا إلى كشف سيكولوجية رجل الدين فهي معروفة لأهل العلم وبالذات لمن تبحر في التحليل النفسي للبشر وعليه يعتقد المحللون أن الإنسان إن شعر بأنه بعيد عن رجاحة العقل وفيه من الخلل الغير منظور يلتجأ إلى الدين فهي مهنة استرزاقية من جهة وبنفس الوقت تنفع في إخفاء نقاط وبواطن خلل الشخصية ، أغلب رجال الدين يشعرون بنقص الاحترام ، لذا نراهم يبحثون من مسوغ وطريقة تخفي هذا الخلل ولا توجد طريقة مثلى إلا بان ينتمي هذا الإنسان لعالم الدين ، يعتقد رجل الدين انه عندما يتكلم لا احد يستطيع أن يناقشه وحتى الشخص الغير مقتنع بما يقول سيكون صامتا خوفا أن يُتهم بالإلحاد والهرطقة أو ربما يتهمونه بأنه خارج عن الملة ، لذا نرى إن اغلبنا لا يقتنع بكلام رجل الدين ولكننا نصمت مضطرون خوفا من التهم الجاهزة والمهيأة مسبقا والتي ربما تصل بنا إلى الموت أو الرجم أو للحرق كما كانت أوربا في العصور ما قبل عصر النهضة تعامل من يعترض ولو فكريا على هلوسات وخزعبلات رجال الدين ، وللتاريخ المئات بل الآلاف من الشواهد التي راح ضحيتها أبرياء بسبب اعتراضهم على ما يصرح بهذا هذا القس وذاك الكاهن .
سقت لكم هذه المقدمة لأني من المتابعين لتصريحات رجال الدين وبما إني عراقي الجنسية أصل وصورة فاني بالتأكيد سأكون متابعا لتصريحات الحوزة الدينية ولبعض علماء أهل السنة والتي لا تختلف بالمضمون عن تصريحات اقرأنهم من المذهب الآخر.
لو استعرضنا تصريحات آية الله العظمى منذ عام سقوط النظام ولحد يومنا هذا سنرى أن التصريحات لا تخرج إلا بعد أن يأتي برق ورسالة أثيرية من لسان ساسة العراق سابقا وساسة البيت الأبيض حاليا ولا افهم هل أن هناك اتصال وثيق أو إنها شطارة وبهلوة من قبل رجال الدين ليكون تصريحهم محط تقدير بعد أن علموا أن ساسة الب�ن ساسة البيت الأبيض عندما يصرحون فإنها تعني لنا تنفيذ هذا الأمر وليس رأ�مر وليس رأي ديمقراطي كما يزعمون .
قبل سقوط النظام صرحت المرجعية بعد أن وصلها رسالة من الرئيس صدام بضرورة الجهاد ضد القوات الغازية لكونها قوات احتلال وقوات صليبة جاءت لنهب خيرات البلد وليس كما يدعون وبالفعل استلم العراقيون هذه الفتوى ولكن بعد مرور كذا يوم انقلب التصريح عفوا الفتوى بضرورة عدم مقاتلة العدو لأنه ليس عدوا بل محررا جاء ليحرر العراقيين من سطوة القائد الضرورة ، واستمرت التصريحات بين الفينة والأخرى ولكنها تصريحات مبرمجة على نظام توافقي أميركي حوزوي لا يعلم به إلا الراسخون في الخبث والمكر ومن قرأ بتمعن كتاب الأمير لنيقولا ميكافللي ، واستمر الحال على ما هو عليه ولحد قبل يومين حين صرحت المرجعية على لسان أحد وكلائها بان وحدة العراقي هي المهمة وعلى الساسة أن يتفقوا فيما بينهم ولا نقبل بالأغلبية السياسة ومن هذا الشخبطات ، لكن الحقيقة نجدها قبل هذه التصريحات في لسان ساسة البيت الأبيض الذي قالوا نفس الكلام ولكن بطريقة التقديم والتأخير في المفردات ، استشف أنا المتابع والمتفرغ لسماع أقوال الوجهين ( ساسة ، رجال الدين ) إن أقوالهم كلها تعمل وفق نظرية البلوتوث ( يعني إرسال من مصدر آخر ) وليس كما يعتقد المساكين من البناء هذا الشعب الفاقد لبوصلة العقل والذي يمتلك بوصلة منهم نراه دائما يقف قرب مصدر فيه نسبة عالية من الحديد وعليه ستكون هذه البوصلة ترقص ولا تستقر على قراءة ثابتة حالها حال رقاص الساعة الذي فقد قوة البطارية الجافة أو حال الزئبق الذي لا يستقر على حال ، ربما قادتنا الحوزويون يبحثون عن مسوغ لإرجاع ثقة الشعب المفقودة بهم ولهذا يصرحون تصريحات تتناغم مع غايات ساسة البيت الأبيض لأنهم يعلمون إن عصا البيت الأبيض ستكون قاسية على ساستنا وما عليهم إلا الرضوخ وطأطأ الروس ، وهنا وجدت أن ذكاء علماء الدين فيه من القوة الكبيرة ومثلها من الغباء المستديم ، القوة عندما نكون بلا عقل وكأنهم رجل بكامل اللياقة يتسابق مع رجل أعرج ، الغباء عندما يصرحون ونحن نتربص لهم لنكشف زيف هؤلاء المتحجرون في سراديب والمتقوقعون في غرفهم ،، إنها لعبة الحياة فلا نجاح إلا لمن انتمى لعالم السياسة وعالم الدين ، فالعالمان مجرد ضحك على ذقون الناس ولكن ، أنا أتوقع ستكون الردود قاسية ولكني انتمي لعالم العقل وشعاري دائما يقول ” إن من كان ضعيفا في الحجج يلجا لعالم الشتائم ” فأهلا وسهلا بالعقول المتحجرة التي ستنطق كفرا وأنا الوحيد ومعي البعض من الذين استعملوا العقل كما ينبغي استعماله سنبقى نضحك ضحكة طويلة تستحق منا الوقوف بعدها لبرهة لاسترداد الأنفاس .